يعاني الكثير من الاطفال من اضطرابات النوم في هذا المقال نقدم للوالدين المعلومات المهمة حول اضطرابات النوم لدى الطفل اسبابه واعراضة وطرق العلاج الصحيحة وبعض الاخطاء الشائعة في التعامل مع الطفل حصريا على مجلة رجيم الاولى عربيا في عالم الرشاقة الصحه والجمال
اضطرابات النوم عند الطفل - مشاكل النوم عند الاطفال

كثيرا ما يشكو الوالدان من قلة نوم أطفالهما أو الصعوبة في تحويل الطفل من حالة اليقظة إلى حالة النوم‎ كما أن النوم المضطرب لدى بعض الأطفال يمثل مشكلة كبيرة عند الأمهات.‎
والنوم عبارة عن غياب الوعي والشعور ولكنه يختلف عن الإغماء أو فقدان الوعي والفرق بينهما أن الإنسان في حالة النوم الطبيعي لابد له من الاستيقاظ بعد فترة ما ولكن عند فقدان الوعي فإن الرجوع إلى حالة الوعي مرتبط بأمور كثيرة أحدها السبب الكائن وراء تلك الحالة من فقدان الوعي‎ لذا فإن النوم الطبيعي ما هو إلا حالة انعكاسية بين اليقظة وغياب الوعي‎ وخلال فترة النوم يمر الإنسان بنوعين من حالات النوم الحالة الأولى ما يسمى بنوم الموجات البطيئة (Slow Eye Movements; SEM) وهي فترة تتصف ببطء الموجات الدماغية وبالتالي بطء الجهاز الدوري والتنفسي والعصبي‎ ولا تحدث الأحلام خلال هذه الفترة من فترات النوم أما الحالة الثانية فتسمى بفترة النوم النشط غير المنتظم والتي بها تزداد حركة العينين حركة العين السريعة REM وتضطرب مقاييس الضغط والتنفس‎ والنوم هنا لا يكون عميقا فاحتمال اليقظة بين الآونة والأخرى كبير جدا وعادة ما تراود الإنسان الأحلام خلال هذه الفترة.‎

لقد حاول الباحثون معرفة أسرار النوم والسبب في تعود الإنسان على النوم في ساعة معينة واليقظة في ساعة أخرى‎ و اعتقد البعض بأن هناك ساعة بيولوجية (Biological Clock) لدى الإنسان تتناسق مع عدد ساعات النهار والليل وتقوم هذه الساعة بالتأقلم على مواعيد النهار والليل‎ وبالتالي ينام الانسان عندما يحل الليل ويستيقظ مع إشراق الصباح‎ ولكن وبوجه عام فإن الضوء والظلام منفردين لا يتحكمان في النوم والدليل على ذلك أنه في فترة الشتاء وخصوصا في دول أوروبا قد يحل ظلام الغروب في أوقات مبكرة من اليوم مثلا ما بين الساعة الثالثة والخامسة مساء كما أن ضوء الشروق يبدأ في البزوغ في وقت متأخر بعد الساعة الثامنة صباحا مثلاً‎ وبالتالي فإن هذا التوقيت الشتوي لا يعني بتاتا أن يجنح الإنسان إلى النوم في ذلك الوقت المبكر أو يستيقظ في وقت متأخر من النهار لذا نجد أن الضوء والظلام ما هما إلا عاملان مساعدان على تأقلم تلك الساعة الباطنية على مواقيت النوم والاستيقاظ.‎

