خسارة الوزن ليست بالمهمة السهلة، فهي تتطلب الالتزام والجهد وإرادة من حديد. خلال الرحلة يمر الشخص الساعي لإنقاص وزنه بحالات نفسية مختلفة تتنوع بين السعادة والإحباط، العزيمة واليأس وغيرها من المتناقضات. 

إن كنت قد شاهدت يومياً برامج خسارة الوزن التلفزيونية فلعلك لاحظت التبدل الكبير الذي يطرأ على شخصيات المشاركين.. وهذا الأمر حقيقي وليس من أجل التلفزيون فقط. الشخصيات تتبدل كثيراً خلال الرحلة المنهكة تلك. 

لكن حين يتم تحقيق الهدف فإن العناء يبدو سخيفًا مقارنة بالفوائد الصحية العديدة التي كسبها الشخص. قد تظن أن الحكاية تنتهي هنا وتكون الخاتمة «عاش سعيداً إلى الأبد»..لكن الواقع مغاير تماماً. فبعد خسارة الوزن تبدأ رحلة جديدة بعضها حلو وبعضها مر. 

طاقتك لا حدود لها 

ستشعر برغبة بتسلق الجبال والقيام بمختلف النشاطات التي تتطلب الجهد البدني. خسارة الوزن والتحسن في مستوى الأوكسجين في الجسم يسيران يداً بيد ما يجعلك تشعر بطاقة غريبة، وعليه فإن القيام بنشاطات مختلفة أسهل و أكثر متعة. سابقاً كانت النشاطات البدنية السهلة تجعلك تشعر بالإنهاك لكنك حالياً تشعر بأنك تملك القدرة على القيام بكل شيء. لذلك لا تتفاجأ حين تجد نفسك أكثر عفوية وأكثر تقبلاً للانخراط في نشاطات كانت تعتبر مستحيلة فيما مضى. 

ستتعلم حب التمارين الرياضية 

سابقاً كنت تكره ممارسة التمارين لكنك حالياً تشعر بأنك تحب القيام بها وأحياناً تتطلع إلى الموعد المحدد لممارستها. قد لا تصل إلى مرحلة الحب عند البعض لكنها على الأقل تخرج من دائرة الكره المطلق واعتبارها كواجب وعبء. السبب يرتبط بواقع أن الضعوطات النفسية لم تعد كما كانت خلال رحلة خسارة الوزن، فخلال المراحلة السابقة كان عليك ممارسة التمارين لحرق الدهون لكنك حالياً تقوم بها؛ لأنها ممتعة إلى حد ما ولأنها لم تعد صعبة ومنهكة، ولأنها كانت سبيلك لتغيير حياتك.  

حياتك الجنسية ستتبدل 

رغبتك الجنسية ستتضاعف بعد خسارة الوزن وليس بسبب صورة جسدك الجديدة التي تعجبك فحسب، بل بواقع أن الدهون المتراكمة سابقاً كانت تؤثر سلباً على الهرمونات. خلال مرحلة السمنة كانت مدة العلاقة الحميمة قصيرة نسبياً وذلك لأن هرمون التستسترون كان في أدنى مستوياته. خسارة الوزن تحسن الدورة الدموية أيضاً، ما يعني مشاعر أكثر حدة واستمتاعًا أكبر. 

الشعور بالإحباط 

النجاح في خسارة الوزن لا يعني بالضرورة أن النجاح سيطال مختلف جوانب حياة الشخص. خلال الرحلة تلك  يكون التعامل النفسي مع الأمر على أنها مرحلة ستبدل الحياة نحو الأفضل، وأن كل شيء سيصبح أكثر إشراقاً. لكن النحافة لا تعني أنك ستكون أكثر سعادة.

التوقعات تلك تجعلك تختبر صدمة الواقع؛ لأن مصدر تعاستك قد لا يكون وزنك في نهاية المطاف، والاعتقاد بأن إصلاح الخلل المتعلق بوزنك سيمنحك السعادة مقاربة خاطئة. 

روتينك اليومي سيصبح غريباً

إن كنت تظن بأنك ستخرج إلى العالم وأنت تشعر بالراحة والسعادة والتفاؤل المطلق فأنت مخطئ تماماً. خسارة الوزن خصوصاً إن كان الشخص يعاني من السمنة لوقت طويل ستجعله يشعر بالارتباك حتى من أبسط الأمور كحركة جسده.

فعل بسيط كالسير سيصبح مربكاً وستجد نفسك لاشعورياً تتصرف بنفس الطريقة التي كنت تتصرف بها خلال فترة السمنة. مثلاً كنت تتخوف من الدخول في مصعد مع أشخاص آخرين؛ لأنك غير متأكد ما إن كنت تتسع، وهذا ما ستقوم به عند خسارة الوزن.

صراع مع صورة الجسد 

رغم أنك حالياً أكثر نحافة بأشواط ما زلت تعتبر نفسك سميناً. الاقتناع هذا نفسي بحت ويعاني منه جميع الذين عانوا من السمنة يوماً وتمكنوا من خسارة الوزن. الأفكار والذكريات المرتبطة بحياتك حين كنت سميناً لا يمكن التخلص منها بسهولة، فصورتك في عقلك لم تتبدل. في الواقع الأمر هذا هام جداً وإن كان بالإمكان الحصول على مساعدة طبيب مختص، فنحن ننصح بذلك بشدة. تبديل صورة الجسد المرسخة في عقلك أصعب من تبديل صورة الجسد فعلياً من خلال خسارة الوزن.

ستصبح أكثر توتراً 

بعد تحقيق المهمة سيكون هدفك الجديد المحافظة على وزنك وعدم اكتساب كليوغرامات إضافية. وعليه فإن المناسبات والأعياد والدعوات وحتى الخروج مع الأصدقاء ستصبح مصدر توتر لا فرصة للاستمتاع والمرح. الخوف من الاستسلام لإغراء الأطعمة التي كنت تعشقها سينغض عليك حياتك.

التغييرات السلوكية التي كان عليك القيام بها سابقاً والالتزام بها حالياً هي انتقال من منطقة الراحة الخاصة بك والتي كانت الطعام باتجاه منطقة غير مريحة على الإطلاق ما يرفع منسوب التوتر. 

شاركها.