التشوه الشرياني الوريدي والمعالجة الجراحية

نبذة عن المرض وتعريفه:

  • التشوهات الشريانية الوريدية هي عيوب تصيب جهاز الدوران في الجسم، ويتألف جهاز الدوران من الشرايين والأوردة والشعيرات الدموية التي تصل بين الشرايين والأوردة. وتتألف التشوهات الشريانية الوريدية من شبكة معقدة من الشرايين والأوردة؛ وهي تعيق الدوران الدموي في العضو المصاب،
  • يمكن أن تحدث التشوهات الشريانية الوريدية في أي مكان، ولكن تلك التي تكون في الدماغ أو النخاع الشوكي يمكن أن يكون لها تأثيرات مثل نوبات الصرع أو الصداع. ومع ذلك، فإن معظم الأشخاص الذين لديهم تشوهات شريانية وريدية في الدماغ والنخاع الشوكي لا يعانون من أية أعراض هامة، أو قد يعانون من أعراض بسيطة.
  • لا يزال سبب التشوهات الشريانية الوريدية غير معروف، ومع ذلك يبدو أنها تظهر في أثناء الحمل أو بعد الولادة بفترة قصيرة. غير أن الخطر الأكبر للتشوهات الشريانية الوريدية هو النزف. ويمكن أن تجري معالجة التشوهات الشريانية الوريدية من خلال الجراحة أو المعالجة الشعاعية المركزة.

لمحة تشريحية

  • الدماغ هو مركز السيطرة في الجسم. يوجد الدماغ داخل الجمجمة التي تحميه. يتغذى الدماغ بواسطة العديد من الأوعية الدموية. تنقسم الشرايين القادمة إلى الدماغ من القلب إلى شرايين أصغر عادة.
  • تنقسم هذه الشرايين الصغيرة بدورها إلى شعيرات دموية، أو إلى أوعية دموية صغيرة جدا، تتيح إيصال الأكسجين إلى الدماغ. ثم تجتمع الشعيرات الدموية معا لتشكل وريدات أكبر حجما، تجتمع بدورها معا لتشكل أوردة. وتعيد هذه الأوردة الدم إلى القلب.
  • تتألف التشوهات الشريانية الوريدية من شبكة شاذة من الأوعية الدموية، حيث يمكن أن تتصل الشرايين بالأوردة مباشرة دون تدخل الأوعية الدموية الأصغر. تنتفخ الأوعية الدموية أحيانا انتفاخا غير طبيعي، مما ينتج عنه أمهات الدم.

أعراض التشوهات الشريانية الوريدية وأسبابها

  • قد تؤدي التشوهات الشريانية الوريدية أو أمهات الدم المرافقة لها إلى نشوء ضغط على الدماغ، مما ينجم عنه تأثيرات مثل نوبات الصرع والضعف وفقدان البصر وأعراض عصبية أخرى. يكون تدفق الدم في التشوه الشرياني الوريدي قويا جدا، مما يدفع الدم باتجاه التشوه المذكور بدلا من الذهاب إلى منطقة الدماغ المحيطة به. وقد يتسبب هذا بحصول أعراض تشبه السكتة الدماغية. وتعرف هذه الحالة باسم “ظاهرة السرقة”، لأن التشوه يسرق الدم اللازم من منطقة الدماغ المحيطة به.
  • قد يؤدي التشوه الشرياني الوريدي أو أم الدم المرافقة له إلى نزف دماغي أو إلى نزف حول الدماغ أو نحوه. تنتقل نسبة كبيرة من الأشخاص الذين يعانون من هذا النوع من النزف إلى دور الرعاية لبقية حياتهم بسبب حصول مشاكل عصبية شديدة.
  • يمكن اكتشاف التشوه الشرياني الوريدي في أثناء إجراء صورة طبقية محورية للدماغ أو تصوير بالرنين المغناطيسي بعد حصول الأعراض المذكورة آنفا، أو لأسباب أخرى. يظهر التصوير بالرنين المغناطيسي التشوه الشرياني الوريدي مع جميع الأوعية المتشابكة.