ومن السمات الهامة في الإنسان سرعة التأقلم (التلاؤم Adaptation) مع الاختلافات في البيئة المحيطة به فالمسافر مثلا يعاني في البداية من فارق الوقت فيضطرب نومه ولكنه سرعان ما يتعود على تلك المواعيد الجديدة بالنسبة لنومه واستيقاظه إلى أن يرجع إلى موطنه ثم يبدأ في عملية التأقلم من جديد.‎
إن خاصية التأقلم لدى الإنسان تبدأ من الصغر‎ وكما تبدأ دائرة النوم والاستيقاظ في النضج ما بين 3 إلى 6 شهور من العمر‎ لذلك فإن نوم الطفل في عامه الأول يتغير باستمرار إلى أن تعتاد ساعته الباطنية اختلاف أوقات النهار ويكون الفضل في ذلك راجعا إلى الضغوط البيئية والاجتماعية المحيطة بالطفل والتي تتمثل في الوالدين والأقارب عندما يحاولون تعليم الطفل أن النهار للعب والليل للنوم.‎
والنوم عملية فيزيولوجية يحتاج إليها كل جسم حيث يعتمد احتياج الجسم من النوم على أمور شتى من بينها عمر الشخص وجنسه وعمله والطبقة الاجتماعية التي ينتمي إليها وشخصيته وغذائه وكذلك حالته الصحية فمثلا بسبب إرهاق الإنسان المريض تزداد ساعات وفترات نومه ولكن قد تتسبب بعض الأمراض المصاحبة للألم في الإقلال من فترات نوم المريض‎ ويختلف عدد ساعات النوم باختلاف مراحل عمر الإنسان ففي الطفولة يكون الاحتياج إلى النوم أكثر من سن المراهقة والشباب‎ وفي فترة الشباب يكون الاحتياج أكثر من فترة أواسط العمر أما في الشيخوخة فإن النوم يكون غير منتظم فنرى أن الرجل الهَرمِ (Senile)قد ينام فترات بسيطة وفي أوقات كثيرة متعددة من النهار وهو عادة ما يستيقظ مبكراً في الصباح.

اضطرابات النوم عند الطفل - مشاكل النوم عند الاطفال

* أسباب اضطراب النوم:

أولا: بالنسبة للأطفال الذين تقل أعمارهم عن 6 شهور:

تتنوع مسببات اضطراب النوم بين أسباب بسيطة وأسباب أكثر تعقيدا وتعتمد على شخصية الطفل نفسه فلكل طفل مسببات تختلف عن الطفل الآخر.

1-سلس البول الليلي(Nocturnal Enuresis):

إذا تبول الطفل أو تبرز على نفسه أثناء فترة النوم فإنه يتضايق من ذلك البلل ويضطرب نومه وفي هذه الحالة إما أن يستيقظ ويستغرق في البكاء وإما أن يبكي بين الحين والآخر إلى أن يتم تنظيفه وتجفيفه.

2-الجوع(Hunger):

قد يحس الطفل بالجوع أثناء الليل وذلك ناتج عن عدم الانتظام في مواعيد غذائه‎ وطالما أنه لا يستطيع التعبير عن ذلك إلا بالبكاء فإنه يستيقظ من النوم ويبكي إلى أن يلبى طلبه.

3-فراش الطفل:

إذا كان سرير الطفل أو فراشه غير مريح فهذا يتسبب له في القلق أثناء النوم‎ فعلى سبيل المثال الفراش الخشن أو الصلب يضايق الطفل في النوم‎ كما أن غطاء الفراش المصنوع من مادة النايلون يضايق الطفل أثناء نومه لأنه لا يمتص عرق الطفل وبالتالي يلتصق ذلك الغطاء بجسمه فيكون غير مريح.

4-المغص المعوي(Intestinal Colics):
غالباً ما تكون الغازات وتقلصات الأمعاء ناتجة عن عدم الانتظام في الطعام أو عن عدم ملاءمة النوعية فبعض أنواع الطعام الصلب إذا ما أعطي للطفل فإنه يسبب عسر الهضم (Indigestion) وخصوصا لدى الأطفال الذين لم يعتادوا ذلك النمط من التغذية‎ فبعض الأمهات يعتقدن أنهن إذا ما أعطين الطفل وجبة دسمة في الليل فإنه ينام الليل كله كما أن بعض أنواع المواد النشوية قد يسبب الغازات في الأمعاء أما بعض المواد البروتينية والدهنية فيسبب عسرا في الهضم.

5-الأمراض الأخرى:

أي مرض يصاحبه ألم أو ارتفاع درجة الحرارة ينتج عنه اضطراب في النوم.

6-الالتهابات

الالتهابات الجلدية وخصوصا في منطقة العانة والتي تسمى بالتهابات الحفاظ تجعل جلد الطفل حساسا للغاية‎ فتكون المنطقة مؤلمة من جراء الاحتكاك لذا يشعر الطفل بالضيق من تلك الالتهابات‎ وكلا الألم والضيق يسببان اضطراب النوم.

