كيف تكشف المصافحة عن أسرارك النفسية؟
تتعدد وسائل الترحيب وإلقاء التحية و تتغير من وقت لآخر ومن بلد لبلد فهناك التحية العسكرية, والعناق, و الانحناء, و التلويح, و التقبيل لكن طريقة التحية الأشهر عالمياً هي المصافحة باليد لذا سنركز في هذا المقال على شرح الطريقة الصحيحة للمصافحة و التي تساعدك على ترك انطباعات إيجابية لدى من تقوم بمصافحته كما سنساعدك على قراءة شخصية الشخص الذي أمامك من طريقته في السلام عليك.
أسرار كف اليد
في البداية لابد أن نرجع إلى أحد المقولات القديمة التي تشير إلى أن كف الإنسان هو مخزن الأسرار, وأن السر ينقسم بين راحة اليد و الأصابع فراحة اليد تشير إلى حقيقة باطن الشخص, أما أصابعه فتشير إلى ما يريد أن يظهره للأخرين عن نفسه.
وبما أن المصافحة هي عملية لتبادل الطاقة بين شخصين من أجل تكوين علاقة أو ترك تأثير أو انطباع جيد فاحرص أن تكون المصافحة براحة اليد أكثر منها بالأصابع ما لم يكن لديك شيء تريد أن تخفيه !!
كيف تصافح بطريقة فعالة؟
الطريقة المثلى للمصافحة أن تمد كف اليد في وضع عمودي مع ضم الأصابع و الاحتفاظ بإصبع الإبهام في وضع رأسي على باقي اليد بهذه الطريقة ستكون واثقاً أن راحة اليد هي التي تقوم بالجزء الأكبر من التواصل مع الشخص الذي تقوم بمصافحته ثم يمكنك بعد ذلك أن تضم اصابعك حول راحة يده مع بقاء الذراع منحن بشكل مرن.
بمجرد أن يحدث هذا التواصل الجسدي بينك وبين الشخص الأخر قم بالفور بنوع أخر من الاتصال لا يقل فاعلية عن التواصل الجسدي و نقصد هنا الاتصال البصري بأن تنظر في عيني مصافحك الوقت الكافي كي تعرف لون عينيه ثم أتبع ذلك بابتسامة صادقة.
الخطوة الأخيرة في المصافحة الفعالة أن تقوم بهز يدك ويده مرتين أو ثلاث مرات في اللقاءات العادية, أما إذا كنت في مقابلة توظيف فيفضل أن تزيد عدد مرات هز اليدين مما سيضفي عليك قدراً أكبر من الثقة في النفس, ولكن قبل ذلك هل تعلم ما هي أنواع المصافحة؟ وكيف يمكن أن تكشف عن شخصيتك دون أن تعلم ؟؟
أنواع المصافحة و الأسرار النفسية
لا تقف أهمية معرفة أنواع المصافحة و هز اليد بعد السلام عند أنها تعلمك كيف تترك انطباعاً جيداً عن نفسك لدى الأخرين و لكن أيضاً لأنها تمكنك من قراءة شخصيات الناس من حولك, وفي كل مرة سيقوم فيها أحد بمصافحتك ستتمكن في ثوان معدودة من تكوين صورة سريعة عن شخصيته مما يسهل عليك طريقة التعامل معه.
صاحب هذه الشخصية ليس شرطاً أن يكون مجال عمله البيع و الشراء لكنه يعتمد أسلوب التجار في علاقاته الشخصية و العاطفية, ويحرص دائماً أن يكون هناك مساحة بينه وبين من يتعامل معه تتيح له – هذه المساحة- الفرصة لمراجعة قراراته و تعديل مواقفه و الانسحاب بأقل قدر من الخسائر إذا لزم الأمر.
تنعكس هذه الصفات على طريقته في المصافحة فهو دائماً يمد ذراعه للأمام ليمنع الأخرين من الاقتراب منه و الدخول في دائرته الشخصية ومن يرغب في صداقته أو التأثير عليه لابد أن يحترم هذه الرغبة جسدياً و نفسياً.
مرة أخرى ليس شرطاً أن يكون الشخص الذي يتبع هذه الطريقة في المصافحة يعرف البورصة أو سوق الأوراق المالية لكنه فطرياً يميل إلى توجيه الآخرين إلى ما فيه مصلحة مشتركة – أو هكذا يظن – لذلك يجد الإنسان نفسه ينقاد لمثل هؤلاء و قبل أن يدرك ما هو مقدم عليه تجده قد أجلسك على مقعد أو أخرجك من غرفة أو قدمك إلى آخرين مستخدماً ذراعه و ذراعك في السيطرة عليك.
المشكلة مع أمثال هؤلاء أنه قد يدفعك إلى مواقف و قرارات أنت لا ترغب فيها لذا يجب الحذر من التعامل معه و اقتناص اللحظة المناسبة للخروج من تحت سيطرته.
أثناء الحملة الانتخابية للرئيس الأمريكي الأسبق جون كيندي طلب من بعض علماء النفس و رجال التسويق و المبيعات أن يعدوا له دراسة عن أفضل طرق المصافحة التي تترك شعوراً بالحميمية بين الأشخاص فكانت
نتائج الدراسات أن المصافحة بكلا اليدين تحقق أعلى درجات الألفة والتقارب.
