يعتبر تلوث المياه من أكبر المشاكل التي تواجهها أي دولة فهو عبارة عن تغير كيميائي أو فيزيائي يطرأ على المياه حيث يجعلها غير صالحة للشرب أو الاستخدام الآدمي، هذا ويؤدي تلوث المياه إلى إصابة الكائنات الحية بضرر كبير فالمياه ضرورية للحياة، ولا نستطيع الحياة بدونها لذا يجب عدم تلويثها والحفاظ عليها، وهنا نتطرق بالحديث بشكل كامل ونسرد معاً عبر مجلة رجيم  بحث عن تلوث المياه وذكر أسباب التلوث المائي بصورة تفصيلية وكل ما يتعلق بهذا الأمر.

بحث عن تلوث المياه

سنتناول اليوم بالتفصيل بحث عن تلوث المياه حيث تتعدد أنواع تلوث المياه، إذ أنها تنقسم كما يلي :

التلوث الطبيعيّ

وهو عبارة تلوث يسبب تغييراً في خصائص الماء الطبيعية، فيتغير طعمه ويصبح لا يستغاث وغير صالح للاستهلاك الآدمي، بالإضافة لذلك يحدث تغييراً في درجة حرارة الماء وتزداد نسبة ملوحته، وتكثر به المواد العالقة سواء كانت عضوية أم غير عضوية ومن ثم يتغير لون الماء ويكون ذو رائحة كريهة وبالتالي يشكل خطورة عظيمة على صحة الإنسان.

التلوث الكيميائيّ

ويعد من أخطر أنواع التلوث لأنه يقضي على صحة الكائنات الحية، ويحدث التلوث الكيميائي بسبب المواد السامة المتواجدة في المواد الكيميائية، ومن أبرز هذه المواد، الرصاص والكادميوم والزئبق والمبيدات الحشرية.

الجدير بالذكر أن المواد الكيميائية تنقسم إلى مواد قابلة للتحلل مواد قابلة للتراكم في الكائنات الحية الموجودة داخل المياه، الأمر الذي يجعل المياه مصدر خطر شديد ويهلك صحة الإنسان والكائنات الحية كلها، وبالتالي تنقل المواد السامة لجسم الإنسان وتسبب الكثير من الأمراض له.

التلوث البكتيري

وهو أن تحمل المياه ملوثات وبكتيريا ينتج عنها إصابة الإنسان بالأمراض الخطيرة.

بحث عن تلوث المياه

مُلوثات المياه

نرصد لكم أهم ملوثات المياه لنكون على علم بها ولتتضافر جهودنا جميعاً من أجل القضاء على هذه المشكلة التي تقضي على البشرية كلها، وهي كالآتي :

مياه الصرف الصحيّ

  • تحتوي مياه الصرف الصحي على المواد الكيميائية السامة التي تفتك بحياة الإنسان، ومن أبرزها المنظفات الصناعية والصابون والبكتيريا الضارة والميكروبات والجراثيم والمعادن السامة، فجميعها مكونات تهلك الإنسان وتفتك به.
  • من ناحية أخرى، من أشد وأخطر أنواع البكتيريا المتواجدة في مياه الصرف الصحي، هي بكتيريا السالمونيلا والتي تنقل للإنسان مرض التيفوئيد فضلاً عن الإصابة بالعديد من الأمراض الأخرى والنزلات المعوية الحادة، بالإضافة لما سبق هناك نوع آخر من البكتيريا  والمسماة بالشيجلا والتي تصيب صاحبها بالإسهال الشديد.
  • هذا ولا يمكننا حصر أنواع البكتيريا المتواجدة في مياه الصرف الصحي، فهي كثيرة ومتعددة وينتج عنها الإصابة بالقيء والإسهال والتهابات الكبد الوبائية والكلي والجهاز العصبي المركزي وغيرها من الأمراض الوبائية الأخرى.

بحث عن تلوث المياه

مياه الأمطار الملوثة

مياه الأمطار التي تهطل من السماء تكون نقية تماماً خالية من البكتيريا والجراثيم التي تنقل الكثير من الأمراض للإنسان، ولكن بمجرد هطولها تتلوث بسبب العديد من العوامل ومنها دخان المصانع المتجمع في الهواء فيختلط بها ويغير من خواصها الفيزيائية، ويمكننا أن نجزم بأنها ظاهرة جديدة تنتج عن تلوث الهواء والمتسبب فيه المخلفات والغازات والاتربة بالهواء والماء.