علاج التشوهات الشريانية الوريدية

  • يمكن معالجة التشوه الشرياني الوريدي بطرق عديدة ومختلفة. والعملية الجراحية هي المعالجة الوحيدة التي تحل المشكلة على الفور وبشكل أكيد، وتخفف من فرص حدوث نزف في المستقبل. وقد تستجيب التشوهات الشريانية الوريدية الصغيرة في أماكن يصعب للعلاج الإشعاعي الوصول إليها نسبيا في الدماغ.
  • يؤدي العلاج الإشعاعي إلى انسداد الأوعية الدموية والتخفيف من حدوث النزيف. لكن ذلك لا يحدث دائما. والأهم من ذلك، فإن انسداد الأوعية الدموية يستغرق ما بين السنة والنصف إلى السنتين. وخلال ذلك الوقت، لا يكون الدماغ محميا من خطر النزف.
  • يمكن أن يؤدي العلاج الإشعاعي والمخاطر المحتملة أيضا إلى السكتات الدماغية بالقرب من التشوه الشرياني الوريدي. لإظهار تشريح التشوه الشرياني الوريدي على نحو أفضل، تجرى صورة وعائية عادة. وهذه الصورة هي فحص يجري خلاله حقن مادة ملونة أو ظليلة في الأوعية الدموية للدماغ.
  • إذا قرر الطبيب إجراء عملية جراحية لاستئصال التشوهات الشريانية الوريدية، سوف يحاول اختصاصي الأشعة الذي يقوم بتصوير الأوعية سد جزء من الأوعية الدموية بجزيئات صغيرة أو بغراء خاص. ويعرف هذا الجزء من إجراء الصورة الوعائية باسم “الإصمام”. وهذا ما يساعد على خفض تدفق الدم إلى التشوهات الشريانية الوريدية، ويسهل جراحة استئصالها.

العلاج الجراحي للتشوهات الشريانية الوريدية

  • تساعد العملية الجراحية لاستئصال التشوهات الشريانية الوريدية وتثبيت ملقط بأم الدم المرافقة لها، إذا ما وجدت، على تخفيف مخاطر النزف في المستقبل.
  • يؤدي تثبيت ملقط بأم الدم إلى عزلها عن مجرى الدم، فتبدأ بالانكماش. وهذا الإجراء يمنع النزف الإضافي، ويزيل الضغط عن منطقة الدماغ المحيطة أيضا. لا تهدف هذه العملية بحد ذاتها إلى عكس تأثير أي نزف قد حدث سابقا. بل تهدف إلى منع حصول أي نزف آخر. تتألف العملية الجراحية من فتح الجمجمة وتسليخ التشوه الشرياني الوريدي بدقة فائقة وفصله عن منطقة الدماغ المحيطة، ثم تثبيت ملقط بأم الدم المرافقة له. وإذا كان هذا التشوه قد نزف بالفعل، تجري إزالة الجلطة.
  • يحلق الشعر عادة من منطقة الرأس التي ستجرى العملية فيها، قبل شق الجلد. ويتم فتح ثقوب في الجمجمة وإخراج قطعة منها. ومن ثم يتم الدخول إلى غطاء الدماغ، واستئصال التشوه الشرياني الوريدي وتثبيت ملاقط بأمهات الدم، إذا كانت موجودة.
  • في نهاية العملية، تتم إعادة القطعة التي أخرجت من الجمجمة إلى مكانها، ثم يغلق الجلد. سيخبر الطبيب المريض عن الوقت الذي سيبقى خلاله في المستشفى. ويعتمد هذا الوقت على عدة عوامل، مثل عمر المريض وحالته الصحية.

شاهد أيضاً

نبذة عن التغذية وفرط ضغط الدم لقد أظهرت الأبحاث أن الخطة الصحية التالية للأكل يمكن …

زر الذهاب إلى الأعلى