احاديث عن اداب الطعام والشراب

بعث الله عز وجل نبيه الكريم محمد صلّى اللهُ عليهِ وسلّم للأمة ليدعو إلى التوحيد بالله، وكانت تقتضي مهمته على إتمام مكارم الأخلاق ونشر الأخلاق الحميدة والآداب الكريمة، التي تحث الناس على الرفق ببعضهم البعض وتقدير وإحترام بعضهم البعض، فقد كانت الرسالة الأساسية بعد الإيمان بالله والرسول هي نشر السلوكيات الإيجابية ودعمها ودثر العادات السلبية والتخلص منها نهائياً، وكان بذلك يهدف للتواصل السامي بين أفراد الأمة، واتبع النبي الكريم سنة الله عز وجل والآداب التي علمها الله له ليكون أسوةً حسنة للعالمين، وكان يطبق هذه الاداب في كل أفعاله وسلوكياته حثاً على الإقتداء به، ومن أهم اداب النبي صلّى الله عليهِ وسلم اداب الطعام والشراب، وفيما يلي أهم احاديث عن اداب الطعام والشراب كما وردت في السنة النبوية.

احاديث عن اداب الطعام والشراب
احاديث عن اداب الطعام والشراب

احاديث عن اداب الطعام والشراب في السنة النبوية

أمرنا الله جلّ وعلا بالقسط في جميع أمور حياتنا أي الترفق والتروي وعدم الإسراف والإفراط، وكان النبي ينهانا عن الإسراف دائماً بإعتباره من شرور الشيطان والنفس، والذي يؤول إلى جحد نعم الله علينا وعدم الحفاظ علينا، فبالقسط نتقي غضب الله ونسعى جاهدين لإبتغاء مرضات الله وحده، عسى أن يبارك لنا في النعم ويرزقنا من حيث لا نحتسب، وكانت اداب الطعام والشراب وفقاً لما ورد عن النبي صلّى الله عليهِ وسلّم كالتالي:

تناول الطعام البيد اليمنى

فقد كان النبي صلّى الله عليه وسلم يدعو بأن يكون من أهل اليمين، وكان دائم إختيار اليمين، وذلك لأن الشيطان يأكل ويشرب بشماله، لذا دعانا النبي الكريم لمخالفة الشيطان وتناول الطعام والشراب باليد اليمنى.

عن عبد الله ابن عمر -رضي الله عنه- عن النبي صلّى الله عليهِ وسلّم أنه قال (إذا أكَلَ أحدُكم فلْيَأكُلْ بيَمينِه، وإذا شَرِبَ فلْيَشرَبْ بيَمينِه، فإنَّ الشَّيْطانَ يَأكُلُ بشِمالِه، ويَشرَبُ بشِمالِه).

ذكر الله قبل تناول الطعام أو الشراب

من أفضل احاديث عن اداب الطعام والشراب أحاديث النبي صلّى الله عليهِ وسلّم عن ذكر الله وقول البسملة لمباركة الطعام والشراب، فقد كان النبي يبارك طعامه ويوصي أهله وأصحابه بذكر الله قبل تناول الطعام والشراب، وذلك في حديثه الذي رواه عمر بن أبي سلمة: (كُنْتُ غُلَامًا في حَجْرِ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وكَانَتْ يَدِي تَطِيشُ في الصَّحْفَةِ، فَقالَ لي رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: يا غُلَامُ، سَمِّ اللَّهَ، وكُلْ بيَمِينِكَ، وكُلْ ممَّا يَلِيكَ فَما زَالَتْ تِلكَ طِعْمَتي بَعْدُ).

وعندما جاء النبي رجل أعرابي كان ياكل بشراهة ومن أنحاء متفرقة من الوعاء فأمره النبي بأن يسمي الله أولاً قبل الطعام وأن يأكل مما يليه: (فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: (يا أعرابيُّ، سَمِّ الله، وكُلْ مِمَّا يَليكَ، وكُلْ بيمينِكَ).

عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها، أن رسول الله صلّى الله عليهِ وسلم قال: (إذا أكلَ أحدُكم طعامًا فليقل بسمِ اللَّهِ فإن نسيَ في أوَّلِهِ فليقل بسمِ اللَّهِ على أوَّلِهِ وآخرِهِ).

تناول الطعام مما يليك

فقد كانت من آداب الطعام التي وردت في سنة النبي صلّى الله عليهِ وسلم أن يأكل المرء مما يليه أي من الجهة القريبة إليه من الوعاء، حتى لا يشعر من حوله بالغبطة والضيق فلا يتمكنوا من الأكل سوياً فتتفرق الجماعة وتقل البركة، وذلك في حديثه مع الأعرابي عندما قال رسول الله -صلّى الله عليهِ وسلّم: (يا أعرابيُّ، سَمِّ الله، وكُلْ مِمَّا يَليكَ، وكُلْ بيمينِكَ).

