الثلاثاء, مارس 19

يرى الكاتب والناشط الإعلامي عبد الله حماده، أن السبب الأساسي وراء الأزمة الأخلاقية التي يعيشها المجتمع العربي اليوم، من تهاوى للبنية القيمية، والهشاشة الفكرية، هو جيل الشباب الذي أصبح فريسة للتيارات الفكرية المنحرفة، التي تمكنت من استقطابه وتشويه هويته، فوقع بين مطرقة التطرف وسندان الإلحاد.

ووصف الكاتب في مقاله المنشور اليوم على موقع “ساسة بوست”، مفهوم التطرف بأنه المصطلح الفلسفي الدوجماطيقية، الذي عكس الجمود الفكري والعقلي الذي يتسم برفضه للمعتقدات الجديدة ولا يتسامح معها، مشيرا إلى أن هذا الفكر غالبا ما يتبناه الفئة الشبابية، التي تمثل التيار المتطرف في المجتمعات المنغلقة التي ترفض الاندماج مع الثقافات الأخرى.

في حين يرى أن بزوغ مفهوم الإلحاد مع انتشار الفكر الحر والحركة العلمانية التي تعتمد على الأدلة والبراهين، وإعمال العقل في الأمور الغريبة، للوصول إلى اليقينية منفردا دون الحاجة إلى دليل أو مرشد.

ويعتقد الكاتب أن انتشار هذه الأفكار في المجتمع العربي يعود لاعتماد جيل الشباب على مبدأ التقليد الأعمى دون ترسيخ لبيئة قيمية تربوية وفكرية حاضنة، سواء من الأسرة أو المؤسسة التعليمية، أو البيئة المحيطة به، تمكنه من مواجهة الانحرافات والأفكار المتزمتة والشاذة.

ويشير الكاتب، إلى أن غياب التيارات المعتدلة، دينية كانت أو سياسية، وعدم وجود قدوة يحتذي بها، كانت سببا قويا وراء الأزمة الأخلاقية التي يعيشها الشباب اليوم، فضلا عن تجاهل المسئولين لقدرات وطاقات هذه الفئة التي تعد وقودا يدفع بالمجتمع العربي نحو مستقبل مشرق، هو أيضا ما جعله طعما سهلا تتلاطمه أمواج التطرف والإلحاد، بحيث يصبح داعشيا ويمسى ملحدا.

وأكد حماده، أن العلاج الأمثل لهذه المعضلة مبني على تفعيل الدور المؤسسي في نشر التيار المعتدل من خلال بناء جسور الثقة مع الشباب، وفتح قنوات رأي حرة لإحداث ترابط قوى بين الأجيال الجديدة والمؤسسات الدينية، مشددا على أهمية دور الدولة في استيعاب طاقات الشباب المهدرة واستثمارها في مشروعات حضارية تنموية، فضلا عن التفعيل الأمثل لدور الأسرة لترسيخ قيماً وأفكاراً، مبنية على قناعات راسخة قادرة على مواجهة التيارات المنحرفة.

شاركها.