الأخبار السيئة تأتي بمختلف الأنواع والأحجام. قد تكون شخصية أو قد تكون غير شخصية ولكنها وبغض النظر عن نوعيتها يمكنها أن تؤثر وبشكل سلبي على صحتك النفسية والعقلية والجسدية. 
في عصرنا الحالي مهما حاولنا عزل أنفسنا عما يحدث في العالم، لكننا ما ننفك نتعرض لكميات هائلة من الأخبار السيئة.. فالعالم يعيش حالة من الفوضى والحروب والأخبار ما تنفك تنهمر من كل حدب وصوب وهي بأغلبيتها الساحقة سيئة. 
في المقابل هناك مجالات أخرى قد يجد الشخص يواجه الأخبار السيئة التي قد تكون تتعلق بالصحة أو بالعمل أو بموت أحدهم أو بوضعه المادي أو حتى حياته العائلية والشخصية. 

لماذا تؤثر الأخبار السيئة على الصحة؟ 

«تعاني من السرطان، أريد الطلاق، أنت مطرود، عدد قتلى يتجاز المئة».. تسمع هذه الكلمات ويبدأ الأدرينالين في جسمك بالإرتفاع وعقلك يدخل في مرحلة «الهروب أو المواجهة» والسيناريوهات المختلفة والتي تكون بغالبيتها سيئة جداً تبدأ بفرض نفسها على عقلك. هرمونات التوتر تصبح في حدها الأعلى وعليه تدخل مرحلة القلق وربما خيبة الأمل وعليه إن لم يتم التعامل مع الوضع بشكل عاجل فإن الحالة ستستمر على ما هي عليه لأيام وربما أسابيع ما يضعك أمام خطر الإنزلاق الى الإكتئاب. وحين يصاب الشخص بالإكتئاب أو القلق أو التوتر لفترة طويلة فإن عدد الأمراض التي يمكنه الإصابة بها عديدة جداً، كإرتفاع ضغط الدم، السكري، الصداع النصفي، الزكام، وحتى أمراض الجهاز الهضمي وآلام الرأس وآلام الظهر والربو. 
الأخبار الصحية السيئة

في حال كنت أنت شخصياً قد تلقيت خبراً سيئاً يتعلق بصحتك، أو أحد الأصدقاء أو فرد من أفراد العائلة الوضع سيكون أشبه بكابوس. 

 بداية ستشعر بأن كل شيء بات في حالة من الفوضى وهذا أمر طبيعي للغاية لأن المرض يجعل الشخص يفقد مشاعر الآمان لأنه لم يعد يعرف ما الذي ينتظره. المشاعر التالي ستكون تضخيم الأمر لان المخيلة ستقوم بوضع سيناريوها مختلفة وبما أن المستقبل غير واضح التخيلات تلك ستكون سيئة. ستشعر أيضاً بأنه عليك التصرف فوراً فالوضع الصحي خطير ويتطلب علاجاً وعليه الصبر سيكون في حده الادنى. ولكن يجب عدم حسم أي قرار قبل الحصول على أكثر من رأي خصوصاً في حالات الأمراض المزمنة المهددة للحياة. 
ما يجب القيام به في هذه الحالة هو التذكر بأن هذه المشاعر ستزول وسيصار الى تقبل الوضع والتعامل معه بعقلانية. بطبيعة الحال سيكون هناك الكثير من التحديات ولكن حدة المشاعر ستكون أقل بالتأكيد.

التعامل مع الأخبار «العامة» السيئة

نشرات الأخبار أكبر مهدد لصحة البشر حول العالم والدراسات كلها تؤكد ذلك. الإستماع للأخبار السيئة، مشاهدة الصور الصادمة أو تلك التي تثير مشاعر الحزن كلها تؤدي الى إختبار مشاعر القلق والحزن والإكتئاب. وبما أن نتعرض لهذه الأخبار بشكل يومي فإن تحولها الى حالات مزمنة محسوم. 
هناك مجموعة من الحلول التي يمكن إعتمادها والتي تبدأ بما هو بديهي، الحد من نسبة تعرضك للأخبار السيئة سواء الصحف أو التلفزيون أو التطبيقات أو المواقع. الخبراء ينصحون أيضاً بالتسليم بواقع أنك لا تملك أي سيطرة على مجريات الأمور وبأن العالم وأحداثه هو حالة شاملة من اللايقين ومن الفوضى. في حال كان بإمكانك المساهمة بشكل ما بمساعدة جهة ما متضررة من حرب معينة أو كارثة طبيعية معينة فينصح بالقيام بذلك لانك ستشعر بأنك قد قمت بأمر إيجابي وبالتالي ستشعر بتحسن. 
التعامل مع الأخبار الشخصية والعائلية السيئة 

خبر سيء، إنفعال، فوضع تكاد تفقد السيطرة عليه. المشكلة مع الأخبار السيئة الشخصية هي أن ردات الفعل الأولية عادة تكون مدمرة وعليه إن تم التعامل مع تلك المرحلة بعقلانية فإن إيجاد الحلول لاحقاً وارد جداً. 
 أولاً ما عليك القيام به قبل القيام بأي ردة فعل هو التنفس. نعم ندرك بأن قول ذلك أسهل بأشواط من تطبيقه ولكن توقف لبعض الوقت ولا تقم بأي ردة فعل لأن جسمك حالياً تحت تأثير هرمون الكورتيزول وهو هرمون التوتر الذي لن يجعلك تتصرف بعشوائية بل يضاعف من خطر إصابتك بنوبة قلبية. كما أن منطقة الدماغ التي تضم قرن آمون واللوزة تحتوي على أشكال مختلفة من الذكريات و هي الواقع والمشاعر والتي هي جزء من تاريخنا.. والصدمة وفي مراحلها المبكرة يمكن أن تعيد إحياء ذكريات على مستوى عاطفي وجسدي. 
ندرك بأن محاولة تهدئة النفس من الأمور التي يصعب القيام بها خلال هذه المرحلة ولكن كل ما تحتاج اليه هو بضع دقائق تقوم خلالها بالتركيز على تنفسك ومنح جسمك الوقت لخفض مستويات هرمونات التوتر ومنح عقلك الفرصة لتقديم الصور غير المشحونة عاطفياً. 
عليك أيضاً أن تحافظ على تركيزك وأن تبقى في الوقت الراهن من خلال منع أي تجارب ماضية بالتأثير على ردة فعلك الآنية، كما عليك أن تفكر بأن ردات فعلك هذه ستؤثر على المستقبل. لا تسمح للصور المشحونة عاطفياً بنقلك الى تجارب أخرى سيئة وبالتالي تدخل مرحلة التعميم. قد يكون الوضع الحالي يرتبط بتجارب سابقة ولكن عليك التعامل مع الوضع الحالي ولاحقاً يمكنك التطرق الى التجارب السابقة. 

المصادر: – – 

شاركها.