حديث اداب الطعام
حديث اداب الطعام

زيادة العدد تزيد من البركة

حيث دعا النبي لزيادة البركة في الطعام من خلال تناول الطعام سوياً في مجموعات، وأوضح النبي الكريم ذلك في حديثه: عن جابر بن عبدالله عن النبي صلّى الله عليهِ وسلم قال: (طَعَامُ الوَاحِدِ يَكْفِي الاثْنَيْنِ، وَطَعَامُ الاثْنَيْنِ يَكْفِي الأرْبَعَةَ، وَطَعَامُ الأرْبَعَةِ يَكْفِي الثَّمَانِيَةَ)، أي كلما زاد العدد حول الطعام زادت البركة.

الإعتدال في الطعام

كان النبي صلّى الله عليهِ وسلم يعتدل في جلسته أثناء تناول الطعام، ويوصي من حوله من أمته بالإعتدال اثناء الطعام لما في ذلك من فوائد عظيمة.

خلع النعال عند الأكل

أوصانا النبي صلّى الله عليهِ وسلم بخلع النعال والأحذية أثناء تناول الطعام؛ لما فيه من راحة للبدن والقدم، وذلك في حديثه الذي رواه أنس بن مالك: (إذا أكَلْتُم الطَّعامَ فاخلَعوا نعالَكم فإنَّه أروحُ لأقدامِكم).

اداب الطعام في السنة النبوية
اداب الطعام في السنة النبوية

تناول الطعام من الحواف وترك الوسط

فقد كان النبي يسعى جاهداً للحصول على البركة في الطعام، ولذلك في حديثه الذي رواه عبد الله بن عباس، عن النبي صلّى الله عليهِ وسلم أنه قال: (إنَّ البركةَ تنزلُ في وسطِ الطعامِ، فكَلَوا منْ حافَاتِهِ، ولَا تأُكلُوا منْ وسَطِهِ).

الجهد للبركة

وحدد النبي صلّى الهُ عليهِ وسلّم ثلاث مصادر للبركة وهي تظهر في حديثه الشريف عن سلمان الفارسي، أن النبي صلى الله عليهِ وسلم قال: (البرَكَةُ في ثلاثةٍ في الجماعةِ ، والثَّريدِ ، والسَّحورِ)، فأشار لنا رسول الله أن الجماعة في الطعام والشراب والصلاة بركة، وأن في السحور بركة فأوصانا النبي بالسحور حتى ولو بشربة ماء، كما أشار لأحد الأطباق العربية والغنية والتي تعتبر من الوصفات المباركة وهي الثريد (أي العيش المفتت والمسقي بالمرق وأعلاه اللحم).

إماطة الأذى عن الطعام وتناوله

حيث حثنا النبي على تقدير قيمة النعم ومنها الطعام الذي رزقنا الله إياه، فقد حثنا على إماطة الأذى ونفض العوالق من الطعام أو اللقيمات التي سقطت وتناولها، وظهر ذلك في حديثه:

عن جابر بن عبدالله، عن النبي صلّى الله عليهِ وسلم أنه قال: (إذا سَقَطَتْ مِن أحدِكُم لُقْمةٌ، فلْيُمِطْ ما أصابَها مِن الأذى، ولا يَدَعْها للشَّيطانِ، ولا يَمسَحْ يَدَه بالمِنْديلِ، حتى يَلعَقَها -أو يُلعِقَها- فإنَّه لا يَدْري في أيِّ طَعامِهِ البَرَكةُ).

احاديث عن اداب الطعام
احاديث عن اداب الطعام

ألا يعيب المرء في طعامٍ قط

حيث كان النبي صلّى الله عليهِ وسلم حامداً شاكراً على كل ما رزقه الله إياه من طعام، وكان إذا إستثغى الطعام تناوله وإن لم يحبه تركه دون أن ينبث بما يضيق به الصدر، وذلك في حديثه:

عن أبي هريرةَ قال : (ما عاب رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، طعامًا قطُّ إنِ اشتهاهُ أكلهُ، وإن كرهه تركهُ).

الحمد والشكر لله عند الإنتهاء من الطعام

فقد كان النبي صلّى الله عليهِ وسلّم عبداً شكوراً يحمد الله على ما آتاه، ويبتغي رضاء الله وعفوه.

فعن أبي أمامة – رضي الله عنه : (أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ إذَا رَفَعَ مَائِدَتَهُ قالَ: الحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ، غيرَ مَكْفِيٍّ ولَا مُوَدَّعٍ ولَا مُسْتَغْنًى عنْه، رَبَّنَا).

وعن معاذ بن أنس الجهني: عن النبي صلّى الله عليهِ وسلم أنه قال: (مَن أكَل طعامًا ثمَّ قال: الحمدُ للهِ الَّذي أطعَمني هذا الطَّعامَ ورزَقَنِيه مِن غيرِ حَوْلٍ منِّي ولا قوَّةٍ، غُفِر له ما تقدَّم مِن ذَنْبِه، ومَن لبِس ثوبًا فقال: الحمدُ للهِ الَّذي كساني هذا ورزَقَنِيه مِن غيرِ حَوْلٍ منِّي ولا قوَّةٍ،غُفِر له ما تقدَّم مِن ذَنْبِه وما تأخَّر).

زر الذهاب إلى الأعلى