7- مشاكل في نمو الطفل

بعض العيوب الخلقية (Congenital anomalies) في الطفل قد تجعل نموه متعسرا فمثلا الطفل ذو اللحمية في الأنف أو الذي لديه ثقب في سقف الفم يجد صعوبة في التنفس وبالتالي يشعـر بالقلق أثناء النــوم‎ وهناك مـرض يطلق عليـه انقطاع النَفَس الانسدادي النومي (Obstructive Sleep Apnea) حيث يتوقف التنفس أثناء النوم لفترة تمتد إلى ثوان معدودة ومن ثم يستيقظ الطفل فجأة وهو في حالة فزع محاولاً التنفس ويؤدي هذا المرض إلى الأرق في النوم‎ وتكثر هذه الحالة لدى الأطفال الذين لديهم انسداد في مجرى التنفس وبسبب تكرار هذه الحالة مرات عديدة في الليلة الواحدة فإن الطفل يصاب بإرهاق وبالتالي يكثر نومه أثناء النهار.‎
وقد ثبت علميا أن سلوك الطفل قد يتأثر مباشرة باختلال نموه العقلي والجسماني‎ وبالنسبة للطفل فإن نموه وازدياد حجمه ليس مجرد حقيقة ولكنها خبرة قد تعرضه لمشاكل صعبة.

8- المشاكل النفسية(Psychological Problems):

عادة ما تنتج هذه المشاكل بسبب علاقة الوالدين أحدهما بالآخر أو علاقتهما بالطفل ومعاملتهما له والطفل الذي يستدعي الأمر عزله (Child Separation) عن والديه وإدخاله إلى المستشفى بسبب أي مرض طارىء قد يصاب باضطراب نفسي يؤدي إلى قلقه في النوم‎ لقد وجد الباحثون أن هناك علاقة أيضاً بين إضطراب النوم وإساءة معاملة انتهاك الطفل (Child Abuse).

9- الحر والبرد:

تساعد كثرة الملابس التي تلَبس للطفل وتغطيته بأغطية كثيرة لتجنب إصابته بالبرد على شعور الطفل بالحر وبالتالي يعرق‎ وهذا البلل يجعل عملية النوم غير مريحة وكذلك فإن الملابس الضيقة التي لا تعطي الطفل حرية الحركة تجعله قلقا أيضا

اضطرابات النوم عند الطفل - مشاكل النوم عند الاطفال

ثانيا الأطفال الأكبر من 6 شهور:

كثير من المسببات التي ذكرت سابقا لدى الأطفال الذين تقل أعمارهم عن ستة شهور قد تكون عاملا في اضطراب نوم جميع الأطفال في جميع الأعمار ولكن الأسباب الرئيسية لدى الأطفال الأكبر من 6 شهور ترجع غالباً إلى الأسباب التالية:

1- الخوف (Fear):

يكون الخوف من الظلام والليل أحد الأسباب الرئيسية لقلق الأطفال أثناء النوم أو رفضهم إياه‎ والخوف ليس بعادة مكتسبة ولا يحدث نتيجة عوامل وراثية ولكن بعض الأطفال يكونون أكثر حساسية من غيرهم‎ وعادة ما يكون الخوف ناتجا عن البيئة المحيطة بالطفل‎ وقد تكون إثارة الطفل قبل النوم سببا للقلق أثناء النوم لأنه قد يرى أحلاماً مخيفة أو مثيرة تكون السبب المباشر في الأرق.

2- المشاكل النفسية:

عدم توافق الوالدين وكثرة المشادات بينهما أمام الأطفال يؤثر تأثيرا مباشرا على نفسيتهم فقد يصابون باضطرابات عديدة من بينها اضطراب النوم‎ وقد تنتج المشاكل النفسية بسبب تفضيل طفل على آخر واختلاف المعاملة بينهما يبدي الشعور لدى الطفل بعدم أهميته فمثلا نجد أن الطفل ما إن ينـام حتـى ينهـض وذلـك لمعـرفة ماذا يعطـى لأخيه ولم يعط له‎ كما أن توبيخ الطفل ومعاقبته المستمرة لأي سبب كان لا يؤدي إلا إلى تفاقم المشكلة.‎
إن عدم قدرة الطفل العقلية في المدرسة على مجاراة زملائه في الفصل تضع عليه ثقلا كبيرا يدور في رحابه العقل الباطني والذي يكون مثقلا بالقلق والاضطراب مما يؤثر على النوم أثناء الليل‎.

