البدانة: راجعي الأنسولين!

قد لا يكون السبب أنك تأكلين كثيراً أو أنك لا تمارسين ما يكفي من التمارين الرياضية. الأنسولين، احفظي هذا الإسم جيداً، قد يكون السبب الفعلي وراء تقلبات الوزن التي تعانين منها.

الأنسولين كما نعرف هو هرمون يفرزه البنكرياس في الدم، ومهمته الأساسية تعديل منسوب السكر في الجسم. عندما لا يتم إفراز الكمية المطلوبة من الأنسولين في الدم، يرتفع منسوب السكر في دمنا إلى معدّل غير طبيعي، ونكون قريبين جداً من الإصابة بالسكري، أو مصابين به فعلاً.

وكما نعرف، فإن البدانة من أبرز مسببات السكري. عندما تزيد الخلايا الدهنية في جسمنا، ستكون ردة فعل البنكرياس أن يزيد إفرازه من الأنسولين لكي يمدّ المساحات الزائدة بالسكر. المشكلة؟ حين تزيد نسبة إفراز الهرمون الشهير، يصاب البنكرياس بالإرهاق، ويصير إفرازه من الأنسولين أقلّ فعالية، وهذه الحالة تعرف بمقاومة الأنسولين، ويصاب بها كلّ الذين يعانون من داء السمنة المفرطة، أي أولئك الذين يزيد معدّل كتلتهم الجسمانية عن 30. هؤلاء المرضى، يشهدون تقلبات كثيرة في جسمهم، إذ يزيد وزنهم من دون أن يتناولوا الكثير من الطعام… والسبب أن عملية الأيض عندهم تكون شبه معطّلة.

وما الحلّ في هذه الحالة؟
الحمية ثمّ الحمية ثمّ الحمية، هذا هو الحلّ! لا يمكن لهؤلاء المرضى التعاطي مع الموضوع بخفّة، لأن حالتهم قد تتحولّ إلى مرض السكري من النوع الثاني. وهنا، لا تعني الحمية تخفيف كميات الطعام فقط، بل اختيار نوعية الطعام المناسبة. ويمكن لفحص مختبري أن يثبت معدل الأنسولين في الجسم، ويمكن لطبيب الغدد الدرقية أن يساعد المرضى المصابين بهذا الإضطراب من خلال وصف دواء يتناسب مع حالتهم.

وبعيداً عن العقاقير، نصيحتنا لك هي اتباع نظام غذائي يرتكز إلى الخضار والبروتينات، ويبتعد عن السكريات السريعة الحرق، والنشويات، والعصائر الغنية بالسكر.

استهلكي الكثير من الخضار، والجئي إلى الحبوب الفقيرة بالسكر، مثل العدس. تفادي الملح أيضاً، استعيضي عنه بالبهارات.

من جهة أخرى، يجب أن تدركي أن الأنسولين هرمون حساس جداً، ويمكن أن يتفاعل مع طريقة نومك، ومدى تعبك، ومعدل حركتك. لهذا لا يمكن أن تكتفي بنظام غذائي معدّل لمحاربة جنون الأنسولين. بل يجب أيضاً أن تحرصي على النوم لساعات كافية، كل ليلة. خمس ساعات من النوم كلّ ليلة، ترفع معدل إصابتك بمتلازمة مقاومة الأنسولين مرتين ونصف.

كما أنّ ممارسة حركة بدنية بشكل يومي أمر ضروري. فالرياضة والحركة تساعدان في حرق الكيلوغرامات الزائدة، وتمنع زيادة منسوب السكر في الجسم. المعدل الصحي للرياضة هو ثلاث ساعات في الأسبوع.

زر الذهاب إلى الأعلى