يوجد نوعان من أنواع المصافحة بكلا اليدين أحدهما ودي يضفي إحساساً بالدعم و التأييد وهو أن تضع يدك اليمنى في يد الشخص الأخر ثم تضع يدك اليسرى فوق يده اليمنى لبعض الوقت, أما النوع الذي يجب الحذر منه فعندما تنسحب اليد اليسرى إلى منطقة الرسغ, المعصم, الكوع فهذا يعني أن هذا الشخص يريد أن يأخذ منك شيئاً.
من طرق المصافحة الشائعة خاصة بين السياسيين و في أوقات الأزماتالدبلوماسية و العسكرية حيث تجد الطرف المنتصر أو الجانب الأقوى يتعمد أن تكون راحة يده في وضع أفقي بالنسبة لراحة يد خصمه بحيث تبدو أمام الكاميرات أنها تعلوها مما يعطي انطباعاً بالسيطرة و القوة والتفوق.
إذا لاحظت أن أحدهم يتعمد عند السلام عليك و مصافحتك أن تبدو يده فوق يدك فقم سريعا بتغيير الوضع بأن تكون كلا اليدين في وضع عمودي و وستصله رسالتك أنك شخص غير قابل للسيطرة أو الاحتواء.
الشخص المخادع غالباً ما يكون إنساناً جباناً يسعى لإدراك أهدافه بطرق ملتوية غير ظاهرة ويظهر هذا في طريقة مصافحته أيضاً فبينما يحاول السيطرة عليك و التحكم فيك بوضع اليد العليا الذي شرحناه سابقاً إلا أنه لا يبدأ به بل يصافحك بطريقة مألوفة ثم يقوم بحركة لولبية مفاجئة تجعل يدك في الأسفل و يده في الأعلى مع رسم ابتسامة صفراء على وجهه.
أمثال هؤلاء الأشخاص لا يجب أن توليهم ثقتك أو تمنحهم ظهرك لأن لديهم القدرة على الخداع مع أقرب الناس إليهم ويميلون دائماً إلى اتخاذ الطرق الملتوية لتحقيق أهدافهم.
قد تبدو هذه الطريقة من المصافحة في بدايتها كأنها مصافحة تقليدية إلا أن صاحبها لا يلبث أن يجذب يدك بأكملها ثم يقوم بالضغط عليها و عصرها بين يديه بطريقة مؤلمة!!
أمثال هذا الشخص نواياهم حسنة إلا أن حماستهم الزائدة قد تقودهم أحياناً لمناطق خطرة فهم لا يدركون أنهم حين يقومون بعصر أيدي الآخرين أنهم يؤذنهم لذلك من المهم للمقربين منهم أن يلفتوا انتباههم لهذا الأمر و أن يدعونهم لتجربة المصافحة بكلا اليدين التي تحقق نفس القدر من الحماسة.
توجد بعض أنواع المصافحة الأخرى التي يمكن وصفها بأنها مصافحة سلبية تدل على مشكلات انطوائية الشخص و عدم رغبته في التواصل مع الآخرين من حوله و تظهر بشكل واضح في عدم تقديم راحة اليد للشخص الأخر و الاكتفاء بالأصابع أو جزء منها.
مثلما ذكرنا في طريقة مصافحة العصارة سيرغب هذا الشخص بسحق يدك لكنه هذه المرة يقوم بسحق أصابع اليد فقط مما يسبب ألماً مبرحاً خاصة إذا كنت ممن يرتدي خاتماً في يده.
إذا صادفت شخصاً يريد أن يصافحك بهذه الطريقة فسارع بدفع راحة يدك إلى الأمام حتى تصطدم براحة يده لتجنب هذه المصافحة المؤلمة التي يقوم بها أشخاص متعجلون في الغالب أو منشغلون بأشياء أخرى.
المصافحة بوضع السمكة الميتة أكثر أنواع المصافحة سيئة السمعة شهرة فالشخص يقدم لك يداً لا حياة فيها و لا طاقة و لا يبادلك أي شكل من أشكال التفاعل مثل الضغط أو هز اليدين مما يعطيك احساساً أنك ممسك بسمكة ميتة بين يدك !
الأشخاص الذين يقدمون مثل هذا النوع من المصافحة هم في الغالب يفقدون الثقة في أنفسهم و لا يشعرون بقيمة وجودهم في الحياة و يرسلون رسالة للأخرين بتجنبهم حيث أنهم غير مهتمين بأي شيء يدورحولهم.
توجد العديد من طرق و أوضاع المصافحة باليد كل منها يرسم شخصية الإنسان ويعبر عن حالته النفسية وقت المصافحة لذلك كن حريصاً دوماً أن ترسل رسائل إيجابية مشجعة للآخرين على التواصل و التقارب معك لكن في نفس الوقت احذر من أوضاع المصافحة التي تظهر أنك شخص ضعيف قابل للسيطرة أو الاحتواء.