3- الأحداث المؤلمة(Painful Events):

إن بعض الأحداث مثل حدث مخيف أو حادث سيارة أو انفصال الطفل عن والديه لفترة معينة قد تصيب الطفل بحالة من التوتر والقلق فتنعكس بشكل مباشر على نومه‎ وبعض الأطفال يتساءلون عن سبب نوم والديهم سويا بينما يترك هو وحيداً‎ وتتسبب هذه التساؤلات في اضطراب نوم الطفل أو مشاكسته لوالديه.

4- الأمراض(Illnesses):

إن للأمراض الجسمانية دورا كبيرا في اضطراب النوم لدى الأطفال لكونها تعمل على تغيير فيزيولوجية وظائف الجسم وأعضائه.

5- التحكم في الوالدين(Parental Control):

باستطاعة الطفل التحكم في تصرفات والديه تجاهه ولفت انتباههما وذلك بطرق عديدة فالأطفال لديهم القدرة على تحقيق مطالبهم وتركيز اهتمام والديهم عليهم‎ ومن هذه الطرق مثلا ادعاء اضطراب النوم أو المشاكسة أثناء تناول الطعام.

6- كفاية النوم:
بعض الأطفال يستيقظون من النوم في منتصف الليل وهم في قمة نشاطهم حيث إنهم قد حصلوا على كفايتهم من النوم‎ والسبب ناتج عن نوم الطفل فترات طويلة أثناء النهار وخصوصا في المساء‎ وهذه الظاهرة منتشرة بين الأطفال وقد تكون طبيعية جداً حيث أثبتت الدراسات أن نسبتها من 40% إلى 50%.

7-النضج الذهني(Mental Maturity):

يبدأ النضج الذهني والإحساس بالتكامل في العامين الثاني والثالث من عمر الأطفال لذا فهم يدركون معنى الخوف والظلام لذلك فالبعض منهم قد يخاف من مواجهة الليل منفردا.

8- مجهول السبب (Idiopathic):

وأخيرا هناك نسبة غير قليلة من الأطفال قد لا يجد الباحث أو الطبيب لديهم أي سبب مباشر لاضطراب النوم.

اضطرابات النوم عند الطفل - مشاكل النوم عند الاطفال


أنواع اضطرابات النوم:

1- مقاومة الذهاب إلى النوم:
يمر جميع الأطفال الصغار تقريباً بفترة يقاومون فيها الذهاب إلى النوم، فإذا أظهر الأبوان اهتماماً زائداً وقلقاً أو عدم قدرة على مواصلة السيطرة على الموقف بشكل حازم، فإن مقاومة الطفل للنوم قد تزداد سوءاً.
وقد يقاوم بعض الأطفال الذهاب إلى النوم بسبب القلق أو الإثارة الزائدة، في حين يشعر آخرون بالوحشة إلى حد بعيد عندما يكونون وحدهم وهم ما زالوا بحاجة ماسة لشعور التطمين الذي يحصلون عليه من رفقة أبويهم.

2- مقاومة الأطفال الصغار جداً (Resistances by Very Young Children):

لا يحب معظم الأطفال دون سن الثالثة الذهاب إلى النوم وغالباً ما يستيقظون في الليل ويطالبون بأن يحملوا وينتبه لهم، والأساليب التي طورها الأطفال كي يؤخروا وقت ذهابهم للنوم مألوفة لكل أب وأم، كما أن طقوس وقت النوم قد تأخذ ساعات إذا لم ينتبه الأبوان لذلك فسوف يطلب الأطفال شربة ماء واحدة أخرى فقط، أو قصة واحدة أخرى فقط أو الذهاب للحمام مرة أخرى. (شيفر- ميلمان-1989- 268)

3- مقاومة الأطفال الكبار (Resistances by Older Children):

إن مقاومة الذهاب للنوم تبلغ ذروة حدوثها مرة أخرى في الأعمار ما بين أربع إلى ست سنوات، ففي حين يقاوم الطفل حديث المشي الذهاب إلى النوم غالباً بسبب الخوف من الافتراق عن الأبوين. فإن الأطفال الذين هم في سن المدرسة يخافون من الذهاب إلى النوم أساساً بسبب الأصوات والظلال داخل الغرفة، وبسبب الخوف من البقاء وحدهم.

