اضرار التدخين على صحة الإنسان

عادة التدخين هي واحدة من أسوء العادات التي عرفها التاريخ الإنساني على مر العصور لعدة أسباب ولعل أهمها العدد الكبير من المدخنين في العالم والذي يتزايد بشكل يومي والسبب الثاني يتعلق بأضرار التدخين والتي جعلت الشركات المنتجة نفسها تكتب على المنتجات الخاصة بها أتها “تضر بالصحة وتؤدي إلي الوفاة”.

لو نظرنا إلي عالمنا العربي سنجد نسبة المدخنين من الرجال أعلى منها في النساء ولكن ما يعرف “بالتدخين السلبي ” جعل الجميع سواء أمام أضرار التدخين، فالسيدة التي تعيش في نفس المنزل مع “المدخن” لديها نسبة واحتمالية إصابة بالأمراض التي يسببها التدخين تعادل تلك التي عند المدخن نفسه.

الإحصائيات تقول بأن واحد مليار شخص في العالم من بين 7 مليار هم “مدخنين” بمعني أن هناك واحد من كل سبعة أشخاص يدخن هذا بالإضافة إلي ما عدد مأهولة تعاني من ما يعرف بالتدخين السلبي،ولكن ماذا عن العالم العربي ؟ العالم العربي حسب وصف الإحصائية الأخيرة وهو منطقة عامرة بـ ” المدخنين ” فدول مصر والأردن تصل نسب المدخنين فيها ما بين 25-50 % من المواطنين.

التدخين فى حد ذاته لا يعد مشكلة ولكن المشكلة الحقيقة تكمن فيما يأتي بعد التدخين وهي مخاطر التدخين، منظمة الصحة العالمية تصنف التدخين بأن أحد أقوي أعداء الصحة و أن الدول التي تريد أن يرتفع معدلات الصحة الجيدة بين المواطنين في أراضيها يجب أن تحارب التدخين بكل قوة وهو الأمر الذي فعلته ونفذته الولايات المتحدة بالحرف الواحد ، فبلاد ” العم سام” احتفلت في أواخر  عام 2014 بنجاح حملتها ضد التدخين وتقليل نسبة المدخنين في أراضيها من 40 % من المواطنين فى عام 1954 إلي 18% فقط بحلول عام 2014 الماضي، كل هذا يأتي على الرغم من كون الولايات المتحدة هي كبري الدول المصدرة ” منتجات التدخين” في العالم .

أضرار التدخين لا تحتاج إلي مقالات من أجل سردها، بل إلي كتب بدون مبالغة، مئات الأبحاث بل قول الأف من الأبحاث الطبية تصدر بشكل سنوي من أجل أن تحذر المواطنين من التدخين ومن أضرار التدخين ولكن ربما لأنها عادة سيئة والإقلاع عنها يحتاج إلي عزيمة وإرادة قوية لذا فأنه من الصعب أن تنجح جهود تلك الأبحاث في الحد من خطورة التدخين ونتائجه ما لم يرد الإنسان المدخن أن يساعد نفسه في الإقلاع عن التدخين.

  • أمراض القلب :

يؤكد علماء القلب والأوعية الدموية حول العالم بأن السبب الأول لـ 95 % من أمراض القلب ومن مرضي القلب هم من المدخنين وأن التدخين له أثار مباشرة على إصابة الشخص المدخن بمرض من أمراض القلب. ولكي تفهم باختصار علاقة التدخين بأمراض القلب يجب أن تعرف بأن بسبب التدخين تتقلص شرايين الساقين وشرايين الذراعيين، وهي الظاهرة المعروفة باسم: “أمراض الأوعية الدموية المحيطية”و هذا الأمر  يؤدي في نهاية المطاف لأن لا تحصل أعضاء في الجسم على الأوكسجين الذي تحتاج إليه وبالتالي تزيد من مخاطر حدوث الغنغرينا وعند زيادة نسبة الغنغرينا في الجسم بإن هناك احتمالية كبيرة بتر الساقين أو القدمين لدي مريض القلب

علماء الطب وأساتذة أمراض القلب في الجامعات الأمريكية يؤكدون بأن نسبة حدوث أمراض القلب في “المدخن السلبي ” قريبة للغاية من نسب حدوث ذلك في المدخن لذا فعلى الجميع أن ينتبه بأن الجلوس في الأماكن التي ينتشر بها التدخين وكذلك الجلوس مع المدخنين لفترة طويلة قد يضر بالصحة مثلما يفعل “التدخين” نفسه .

  • الموت المفاجئ :

يعتقد الأطباء بأن التدخين يزيد من حالات ومعدلات “الموت المفاجئ” وأن المدخن هو الأكثر عرضة للموت المفاجئ من الشخص الغير مدخن حسبما نشر في بحث عن أضرار ومخاطر التدخين في احدي الجامعات الحكومية في الولايات المتحدة الأمريكية في شهر ديسمبر من العام الماضي حيث أكدت تلك الأبحاث بأن حالات الموت المفاجئ والذي ينتج عن توقف مفاجئ في عمل القلب تكون نتيجته بشكل كبير هو زيادة نسبة النيكوتين في جسم ودم الشخص المدخن مما يعني بأن هناك علاقة وطيدة بين التدخين وبين زيادة نسبة احتمالية التعرض للموت المفاجئ .

الأبحاث نفسها ذكرت بأن أعداد ضحايا “الموت المفاجئ” بسبب تناول جرعات زيادة من التدخين وصل إلي 400،000 حالة وفاة في الولايات المتحدة سنويا.

فى السياق ذاته فإن التقرير والبحث الذي نشر فى ديسمبر الماضي أكد بان نسبة الإصابة بالموت المفاجئ لدي السيدات المدخنات تساوي ضعفين النسبة لدي السيدات الغير مدخنات في الولايات المتحدة الأمريكية

  • الشيخوخة المبكرة :

يعتقد العلماء بأن المدخن يصاب بالشيخوخة قبل سنوات من أقرانه من غير المدخنين وأن نقص الأكسجين المستمر الذي يعاني منه المدخن بسبب النيكوتين يؤدي إلي ظهور علامات الشيخوخة على وجه المدخن وعلي جسده بشكل أسرع من الطبيعي بمراحل. منظمة الصحة العالمية نشرت أبحاث تم أجرائها على عدد كبير من المدخنين وأكدت بان الشيخوخة المبكرة لا تكون فقط علامات ظاهرية على وجه المدمن وجسده بل أن الأمر يتعلق بمشاكل في القلب و التنفس وكذلك المشي والجري وممارسة الأنشطة الرياضية

  • فشل عمليات التجميل قد يكون سبب التدخين :

هذه المعلومة قد تبدو غريبة بالنسبة للبعض ولكنها صحيحة بنسبة 100 %، التقارير الطبيبة الأخيرة كشفت بأن علميات التجميل التي تفشل قد يكون أحد أهم أسباب فشلها هي أن الشخص الذي تجري له العملية من المدخنين لذا فأن تقلص الأوعية الدموية الذي يحدث في جسم المدخن بسبب تناوله المستمر لمادة النيكوتين الموجودة فى منتجات التدخين يسبب نقص موضعي في الأكسجين الذي يمكن أن يؤدي إلى نخر الأنسجة ولتندب قبيح وهو ما يعني بأن نسبة نجاح أي عملية تجميل لأي مدخن تبدو ضعيفة للغاية.

زر الذهاب إلى الأعلى