الطلاق تجربة قاسية وهي نادراً ما تتم بهدوء.. خصوصاً في عالمنا العربي.

حتى ولو كان الثنائي على إقتناع تمام بأن الإنفصال هو الحل الوحيد هناك دائماً المناكفات والمشاجرات والكره العميق المؤقت أو الدائم للآخر. في المقابل حتى ولو تم الطلاق بشكل متحضر وهادئ تجربة الانفصال عن الشريكة وتبدل ملامح الحياة كما اعتادها الشخص من أصعب التجارب على الإطلاق.

الطلاق لا يعني النهاية بل قد يكون بداية لما هو أفضل للطرفين. لكن قبل الإنطلاق في حياتك مجدداً يجب التأكد من أن الأسس التي تنطلق منها متينة، لان التسرع والقفز قبل ان يحين الاوان يعني ان كل ما ستقوم به سيبنى على أسس هشة آيلة للسقوط في أي لحظة.

فما عليك القيام به قبل البدء بحياتك الجديدة؟

إمضاء بعض الوقت بمفردك

بعد الطلاق يمكن لحياة العزوبية ان تكون مخيفة الى حد ما، فخلال السنوات الماضية ما انت عليك وهويتك كشخص كان تحدد في إطار الزواج والعائلة وكل ما يرتبط بها لذلك من الاهمية بمكان ان تمضي الوقت بمفردك لتعيد إكتشاف ذاتك وما أنت عليه في فعلاً. الخطوة الاولى ستكون بتقبل حياة العزوبية من خلال تقبل ما اصبحت انت عليه.

طي صفحة الماضي كلياً

قبل البحث عن علاقة جديدة عليك ان تتأكد تماماً من أن الماضي مكانه هناك وبأن مشاعرك لشريكتك السابقة بعيدة كل البعد عن العشق والحب. يمكنك ان تكن لها كل مودة الدنيا  لكن مشاعر الحب تجاهها يجب ان تكون قد انتهت. اسمح لنفسك بالمرور بمراحل الحزن كافة لكن بعد ذلك عليك الخروج من تلك المرحلة. في حال وجدت نفسك ما زلت تنفعل حين تسمع اسمها أو انك تترصدها على مواقع التواصل فحينها عليك الحصول على مساعدة من طبيب مختص يساعدك على تجاوز المرحلة.

معرفة ما الذي أدى للطلاق

بطبيعة الحال الكل يميل الى لوم الاخر، لكن عليك التراجع خطوة الى الوراء ومعرفة سبب أفعالها وتحديد دورك في تلك المعمعمة. لا نقول لك بانه عليك تحمل مسؤولية كل شيء لكن على الاقل تحمل مسؤولية افعالك التي قد تكون بشكل او باخر ساهمت في تفاقم المشكلة. الإعتراف بالاخطاء ضروري جداً لبناء علاقة مستقبلية متينة.

تحديد ما الذي تريده من العلاقة الجديدة 

عليك سؤال نفسك عما تريده في العلاقة الجديدة، فهل تبحث عن امرأة يمكنك التواصل معها على مستويات أعمق، إمرأة مرحة أو تلك التي تملك حس المغامرة أو النقيض تماماً للمرأة التي كنت متزوجاً بها؟ معرفة ما الذي تريده يكون من خلال اكتشاف ما الذي كان ينقصك في علاقتك السابقة.

إستعادة ثقتك بنفسك 

بغض النظر عن السبب الذي أدى للطلاق الثقة بالنفس تتأثر وبشكل كبير بعد حدوثه. وطبعاً هناك الكثير من المخاوف التي تفرض نفسها كالتعرض للتجربة نفسها مجدداً أو للأذى أو ربما حتى للخيانة. ما عليك القيام به هنا هو البحث عن نشاطات تساعدك على تقوية ثقتك بنفسك، اكتشف ما هي هوياتك أو تعلم شيئاً جديداً كالرسم أو العزف أو قم بالتطوع.. لا فرق المهم ان تشعر بشكل ايجابي حيال نفسك.

كن واقعياً وليس مثالياً

البعض يميل بعد التعرض لازمة ما الى رفع معاييره كثيراً وبالتالي يحاول ان يكون صورة مثالية عما يظن بانه الصواب. ليس المطلوب منك المثالية، المثالية مملة ويمكن نسيانها بسرعة خصوصاً في عالم المواعدة. كن على طبيعتك بحسناتك وعيوبك، وقرر وفق الكيمياء الموجودة بينكما، ان كانت مناسبة لك فجرب حظك وان لم تكن فربما سيحالفك الحظ لاحقاً.

عندما تسألك عن طلاقك وشريكتك السابقة 

لا تتحدث عن طلاقك معها، خصوصاً خلال المراحل الاولى. بطبيعة الحال ليس عليك أيضاً تجنب الحديث عن الامر ولكن طلاقك لا يجب ان يتم ذكره اكثر من ٣ او ٤ مرات خلال المراحل الاولى. وفي حال كان لا بد من الحديث عن شريكتك السابقة لا تجعله يبدو غريباً.. ففي حال كنت سعيداً بطلاقك لا تظهر السعادة  وكذلك الامر ينطبق على مشاعر الغضب، التعاسة، النفور والكره. كن محياداً لان هذا ما يجب ان تكون مشاعرك عليه وفي حال لم تكن كذلك فهذا يعني انك غير مستعد للمواعدة مجدداً.

عندما يحين وقت الحديث عن طلاقك  عليك ان تذكر بان علاقتك في البداية كانت جيدة ثم ابلغها بسبب انهيار العلاقة وقم بانهاء الحديث بانك أصبحت حالياً شخصاً أفضل. وكل هذه الامور يجب ان تكون بمشاعر محايدة كلياً.

أولادك أولاً

في حال كان زواجك السابق قد أسفر عن الاطفال فهم الأولوية دائماً، فلا انت ولا زوجتك السابقة ولا زوجتك المستقبلية المحتملة أولوية.. بل هؤلاء الاطفال الذين مروا بتجربة مؤلمة بشكل مبكر. كن واضحاً مع كل الاطراف المعنية بانهم الاولوية وعليه تعديل المواعيد  بسببهم سيكون من الامور الطبيعية.

في حال كانت العلاقة الجديدة تسير بشكل مثالي عليك عدم التسرع وتقديمها لاولادك. عليك منحهم الوقت والمساحة كي يتأقلموا مع واقعهم الجديد وعندما تتأكد بانهم باتوا يشعرون بالإستقرار والامان في حياتهم الجديدة حينها يمكنك تقديمها اليهم بداية الامر كصديقة. ولاحقاً شيئاً فشيئاً يمكن كشف العلاقة لهم.

شاركها.