أصدقاؤنا الجراثيم والبكتيريا.. الحياة من دونهم مستحيلة

عندما نفكر بالجراثيم والبكتيريا فإن أول ما يخطر لنا هو التلوث والأمراض وكل ما هو سيئ.

ولكن الصورة ليست سوداوية لهذه الدرجة، فبعض الجراثيم والبكتيريا ضرورية لحياة البشر. 

الجسم البشري تستوطنه أكثر من ١٠٠ تريليون من البكتيريا وغيرها من الميكروبات التي تعرف باسم ميكروبيوم، وهي تلعب دوراً أساسياً في الهضم وتقوية جهاز المناعة وغيرها من العمليات الحيوية الأساسية للبقاء على قيد الحياة. 

بكتيريا المعدة والأمعاء.. فوائد لا تعد ولا تحصى

هناك أكثر من ٥٠٠ فصيلة من بكتيريا المعدة والأمعاء، ويبلغ عددها ١٠ أضعاف خلايا الجسم البشري، ويصل وزنها إلى اكثر من ١٠٠٠ غرام.

أي مشكلة قد تعاني منها في جهازك الهضمي سواء انتفاخ في البطن أو عسر في الهضم أو إسهال أو إمساك أو حتى الإصابة المتكررة بالالتهابات مردها إلى نقص في بكتيريا المعدة والأمعاء المفيدة.

العلاقة بين أجسامنا وهذه البكتيريا هي تكافلية فهي تستفيد وتفيد، فنحن نوفر لها بيئة للتكاثر وهي تقوم بمهام متعددة. البكتيريا هذه تساعد على هضم الطعام، تحافظ على التوازن بين فصائل البكتيريا المختلفة الموجودة في جهازنا الهضمي ما يحمينا من الأمراض، كما تساعد على التخلص من الفضلات وتحسن عملية امتصاص المعادن والفيتامينات. 

كما تساهم في إنتاج مضادات الأكسدة  الأحماض العضوية التي تحافظ على البيئة الفيزيولوجية الطبيعية في الأمعاء. تساهم في إنتاج فيتامين «ك» وجزء من فيتامين «بي ١٢».

كما أنها تساعد على حرق الدهون، وتحمي من الأمراض السرطانية وخصوصاً سرطان القولون. ومن أكثر البكتيريا المتواجدة في الأمعاء فائدة هي: 

بكتيريا بيفيدو بيفيديوم

توجد بكثافة في الأمعاء الدقيقة، وهي مسؤولة عن تصنيع فيتامينات بي وتساعد على إزالة السموم من الكبد ومنع تحول بعض المواد إلى مواد سامة، كما تحافظ على توازن الحامض القلوي في القنوات لتسهيل عملية الهضم، وتمنع استيطان البكتيريا الضارة. 

بكتيريا لاكتوباسيلاس أسيدوفيلاس

تتواجد في الأمعاء والفم، ومن مهامها منع الفطريات من التكاثر، إنتاج اللاكتاز من أجل تحسين هضم سكر اللبن والقضاء على البكتيريا التي تغزو الجسم. 

بكتيريا بيفيدو لوناجم

تتواجد في الأمعاء، ومن مهامها إنتاج أحماض اللبن والخل التي تمنع البكتيريا الغازية  للجسم، وبالإضافة إلى تصنيع فيتامين «ب».

بكتيريا ستربتوكوكس ثيرموفيلاس

هي بكتيريا عابرة للأمعاء توجد في اللبن الرائب والجبن، ومن مهامها تعزيز قدرة الجسم على هضم الحليب واستقلاب بعض المواد والأدوية.

شفاء الجروح 

الميكروبات من بكتيريا وفطريات مجهرية تلعب دوراً أساسياً في شفاء الجروح. فكما هو معروف البكتيريا والفطريات المجهرية تغطي أجسامنا من رأسنا حتى أخمص قدمينا. التفاعل بين خلايانا وهذه الميكروبات على الجلد قد تؤثر في مدى سرعة التئام الجروح ومنعها من الالتهاب من خلال منع نمو البكتيريا الضارة. 

تحمي البشرة

هناك الكثير من البكتيريا التي تعيش على الجلد، ولكن المكورات العنقودية البشروية واحدة من أفضل الأنواع؛ لكونها تمنع الالتهابات من خلال حماية سطح الجلد ومنع البكتريا الضارة من التغلغل داخله. هذه البكتيريا تحمي الجلد من أمراض عديدة منها التهاب الجلد، البثور والوردية. 

مصدر للفيتامينات

كما سبق وذكرنا فإن بكتيريا الأمعاء تساعد على إنتاج بعض الأنواع من الفيتامينات. ومن ضمن هذه البكتيريا الإستريكية القولونية والتي لها سمعة سيئة لكونها تشير إلى التلوث بالبراز هذا حين تتواجد خارج الجسم.

ولكن داخل الجسم هي تحمي جسمنا من خلال منع البكتيريا الخطيرة من التكاثر، كما أنها تساعد على إنتاج الفيتامينات المعقدة التي لا يمكن لجسم إنتاجها بمفرده بالكميات اللازمة. 

حماية العيون 

لا أحد يحب البكاء ولكننا نقوم بذلك ولسبب جوهري لا يرتبط بالحزن فقط. الدموع تحتوي على مضادات الميكروبات التي تقضي على البكتيريا الدخلية وبالتالي توفر حماية شاملة وكاملة للعين.

ولكن المضادات في الدموع لا يمكنها القضاء على نوع واحد من البكتيريا وهي  كورينيباكتريوم ماستيتيديس، وهذا أمر ممتاز؛ لأن هذه البكتيريا تحمي العيون وتمنع البكتيريا الغازية المسببة للأمراض من الدخول. 

تحسين عمل جهاز المناعة 

بكتيريا الملبنة الصغيرة تملك خصائص مضادة للالتهابات. تسمى ببكتيريا حمض اللاكتيك لكونها تنتج هذا الحمض، حتى أن بعض الدراسات أكدت أن لها خصائص مضادة للسرطانات وخصوصاً سرطان القولون.

بكتيريا الشقاء الطفلية التي تتواجد في أماكن مختلفة في جسم الإنسان كالجلد والأنف والجهاز الهضمي والأمعاء تحمي الجسم كاملاً خصوصاً سطح الجلد، وبالإضافة إلى كونها تمنع تكون حصوات الكلى فهي أيضاً تقوي جهاز المناعة. 

حماية البلعوم 

العقديات فيريدانز هي ميكروبات تتواجد في البلعوم، وهي من ألطف أنواع البكتيريا. فهي أولاً غير ضارة كما أنها تتكاثر بسرعة وبكثرة لدرجة أنها لا تسمح لأي بكتيريا ضارة بالاستعمار، وعليه فهي توفر للجسم البشري ولمنطقة البلعوم خاصة ما يشبه الدرع المنيع الذي يصعب اختراقه.  

تحمي الصحة العقلية 

كما هو معروف فإن صحة الجسم بشكل عام تؤثر على الصحة النفسية، وعليه إن كانت البكتيريا متواجدة بمعدلها الطبيعي وتقوم بعملها كما يجب فإن ذلك بطبيعة الحال يبعد الاكتئاب والتوتر.

في المقابل فإن بكتيريا بروبيوتيك تلعب دوراً هاماً في تعزيز مزاج الإنسان . كما أن العلماء وجدوا رابطاً وثيقاً بين بكتيريا وجراثيم الأمعاء وبين حماية الصحة العقلية وخصوصاً الحماية من مرض باركنسون. 

زر الذهاب إلى الأعلى