4- النوم القلق (Restlessness):

النوم القلق أو عدم الارتياح الجسدي أو العقلي أثناء النوم ذو مظاهر متعددة تشتمل على الحركة والتقلب وقذف الأرجل والتلويح بالاذرع بشكل عشوائي، وركل الأغطية، وصرير الأسنان، وضرب الراس والاستيقاظ نتيجة سماع صوت خفيف. إن النوم القلق لفترة قصيرة يظهر بين الحين والآخر عند جميع الأطفال، إلا أنه في حالات كثيرة يكون واضحاً جداً أو مستمراً بحيث يعتبره الأبوان مشكلة.
و يبدو أن حركات عدم الارتياح هي تفريغ للتوتر عند الأطفال فمعظم الأطفال يظهرون قلقاً وعدم ارتياح أثناء الليل يظهرون أيضاً عدم ارتياح أثناء النهار ونشاطاً زائداً واستثارة زائدة.
أما صرير الأسنان فهو شكل آخر من اضطرابات النوم الشائعة بين الأطفال والذي قد يحدث بصوت مرتفع جداً بحيث يسمعه الأبوان من غرفة أخرى، كما أن صرير الأسنان الحاد يمكن أن يؤدي إلى تأكل المينا عن الأسنان، كما يؤدي إلى استيقاظ الطفل صباحاً وهو يشعر بتعب في فكيه. أما ضرب الرأس وأرجحته وهز السرير فهي عادات حركية إيقاعية عند الأطفال يبدو أنها تعمل على تفريغ التوتر المختزن. وهي غالباً ما تظهر ما بين الشهر الثاني والثالث من العمر وهذه العادات مؤقتة عند معظم الأطفال حيث أنها تختفي عادة مابين عمر سنتين ونصف وثلاث سنوات.

5- الكوابيس Nightmares:

الكابوس هو استجابة خوف أو رعب ليلي تحدث أثناء النوم وهي في الغالب نتيجة حلم مخيف. إن الأحلام المزعجة بدرجة بسيطة يبدأ الأطفال بتذكرها عادة في عمر ثلاث سنوات ولكنها لا تكون مزعجة لهم بشكل خاص وببساطة يصرخ الطفل ثم يهدأ بسهولة. وفي عمر الأربع سنوات ونصف إلى خمس سنوات تزداد الأحلام المزعجة في تكرارها وحدتها.
الكابوس التقليدي هو استجابة رعب أكثر حدة من الحلم المزعج البسيط إذ أنه يتضمن صرخة عالية أثناء النوم تكون مصحوبة بإشارات قلق حاد (تعرق، اتساع البؤبؤ، جمود في تعابير الوجه، صعوبة في التنفس) ويشعر الطفل وكأنه يختنق وكأن وزناً ثقيلاً فوق صدره ويصاب بالذعر وعادة يستطيع الطفل الاستيقاظ بشكل سريع نسبياً بعد الكابوس ويمكن تهدئته بسهولة.
وقد تتنوع أسباب الكوابيس متضمنة القلق العابر أو الطويل الأمد أو الصراعات أو الخوف من العقاب العائد إلى مشاعر الغضب الموجه نحو الأبوين، فهذه المشاعر أو المشاغل قد يتم كبتها خلال ساعات الصحو، إلا أنها تظهر عندما تقل مقاومة الطفل أثناء النوم ولا تكون الأحلام المزعجة عادة نتيجة لفشل الأبوين في إعطاء الطفل الأمان والحب الكافي ومع ذلك سيزداد قلق الطفل سوءاً إذا لم يتوافر له الحب والأمان كما أن الأسباب العضوية مثل أمراض الحميات أو عسر الهضم قد تستجر أيضاً الأحلام المزعجة.

