عن البحث عن “البديل” الصحي والعودة للأصل

ما هو تعريف “البديل” في التغذية الصحية؟ هل هذا “البديل” موجود فعلا؟ هل نحتاج فعلا لهذا “البديل” الذي يبدو أنه يؤرق البعض ويسبب الهم والوسواس والانشغال فترى الكثير من الناس ليسوا فقط مهتمين بالبحث عنه بل بالدفاع المستميت عنه أيضا؟

أحب أن أنطلق من عدة ركائز للإجابة على هذه الأسئلة، منها: تغليب مفهوم “الاصطلاح مع الجوع” على كثرة هضم الطعام. الهضم مرهق للجسم أكثر من الصوم، تم إفساد ذائقتنا بسبب السكر المضاف والنكهات الصناعية والمواد الحافظة، تم خداعنا بتعريف الطعام الصحي ومكوناته والدعايات التسويقية التجارية الزائفة الخادعة، تم تصنيع أطعمة تسبب الإدمان عليها مما يجعل التخلص منها صعب جدا، ومنها ما يستهدف الأطفال مباشرة.

لا أنكر على أحد بحثه عن “البديل” الذي قد يكون محفزا للاستمرار في بداية التحول إلى نمط معيشي صحي، لكن مع مراعاة أن يكون هذا على المدى القصير فقط، ومع تولد قناعة أنه مع مرور الزمن لا حاجة فعلا لهذا “البديل” المزيف نحن بحاجة إلى أن نتخلص من قيد “البديل” ونطلق العنان لأنفسنا في التجارب الصحية التي تثري ثقافتنا الغذائية وترفع من مستوى وعينا الصحي الغذائي.

العسل عندي ليس هو “البديل” للسكر لا من ناحية الفوائد ولا الشكل ولا المذاق ولا الاستعمال. ولا أريده أصلا أن يكون “البديل”. هذا إجحاف. العسل غذاء وشفاء، بينما السكر ضرر مركب، زيت الزيتون ليس هو “البديل” للزيوت المصنعة التي تحاول جذبنا بطعمها وإظهار الطعام براقا، ومن العيب عمل مقارنة هنا بين زيت طبيعي صحي استعمله الإنسان على مر العصور مع زيوت مصنعة تخضع لمعالجات كيماوية.

تعريف البسكويت هو ذي الطعم الحلو سواء بالسكر أو المحليات الصناعية. هل “البديل” يتوافق مع هذا التعريف وهل نحتاجه لكي نعيش بصحة جيدة؟ المقالي لها طعم خاص مميز وهي ضارة جدا بكل أنواعها. ما جدوى البحث عن “البديل” لها أصلا؟ هل كل الأطعمة المصنعة الضارة هي من الضرورات الحياتية التي لا يمكن الاستغناء عنها؟ أم أن السبب الفعلي هو عملية إفساد ذائقتنا على مر السنين الأخيرة؟

ألم يحن الوقت للكف عن البحث عن هذا “البديل”؟ هل نحن نضحك على أنفسنا يا ترى، ونحاول إرضاءها ونكون في موقف المُدافع لا الواثق بنفسه؟ أليس شائنا قول أن الماء هو بديل المشروبات الغازية الضارة التي تعمل مثل المعول الهدام لأجسادنا؟ ماذا كان أجدادنا، بل الإنسان منذ بدء الخليقة، يشرب؟ الماء هو أصل وليس “البديل” لقد حان الوقت لأن نغير قناعاتنا ومفاهيمنا وأن نرجع للأصل الذي هو الصحي المفيد المغذي لأجسادنا شخصيا، وبكل تواضع، أرحت نفسي من البحث عن “البديل” لكل ما هو ضار وركزت على الاستمتاع بكل ما هو صحي ومفيد ودمتم بصحة وعافية

زر الذهاب إلى الأعلى