تتعرض المرأة الحامل لعده تغيرات هرمونية و شكلية.
ولعل الذي يخفى على الكثير ان العيون ايضا تتأثر فترة الحمل .
اذ تشتكي كثير من النساء أثناء الحمل من مشاكل في الأبصار أو أمراض وآلام في العين دون معرفة السبب في ذلك، خاصة أن كثيراً من هذه الآلام تختفي تلقائياً بعد الولادة وهذا ما يدعو للتساؤل:

هل يوجد علاقة بين الحمل ومشاكل العيون؟ وما هي نوعية وأسباب هذه المشاكل؟ وكيفية الوقاية منها أو علاجها؟
يجيب على هذه التساؤلات الدكتور ارشد عبد المعز منكابو استشاري الشبكية والجسم الزجاجي والمدير الطبي بمراكز الاستشاريون لطب العيون في جدة
قائلاً: خلال فترة الحمل تحدث تغيرات فسيولوجية في جميع أعضاء الجسم، والعين أحد هذه الأعضاء التي تتأثر بالحمل، وهناك العديد من المشاكل والتغيرات التي قد تصيب العين أثناء الحمل ومنها صعوبة في النظر للبعيد، ولكن غالباً ما يعود النظر بعد الولادة عادة إلى مستواه السابق قبل الحمل؛ لذلك لا داعي لعمل نظارة جديدة أثناء الحمل.
ورغم ما تمثله نعمة ”العين” من أهمية في حياتنا إلا أن الكثيرين أسهبوا في الحديث عن التغيرات التي تحدث للعين على ما تحمل من أهمية.. وما هو دور طبيب العيون في فترة الحمل .. مع ان تغيرات العيون أثناء الحمل قصة طويلة يجب على الحامل قراءة جميع فصولها بعناية تامة.
وأكد د. منكابو على أهمية العين وضرورة ان توليها الحامل اهتماما خاصا في هذه الفترة مقسما تلك التغيرات التي تحدث أثناء الحمل إلى: تغيرات العين المرضية أثناء الحمل، تغيرات العين المرضية أثناء الولادة.
وبمزيد من التفاصيل يتحدث منكابو عن كل قسم من هذه الأقسام قائلا:
أولا: تغيرات العين الطبيعية أثناء الحمل وتشمل:
1- تغيرات الجفون: حيث يلاحظ حدوث تغيرات في لون الجلد على شكل بقع كلف الحمل (الكلوزما)، كما يحدث أيضا تورم بسيط وهبوط بالجفون وذلك بسبب تغيرات هرمونية تؤدي إلى احتباس السوائل بالجفون.
2- تغيرات الملتحمة: حيث يظهر احتقان بالأوعية الدموية، وتتحسن هذه التغيرات تلقائيا بعد الولادة.
3- تغيرات القرنية: وتحدث هنا زيادة سماكة القرنية، كما يحدث تناقص في تكون الدموع الطبيعية.
وتؤدي التغيرات المذكورة إلى ضعف مؤقت بالإبصار .. كما يلاحظ عدم تحمل وصعوبة وضع العدسات اللاصقة،و هنا ننصح بعدم استعمال العدسات اللاصقة أثناء الحمل وخصوصا خلال الثلاثة أشهر الأخيرة.
4- تغيرات الشبكية: يلاحظ حدوث تجمع مائي بمركز الشبكية يحدث خلال الثلاثة اشهر الأخيرة من الحمل، لذا يجب وضع المريضة تحت الملاحظة في هذه الحالة.
5- تغيرات ضغط العين: وهو تغير اخر مهم فمرض المياو الزرقاء (الجلوكوما) من الامراض العامة المعروفة بالعين وقد بينت الدراسات حدوث انخفاض في ضغط العين خلال فترة الحمل وتحسن في حالة المرض وهذه بشرى لمرضى الجلوكوما من النساء.
6- تغيرات بالتهابات العنبية والطبقة الوعائية البصلية: من المعروف انه اثناء فترة الحمل يحدث ضعف بجهاز المناعة بالجسم وارتفاع في مستوى الكروتيزون ويؤدي ذلك الى التحسن في بعض انواع الالتهابات بالعين وخاصة فيما يتعلق بجهاز المناعة.

