يعد مرض النقرس من الأمراض الشائعة لدى الرجال في العالم العربي، وهو نوع من أنواع التهاب المفاصل، وينتج عند تشكل بلورات حمض اليوريك الضار داخل المفاصل، ويصاب به واحد من بين 70 شخصاً بالغاً.

ويعتبر الألم المفاجئ والحاد من أكثر الأعراض شيوعا لدى مريض النقرس، إضافة إلى التورم والاحمرار، وفي الغالب يتأثر مفصل القدم الكبير، إلا أنه يمكن أن يصيب أي مفصل آخر.

وقد تتطور أعراض النقرس بسرعة جدا في وقت قصير، حيث قد تصل إلى أسوأ حالاتها بين 6-24 ساعة فقط، وتستمر من 3-10 أيام، فيما يعرف بنوبة النقرس.

وبعد نوبة النقرس يختفي الألم تماما ويعود المفصل إلى حالته الطبيعية، ولا يعني هذا أن المريض قد شُفي، لأن هذه النوبة تتكرر من وقت لآخر.

أسباب الإصابة بالنقرس

يعود سبب الإصابة بمرض النقرس إلى تراكم حمض اليوريك في الدم، الأمر الذي يؤدي إلى تشكل بلورات صغيرة من الحمض داخل المفاصل وحولها.

وحمض اليوريك هو منتج ضار يُنتج في الجسم بشكل طبيعي يومياً، في الكلى تحديدا، حيث يعمل الجسم على تحليل المواد الكيميائية في الخلايا والمعروفة باسم البيورينات، وينتج عن هذا التحليل حمض اليوريك، ويتم التخلص من هذا الحمض الضار خلال التبول.

فإذا كان إنتاج الجسم لحمض اليوريك أكثر من الطبيعي، أو لا يتم التخلص منه كليا أثناء التبول، فإن الحمض سيتراكم في الجسم، مكونا بلورات إبرية الشكل حول المفاصل، وذلك في عملية تدريجية تحصل ببطء وعلى مدار عدة سنوات، وبدون علم المريض.

قد تسبّب البلورات مشكلتين:

قد يتسرب البعض إلى البطانة اللينة للمفصل (الغشاء الزلالي)، والذي يسبب الألم والالتهاب المرتبط بالنقرس.

قد يتجمع بعضها معاً لتشكيل كتل صلبة بطيئة الانتشار من البلورات (“الحصوات”) التي يمكن أن تسبّب تلفاً مستفحلاً للمفصل والعظمة القريبة منه، سيؤدي هذا في النهاية إلى ضرر في المفصل لا شفاء منه والذي يُسبّب الألم والتيبّس عند استخدام المفصل.

من أكثر عرضة للإصابة بالنقرس؟

هناك عوامل تؤثر على إصابة الفرد بالنقرس، وتجعل بعض الناس أكثر عرضة للمرض من غيرهم، ومن هذه العوامل:

1- العمر: تزداد نسبة الإصابة بالنقرس مع التقدم في السن، حيث يصيب المرض واحدا من بين 14 رجلا مسنّا وواحدة من بين 35 امرأة مسنّة. تحدث أعراض النقرس عادةً بعد سن الثلاثين عند الرجال، وبعد الستين عند النساء.

2- الجنس: يكون حدوث النقرس أكثر شيوعاً عندما تتقدم في العمر ويكون ثلاث إلى أربع مرات أكثر عند الرجال، هذا أساساً لأن هرمون الاستروجين الأنثوي الذي يُفرز خلال الدورة التناسلية عند الأنثى يُخفض مستويات حامض اليوريك عند المرأة.

3- المعاناة من ارتفاع في ضغط الدم أو مرض السكري.

4- وجود أقارب يعانون من النقرس (يكون داء المفاصل غالباً موجوداً لدى الأسر).

5- وجود مشاكل طويلة الأمد في الكلى تقلّل من القدرة على التخلص من حمض اليوريك.

6- اتباع نظام غذائي غني بالبيورينات؛ مثل تناول السردين والكبد بشكل متكرر.

7- الإفراط في شرب المشروبات الكحولية لأنها تحتوي على مستويات عالية نسبياً من البيورينات.

علاج النقرس

هناك نوعان من الأهداف الرئيسية في علاج النقرس:

1- تخفيف الأعراض خلال نوبة النقرس

استخدام العقاقير المضادة للالتهاب غير الستيرويدية (المسكنات)، وفي بعض الحالات يكون هناك حاجة لأدوية بديلة أيضاً.

2- منع نوبات نقرس في المستقبل:

من خلال مزيج من تغيير نمط الحياة (مثل فقدان الوزن إذا كنت بديناً) وأخذ دواء يدعى الوبيورينول لتقليل مستويات حمض اليوريك.

عندما يتم أخذ الدواء وفقاً للتوجيهات مع تغييرات نمط الحياة التي يُنصح بها، مثل تغيير نظامك الغذائي، ينجح العديد من الناس بتقليل مستويات حمض اليوريك بشكل كافٍ مع مرور الوقت وتذويب البلورات التي تسبب النقرس.

المضاعفات

مضاعفات مرض النقرس غير شائعة الحدوث لكن يمكن أن تشمل:

1- حصوات الكلى

قد تؤدي المستويات العالية من حمض اليوريك إلى تشكل حصوات داخل الكلى.

2- تشكُّل “الحصوات” في المفصل

قد يؤدي النقرس أيضا إلى تكون حصوات في المفصل، وهي كتل صغيرة إلى كبيرة مرئية أحياناً ويتم الشعور بها بسهولة تحت الجلد.

3- تلف دائم للمفصل

قد يسبب النقرس ضررا دائما للمفصل بسبب التهاب المفاصل المستمر بين نوبات النقرس الحادة، وتشكل الحصوات داخل المفصل والتي تتلف الغضروف والعظام، إلا أن هذا لا يحدث إلا بعد سنوات عديدة من ترك المرض بلا علاج.

شاركها.