6- اضطرابات الاستيقاظ Arousal Disorders:

إن المشي أثناء النوم والحديث أثناء النوم والرعب الليلي والتبول في الفراش تعتبر من اضطرابات النوم التي تحدث أثناء الاستيقاظ المفاجئ والعنيف من مراحل النوم العميق وإنها لا ترتبط بنشاط الأحلام العادية، وبدل أن تكون ناتجة عن أحلام مزعجة فإن هذه الاضطرابات يبدو أنها ناتجة عن تأخر في نمو الجهاز العصبي المركزي الذي قد يكون له أساس وراثي. وعندما تستمر المشكلة على مرحلة الطفولة المتأخرة، فغالباً ما يجد المرء أن توتراً خارجياً أو قلقاً يسهم في إحداثها. وغالباً ما يكون هناك تاريخ عائلي لمثل هذه الاضطرابات التي تتشابه جميعها في أن لها بداية مفاجئة حيث يكون لدى الطفل في ذلك الوقت غير مستجيب للمحيط، ولا يتذكر الأطفال أي شيء من هذه الاضطرابات في صباح اليوم التالي. (

7- الكلام أثناء النوم:

ترديد الطفل مجموعة من الكلمات أو الجمل المفيدة أو غير المفيدة أو الغناء، و قد يردد ذلك بانفعال أو نبرة تأثير، و ربما يكون الكلام بصراخ أو استنجاد أو عتاب أو تهديد أو فرحة أو ضحك، مع عدم استطاعة الإجابة عن سؤال أو الرد عن استفسار بشأن ما يقوله الطفل من كلام أثناء النوم، و لكنه قد يردّد ما سبق قوله و بشكل عفوي إذا وجهت له السؤال أثناء حالته، و ربما أضاف كلاماً غير مرتبط مع ما سبق أن قاله، وعادة يكون الكلام أثناء النوم بكلمات قليلة لا يمكن تمييزها، وتحدث في الفترة العمرية بعد سنتين.
يكون من أسبابه عادةً الخوف الكامن في نفس الطّفل من موقف ما أو حبه لموقف ما، و إن ظهر دون أعراض أو نوبات أخرى لا يستدعي علاجاً و حينما تكون حالة الكلام أثناء النّوم مزعجة و شديدة فيمكن تلقي العلاج بالعيادات النفسية.

8- خوف الأطفال أثناء النوم:

كثيرة هي مخاوف الأطفال أثناء النوم منها، الظّل الذي تحدثه شمعة على الحائط، مولدة صورا غامضة متحركة متخيلا إياها أشباح أو أشياء يكرهها. كما أن الأصوات المتقطعة الواصلة على غرفته في أحد المسلسلات التي يشاهدها الأهل في الغرفة المجاورة كفيلة لإثارة خوفه حتى وهو نائم, صوت الريح الذي يصفر في الخارج، دقات ساعة الحائط شجارات الأهل و خاصة أثناء نوم الطفل، كما أن استخدم الأهل أساليب العنف و التخويف في إصلاح السلوك الغير مرغوب به تزيد بدورها أرق الطفل و أحلامه المخيفة.

9- إفراط النوم:

يبدو فيها خمول الطفل واضحاً و ميله إلى النّوم ساعات عديدة نهاراً بالإضافة إلى ساعات نومه المعتادة في الليل، لا يظهر على الطفل حالة الانتعاش أو الحيوية بعد النوم، بل يبدو الأمر عليه نوم فخمول فنوم ثانية، مع عدم القدرة على مقاومة العودة إلى الّنوم مرة أخرى، و ربما تبدو على بعض الأطفال علامات رغبتهم في النّوم بعد نومهم، و ذلك حتى أثناء الأكل، و يبدو على مثل هذا النّوع من الأطفال شحوب الوجه و تورم الأعين و الإرهاق. و بعض هؤلاء الأطفال لا يستيقظون من تلقاء أنفسهم، و ينامون أكثر بكثير مما يحتاج إليه الجسم في مرحلتهم العمرية، و قد يرافق الإفراط في النوم إفراط في تناول الطعام مما يصاحبه السمنة، بالتالي اضطراب بعض وظائف الجسم مثل التنفس.
اضطرابات النوم عند الطفل - مشاكل النوم عند الاطفال

مشاكل النوم عند الأطفال

الأرق نوع من أنواع اضطراب النوم الذى يصيب الكثير من الأطفال حيث يعانى الطفل الذى يعانى من اضطراب النوم من الأرق والتكلم فى أثناء النوم والتقلب والرفس طوال الليل ويستيقظ الطفل دون ان يأخذ كفايته من النوم حيث يعانى من سرعة الانفعال والتهيج والقلق الواضح وشدة التوتر مع صعوبة التركيز وكثرة البكاء.