ثانيا: تغيرات العين المرضية أثناء الحمل:
وجد أن للحمل تأثيرا على الأمراض المصابة بها الحامل ومن هذه الأمراض التي تحدث تأثيرا على العين:
1- مرض السكري: ويؤدي الحمل الى تدهور مرض السكري وتضاعف اصابة العين بهذا المرض فتحدث عدة مضاعفات أهمها: ترشحات مائية بمركز الابصار وهنا يجب وضع المريضة تحت الملاحظة مع امكانية اجراء العلاج بالليزر ويكون للفحص المبكر فائدة كبيرة في تقييم امكانية العلاج.
كما يؤدي مرض السكري الى نمو شعيرات دموية تؤدي الى نزف دموي بالسائل الزجاجي وتزداد خطورة المرض أثناء الحمل ومن المهم جدا إجراء علاج الليزر في هذه الحالة قبل أو أثناء الحمل لمنع تدهور الحالة وحدوث النزف الدموي.
2- ارتفاع ضغط الدم: قد تكون الأم الحامل مصابة بمرض ارتفاع ضغط الدم قبل الحمل أو قد تصاب به أثناء فترة الحمل ويسمى (اكلامبسيا) ويؤدي ذلك إلى حدوث نزف دموي وحدوث انفصال مائي شبكي ويصاحب المرض زيادة في نسبة الإصابة بجلطات الأوعية الدموية.
3- مرض المقوسات (التوكزوبلازما): وهو مرض تصل فيه الطفيليات الى عين الجنين عن طريق المشيمة في حالة إصابة الأم الحامل بالمرض اثناء الحمل وتبقى الطفيليات بشبكية العين مدى الحياة وتؤدي الى حدوث التهابات متكررة بالعين ينتج عنها فقدان وضعف شديد بالإبصار، وقد تصاب عين الأم الحامل به1ذا المرض ويستوجب علاجها بصورة طارئة عاجلة.
4- انفصال الشبكية وضعفها: إذا كانت الأم الحامل مصابة بانفصال شبكي فانها تعالج بعملية جراحية، أما في حالة وجود
ضعف بالشبكية فذلك لايمنع من الحمل والولادة، بعض الحالات قد تحتاج الى علاج بالليزر لتقوية المناطق الضعيفة وخصوصا في حالة مصاحبة لأمراض أخرى.

ثالثا: تغيرات العين المرضية أثناء الولادة:
وغالبا ما تصاحب هذه التغيرات الولادة الصعبة المتعسرة.
1- مرض برتشر: هو عبارة عن تكون جلطات بالأوعية الدموية ونزف بالشبكية.
2- جلطة السائل الامينوسي: وهو السائل المحيط بالجنين وتصاحب الولادة المتعسرة وتعتبر من الجلطات الخطيرة وتؤدي إلى فقدان مفاجئ للنظر.
3- ارتفاع الضغط: ارتفاع الضغط المفاجئ أثناء الولادة يؤدي إلى تمزق بالأوعية الدموية بالشبكية وحدوث نزف دموي.
4- التهابات الفطريات بالأعضاء التناسلية: قد تنتقل إلى العين عن طريق الاتصال المباشر أو بسبب تسمم الدم بالفطريات.
القطرات والحمل
ويشير د. منكابو إلى قطرات العيون المختلفة واستخداماتها في فترة الحمل ان هناك قطرات متعددة لعلاج أمراض العيون ومنها: (قطرات مضادات حيوية، قطرات الكورتيزون، قطرات علاج الجلوكوما، قطرات توسيع البؤبؤ) .
ويؤكد د. منكابو ان جميع هذه القطرات المذكورة ليس لها تأثير يذكر في حالة إتباع طريقة غلق مدخل القناة الدمعية بعد وضع القطرات، كما يحذر من قطرة علاج الفيروسات حيث انها تسبب عيوبا خلقية للجنين ولذلك لا ينصح باستعمالها أثناء الحمل.
وفي ختام حديثه يوجه استشاري الشبكية نصيحة لكل سيدة حامل بزيارة طبيب عيون متخصص للفحص والعلاج والمتابعة حيث ان هناك أمراض مختلفة ومتعددة تؤدي إلى إصابات بالغة بالعينين إذا لم يتم تشخيصها وعلاجها في الوقت المناسب.H

شاركها.