في البداية وقبل الخوض في شرح كل تفاصيل علاج البواسير بالليزر، يجب العلم بأن النزف الشرجي ليس دليلاً علي الإصابة بالبواسير. بل يجب عند ملاحظة دماء التوجه فوراً للطبيب المختص فالنزف الشرجي في نفس الوقت مؤشر محتمل للإصابة بالنواسير أو الشرخ الشرجي كما أنه قد يرجع سببه –لا قدر الله- إلي ورم حميد أو خبيث في الشرج أو المستقيم أو القولون. لذا فلا يجب التقليل من خطورة النزف الشرجي بالذهاب إلي الصيدلية وشراء علاج دون الرجوع إلي الطبيب.

فالذهاب في وقت مبكر للطبيب قد يجنبك لكثير من المتاعب والمعاناة والآلام التي يرجع سببها إلي الإهمال بل حتى يؤثر ذلك علي مدة العلاج والتكلفة المادية الخاصة به، لكن لحسن الحظ أن غالبية النزف الشرجي يرجع سببه إلي البواسير دون غيرها.

وبالرجوع إلي موضوعنا بخصوص علاج البواسير بالليزر، فبالرغم من كثرة الجدل والحديث حول هذا الأسلوب لعلاج البواسير، إلا أن هذه الطريقة من العلاج لازالت محدودة حتى يومنا هذا في الدول العربية، ولا زال الأسلوب التقليدي باستئصال البواسير عن طريقة الجراحة هو السائد بالرغم من اختلاف وتباين وتنوع عمليات البواسير. ويعود السبب وراء محدودية علاج البواسير بالليزر هو عدم توافر الأجهزة والآليات اللازمة لإجراء مثل هذه العملية بسبب ارتفاع ثمنها بشكل كبير. وفي الوقت نفسه لا يوجد لدينا الأطباء المتمرسين والمتدربين علي إجراء مثل هذه الأنواع من عمليات البواسير.

لكن في المقابل إذا تم إجراء هذه العملية بالشكل الصحيح فلن تخلف أية آثار جانبية علي المريض ولا يتعدي أثر العملية مكان أبعد من أماكن الإصابة حيث أنها تتم في حدود ضيقة مركزة فقط علي مكان الإصابة.

وبالرغم من انتشار شائعات عديدة حول تأثير علاج البواسير بالليزر علي الإنجاب عند الرجال أو علي قدرته علي الإخصاب، إلا أن الأطباء المتخصصين في إجراء مثل هذه العملية ينفون هذه الشائعات بشكل كامل، مؤكدين أنه ليس هنالك صلة بين إجراء هذه العملية وهذا الموضوع علي الإطلاق. كما أنه لا صلة بين إجراء العملية والتأثير علي النظر بأي حال من الأحوال لارتداء المريض وطاقم الطبي نظارات مخصصة.

مميزات العملية:

أهم ميزة في علاج البواسير بالليزر أنها لا تتجاوز 30 دقيقة فقط ويمكن أن تتم في مدة 15 دقيقة حسب حالة المريض ودرجة إصابته ومهارة الطبيب وتوافر الأجهزة الحديثة، والمريض يسمح له بتناول أي نوع من الطعام بعد خروجه من غرفة العمليات بمدة لا تزيد عن 3 ساعات فقط. والأهم من هذا وذلك أنه يستطيع العودة إلي منزله بعدها مباشرة ليمارس حياته بشكل طبيعي في اليوم التالي.

من مميزات هذه العملية أيضاً أنها تقلل كمية النزيف الدموي من المصاب وتقلل شعوره بالألم وتعجل بالتئام الجرح بالمقارنة مع جميع أنواع عمليات البواسير التقليدية.

عيوب العملية:

العيب الوحيد في هذه العملية هو ارتفاع تكلفتها بشكل كبير بالمقارنة مع الأنواع التقليدية لعمليات البواسير.

فكرة العملية:

علاج البواسير بالليزر هو بالتفصيل عبارة عن إطلاق أشعة في صورة طاقة حرارية ترسل ذبذبات عالية لتقوم بدور المشرط الجراحي الأمر الذي يؤدي إلي تهتك الأنسجة حول منطقة العملية.

تتم العملية بإدخال مسبار إلي دوالي وريد البواسير ليتم تسخينه ومن ثم تبخير البواسير بإستخدام شعاع الليزر الضيق من الضوء الغير مرئي. ويتم إنتاج هذا الشعاع بإستخدام غاز الأرجون وثاني أكسيد الكربون أو النيوديميوم مخدر الايتريوم الألومونيوم العقيق لإزالة البواسير الغير مرغوب بها دون إيذاء الأنسجة المحيطة بمكان الإصابة. وبعد ذلك يتم ختم النهايات العصبية والأوعية الدموية.

يشمل هذا الإجراء استخدام التيار الكهربائي الصادر من المسبار الإلكتروني والذي يتسبب بدوره في وقف وصول الدم إلي البواسير ومن ثم انكماشه. والمفيد وراء هذا الإجراء أنه يوفر نتائج سريعة ونزف أقل وتعافي أسرع.

متى يلجأ الشخص إلي علاج البواسير بالليزر؟

تصلح هذه الطريقة من العلاج مع جميع حالات وأنواع البواسير ودرجات الإصابة بها من الدرجة الأول إلي الرابعة، كما تصلح لجميع الأعمار من الجنسين حتي في ظل الإصابة بالأمراض المزمنة كالقلب والسكر وغيرها.

لكن في الوقت نفسه لا يجب التعجل باللجوء لإجراء مثل هذه العملية قبل التعرف علي طرق علاج البواسير طبيعياً. كطريقة علاج البواسير بالعسل وغيرها من الطرق المختلفة التي قد تغني عن إجراء أي عملية لعلاج البواسير.

لكن بوجه عام يفضل إجراء عملية علاج البواسير بالليزر لمن يعاني من البواسير بشكل مستمر ودائم لكن الأهم هو تفادي اتباع أسباب البواسير الأولي وبالأخص علاج الإمساك. متمنين للجميع الشفاء التام والصحة الجيدة والعمر الطويل.

شاركها.