ويعاني الكثير من الأطفال من مشاكل في النوم وتشمل الأمثلة ما يلي:

-الاستيقاظ المستمر أثناء الليل.

-الكلام أثناء النوم.

-صعوبة الاستغراق في النوم.

-الاستيقاظ من النوم باكيا.

-الاستغراق في النوم أثناء النهار.

-الكوابيس.

-التبول أثناء النوم.

-جذ الأسنان والإمساك عليها بإحكام.

-الاستيقاظ مبكرا.

ويرجع الكثير من مشاكل النوم عند الأطفال إلى عادات نوم غير منتظمة أو للقلق بشأن الذهاب للنوم أو الاستغراق فيه. وقد تكون مشاكل النوم المتواصلة أعراضا لصعوبات عاطفية مثل “قلق الانفصال” التى تمثل علامة نمو بالنسبة للأطفال الصغار. فبالنسبة لكل الأطفال الصغار، يكون وقت النوم هو وقت الانفصال. ويلجأ بعض الأطفال إلى بذل كل جهده للحيلولة دون الانفصال عن الأهل عند مجيء وقت النوم. وغالبا ما يكتشف الآباء أن التغذية تساعد الطفل الصغير على النوم. لكن مع نمو الطفل وتركه لمرحلة الرضاعة، ينبغي على الوالدين تشجيع الطفل على النوم بدون اللجوء إلى إطعامه، وإلا سيتعرض الطفل لمشاكل عند مجيء أوقات النوم.
ويجب فحص الطفل جيدا قبل تشخيص الحالة كمرض نفسى حيث أن هناك كثيرا من الأمراض العضوية تسبب الأرق مثل الاضطرابات المعوية وصعوبة التنفس وارتفاع درجة الحرارة أو الآلام الجسمانية المتنوعة .أما أهم الأسباب النفسية التى تسبب الأرق للطفل فهى عدم التوافق بين الوالدين واستمرار المشاجرات اللفظية والجسدية أو المنافسة مع الاخوة أو الزملاء فى المدرسة وما يصاحب ذلك من صراعات وقلق شديد …كذلك فان محاولة الوالدين تنشئة الطفل بصورة مثالية خصوصا فى حالة الطفل الأول للأسرة يسبب له صراعا مع قدراته الذاتية . ولذا ننصح الأسرة محاولة فهم الموضوع الخاص بأرق الطفل وتفسير تأثير الخلافات الأسرية على الطفل مع امتناعهم عن العقاب كوسيلة لإجبار الطفل على النوم . أما عن استخدام المنومات للطفل فيجب أن يكون تحت إشراف أخصائى نفسى حتى يتمكن الطبيب من تحديد العلاج المناسب مع علاج الأسرة نفسيا فى نفس الوقت .
اضطرابات النوم عند الطفل - مشاكل النوم عند الاطفال

وفيما يلي بعض الأفكار التى قد تساعدك على مجابهة مثل هذه المشكلة :

إذا شعر طفلك بالرغبة فى إغفاءة صغيرة فى أثناء النهار ، لا تحرميه منها بحجة أن ذلك قد يقلل من ساعات نومه فى أثناء الليل . أن عدداً قليلاً من الأطفال يستطيع أن يصحو طوال النهار دون أن ينام ولو لفترة قصيرة

وبالقدر نفسه لا تحاولي إجبار طفلك على النوم قبل أن يكون لديه الاستعداد لذلك فالطفل مثل الشخص الراشد لا يستطيع أن ينام إطاعة لأمر … وإذا لم يكن الطفل مجهدا ، أو يوشك أن يعرض نفسه للخطر ، دعيه بجانبك حتى ينعس ثم خذيه إلى غرفة نومه .

