ثلاثة أسئلة ينبغي أن تجيب عليها قبل أن تصبح أباً

الأبوة منحة من الله عز و جل يسعى كثير من الناس لإدراكها ويبذلون في سبيل تحصيلها الكثير من الجهد و المال، ومن لا يوفق في الحصول على لقب “أبّ” يقضي عمره كله وهو يشعر بالحرمان من هذه المشاعر الدافئة التي يسكبها نداء الأطفال لآبائهم، و مرحهم بين أيديهم ولهذا وصف الله تعالى الأبناء بأنهم زينة الحياة الدنيا فقال سبحانه وتعالى “المال و البنون زينة الحياة الدنيا”.

لذلك على الرجال المقدمين على تجربة الأبوة أن يجيبوا أنفسهم على هذه الأسئلة الهامة التي ستكشف عن استعدادهم الحقيقي لتحمل هذه المسئولية بكفاءة :-

1-هل أنت مستعد لإعادة ترتيب أولويات حياتك من أجل تربية أبنائك؟

لا يدور السؤال هنا عن التخلي عن حياتك تماماً من أجل أبنائك ولكن عن إعادة ترتيب أولوياتك والتنازل عن بعض عاداتك القديمة التي سبقت حصولك على الأطفال فمثلاً هل انت مستعد للتخلي عن الخروج مع أصدقائك كل ليلة أو الاعتذار عن الرحلات الطويلة ؟ أو البقاء مستيقظاً لوقت متأخر ليلاً لمساعدة الأم في العناية بأطفالك الصغار ؟أو تقديم رغباتهم في الذهاب إلى عرض ترفيهي على رغباتك؟ إذا كنت مستعداً لتقديم مثل هذه التضحيات فأنت مؤهل لأن تكون أبا ناجحاً.

2-هل لديك القدرة على الموازنة بين الحب و التأديب؟

الآباء العظام هم فقط من يستطيعون أن يخلقوا شكلاً من أشكال التوازن بين الحب و التأديب أو التوجيه فالطفل يحتاج إلى كلا الأمرين معاً ؛فهو يحتاج الحبَّ من والده ليشعر أنه مرغوب وينتمي إلى أسرة تقدره، كما يحتاج إلى التأديب و التوجيه لضبط سلوكياته ووضعه بشكل مستمر على الطريق الصحيح.

إن ميل  الأب إلى أحد الجانبين دون تحقيق هذا التوازن الضروري لا يجعل منه والداً ناجحاً وعدم القدرة على  الانحياز إلى الجانب الصحيح في الوقت المناسب قد يفشل مهمة الأب .

3-هل لديك القدرة على تحمل المسئولية ومواجهة التحديات؟

أغلب حالات الفشل في أداء دور الأبوة ترجع إلى عدم قدرة الرجل على تحمل المسئوليات بشكل عام في حياته كأن يكون من النمط اللامبالي أو الأناني أو الذي لم يتعود على مواجهة مسئوليات شخصية أو اجتماعية طوال حياته أمثال هؤلاء يضجون سريعاً من هذا العبء الملقى على أكتافهم ويرغبون في الانسحاب بدلاً من مواجهة الواقع كما أن الشخص الذي لا يرغب في مواجهة التحديات التي سيلاقيها  الأبناء و التصدي لها معهم كتفاً بكتف لن يكون على قائمة الآباء العظماء أبداً.

إن الآباء العظماء لا يولدون عظاماً وإنما تصنعهم الرغبة القوية في أن يقدموا لأبنائهم النموذج والمثل والقدوة متخلين بذلك عن كثير من صفاتهم السلبية كالأنانية و ضيق الصدر و جفاف المشاعر مستبدلين ذلك كله بالراحة في التواجد وسط الأبناء و السعادة بالعطاء العاطفي و الماديّ.

زر الذهاب إلى الأعلى