الثلاثاء, مارس 19

العزلة الاجتماعية التي يعيشها نزلاء دار المسنين هي الموت البطيء الذي يهشم أرواحهم من الداخل قبل أن يقضي على حواسهم، ورغم المحاولات الإنسانية للقائمين على هذه الدور لإنعاش حياتهم فإن مشاعرهم تبقى معلقة رهن ماضٍ جميل عاشوه غارقين في الذكريات والأمل المفقود، خاصة أولئك الذين يتخلى عنهم أقاربهم إما لظروف صحية أو لعدم قدرتهم على رعايتهم، وما أسوأ من المبررات هنا إلا التخلي عن أب انحنى ظهره كي تستقيم حياتنا.
ومن بين عشرات المقاطع التي تملأ يوتيوب كان أكثر مقطع مؤثر لمسن سعودي كفيف يعيش في دار المسنين بـمنطقة سيهات (شرق السعودية ) وهو يتجرع ألمه ويوجه رسالة لطيفة تفيض بحنان الأبوة إلى ابنته جاء فيها: “إلى صديقتي العزيزة بنتي تحية طيبة.. ملؤها الورد والحنان وبعد في صباح يوم جميل وهواء عليل ويوم تسوده الفرحة والسرور أبعث إليك هذه الرسالة التي تحمل في طياتها أسمى معاني الحب والإخلاص.
كتبت إليك من شوقي كتاباً.. كتبت الخط والعبرات تجري.. على الخدين رشّا بعد رشّي.. وكنا في اجتماع كالثريا وفرقنا الزمان بنات نعشي”، هذه الرسالة البليغة وجهها المسن وهو يتسامى على جراحه قد تصل إلى كل المقصرين في حق والديهم ولو بعد حين.
يذكر أن هذا المقطع يعود إلى تقرير من القناة الأولى في التلفزيون السعودي تناول جوانب للحياة في دار المسنين بسيهات، بحسب صحيفة البيان.

شاركها.