اجعلي من غرفة نومه مكاناً شيقاً ، إن غرفة النوم لدى بعض الأسر هى مكان للنوم وحسب . ولا يُبذل أى مجهود لجعلها شيقة ومحببة للطفل ، ومكاناً يستطيع أن يلعب فيه، أو يقضى بعض الوقت قبل أن يستسلم للنوم

افصلي بين غرفة النوم ، والنوم تدريجياً، وبقدر الإمكان منذ وقت مبكر من حياة الطفل . وإذا بلغ الطفل سن المراهقة فإنه قد يحتاج إلى ساعات نوم أقل ، وقد يرغب فى قضاء جزء من الوقت الذى يسبق النوم فى خلوة مع نفسه يقرأ أو يستمع إلى الموسيقى .

علاج اضطرابات النوم عند الاطفال
يرتكز علاج اضطرابات النوم عند الاطفال الاساسي على اجراء العمليات الجراحية. استئصال اللوزات والغدانيات المتورمة. بالرغم من كونها عملية جراحية بسيطة الا انها لا تخلو من المخاطر. لذا يجدر ان يسبق قرار التوجه للجراحة تفكير عميق واخد كل الكشوفات بعين الاعتبار. تكمن الصعوبة المركزية في تشخيص هذه الاضطرابات كون التشخيص يجري عندما يكون الاطفال مستيقظين وعندها يبدون معافون تماما.

اضطرابات النوم عند الطفل - مشاكل النوم عند الاطفال
أخطاء نقع فيها :

أولا : إن تأخر النوم بالنسبة للطفل يحدث عنده توترات عصبية وخاصة عنما يستيقظ للمدرسة ولم يأخذ كفايته من النوم ، مما قد يؤدي إلى عدم التركيز في الفصل أو النوم فيه .

ثانيا : إن بعض الأسر تحدد مواعيد ثابتة لا تتغير مهما تكن الأسباب ، فالطفل حدد له موعد الثامنة ليلا ، ولذلك يجب عليه أن يلتزم به مهما تكن الظروف ، وهذا خطأ لأن الطفل لو كان يستمتع باللعب ثم أجبر على النوم فإن ذلك اضطهاد له وعدم احترام لشخصيته وكذلك فإن الطفل ينام متوترا مما ينعكس ذلك على نومه من الأحلام المزعجة وعدم الارتياح في النوم .

ثالثا : بعض الآباء يوقظ ابنه من النوم لكي يلعب معه أو لأنه اشترى له لعبة ، وخاصة عندما يكون الأب مشغولا طول اليوم وليس عنده إلا هذه الفرصة ، فإن هذا خطأ ، لأنك قطعت على ابنك النوم الهادئ ومن الصعب أن ينام مرة أخرى بارتياح .

رابعا : بعض الآباء ينتهج أسلوب التخويف وبث الرعب في نفس الطفل لكي ينام ، وهذا أكبر خطأ يقع فيه الآباء .

خامسا : بعض الأمهات قد تقص على ابنها حكايات قد تكون مخيفة وبالتالي تنعكس آثارها السلبية على الطفل في نومه على شكل أحلام مزعجة مما يؤثر على استقرار الطفل في النوم .

سادسا : بعض الأسر قد تُرغّب ابنها بشرب السوائل من عصير أو ماء أو غيرهما وخاصة قبل النوم مباشرة ، وذلك يؤدي إلى التبول اللاإرادي الذي تشتكي منه معظم الأسر .

سابعا : غلق الغرفة على الطفل عند الذهاب للنوم والظلام الدامس يزرع الخوف في نفس الطفل من الظلام كما يسبب عدم الاستقرار والاضطراب في النوم .

ثامنا : عدم تعويد الطفل منذ الصغر النوم بمفرده ، حيث إن بعض الأسر تسمح للطفل أن ينام مع الوالدين أو الأم حتى سن السادسة وهذا خطأ كبير ؛ لأنه في هذه الحالة ينشأ اتكاليا غير مستقر .
لذلك ننصح بأن نعود الطفل النوم منذ الصغر أي من السنة الأولى بالنوم لوحده حتى يتعود على ذلك .

واخيرا : نجد أن كثيراً من المشكلات التي يعانيها الأطفال سواء في التبول اللاإرادي أو الخوف من الظلام أو الصراخ أثناء النوم أو النوم في المدرسة أو عدم الاستيعاب أو عدم الذهاب إلى المدرسة .. كلها بسبب الاضطراب في النوم وعدم الاستقرار
اضطرابات النوم عند الطفل - مشاكل النوم عند الاطفال

شاركها.