الملوثات النفطية

تجدر الإشارة إلى أن التلوث النفطي يكون بسبب حدوث تسريبات في المواد النفطية التي تنقلها السفن إلى البحار والمحيطات ومن ثم تنتقل لكل المسطحات المائية، والسر وراء هذا التسرب هو الحوادث التي تتعرض لها ناقلات البترول فضلاً عن الحوادث التي تكون بسبب استخراج النفط من الآبار البحرية، والخلل الناتج عن أنابيب النقل النفطية التي تنقل البترول ولواحقه من الآبار البحرية إلى الشواطئ،  والكثير منا يجهل مدى خطورة هذا النوع من التلوث، فيسبب قتل بعض الكائنات البحرية، والبعض الآخر تتراكم هذه الملوثات في أحشائهم ويتناولها الإنسان ومن ثم يصاب بالعديد من الأمراض السرطانية التي تفتك به.

المخلفات الزراعية

تشتمل المخلفات الزراعية على الأسمدة والمبيدات الحشرية التي يتم تصريفها في المجاري المائية إن لم يتم تدويرها، وبالتالي يسبب ذلك تلوثاً للماء الذي نستخدمه في حياتنا اليومية، فضلاً عن الضرر الذي يسببه للكائنات الحية كلها.

بحث عن تلوث المياه

أهم الأسباب المؤدية لتلوث المياه

نرصد لكم فيما يلي أهم الأسباب المؤدية لتلوث المياه، والتي تتلخص فيما يلي :

  • تعتبر المخلفات البشرية هي العامل الرئيسي في حدوث تلوث المياه، والتي تأتي من المصانع ومحطات توليد الكهرباء وغيرها مما يؤدي إلى تغير خواص المياه الطبيعية وتعرضها للتلوث.
  • التلوث الطبيعي للماء، والمقصود به انجراف بعض المواد الملوثة والمواد السامة إلى الأنهار والبحار والمحيطات.
  • الكثير من الناس يتخلصون من الملفات والنفايات الضارة ويلقونها في الماء، الأمر الذي يؤثر بالسلب على صحة الإنسان والثروة السمكية.
  • يمكن أن تحدث تسريبات للنفط في الآبار الساحلية إلى مياه البحار مما يضر بالثروة السمكية ويهلكها، ويمكن أن يحدث انفجارات في آبار النفط في البحار الأمر الكارثي الذي يخل بالبيئة ويقتل الكثير من الأسماك.
  • مع مرور الوقت تتحول المياه الصالحة للشرب إلى مياه غير صالحة للاستخدام الآدمي، وذلك بسبب تعرض الماء لمركبات النترات التي بدورها تحول الماء إلى أيون النتريا الذي يسمم الماء ومن ثم عندما بتناوله الإنسان يسمم الدم.
  • المواد المشعة من أخطر ملوثات المياه على الإطلاق، وأشدها فتكاً بحياة الإنسان والحيوان على حد سواء، فتصل الذرات المشعة للمياه من خلال التجارب الذرية التي يتم إجراؤها في المحيطات والبحار.
  • استخدام المبيدات الحشرية من أخطر ملوثات المياه على الإطلاق حيث تتسرب المواد الكيماوية لمياه المصارف مما يؤدي إلى نفوق عدد كبير من الأسماك وبالتالي يؤثر سلباً على صحة الإنسان.

الأسباب البيئية لتلوث الماء

فيما يلي نرصد لكم بعض الأسباب البيئية عن تلوث المياه، والتي تتمثل في :

  • المداومة على استخدام المواد المخصبة والأسمدة الزراعية فتتسرب لباطن الأرض وتصل للمياه الجوفية وتلوثها ومن ثم تضر الإنسان إن قام بشربها  أو استعمالها.
  • تلوث المياه الناتج عن حوادث السفن وناقلات البترول هو الأخطر والأكثر تأثيراً على البيئة البحرية.

بحث عن تلوث المياه

 كيفية حل مشكلة تلوث المياه

يمكن حل هذه المشكلة من خلال تضافر جهود كلاً من الحكومة والشعب للقضاء عليها والتخلص منها تماماً، ويمكن القيام بالآتي :

  • يتم الفصل بين الأنابيب الخاصة بمياه المجاري والمخلفات العضوية والأنابيب التي ترتبط بمياه البحار والمحيطات حتى لا تتعرض للتلوث، وينصح بإجراء صيانة دورية ومكثفة لهذه الأنابيب من وقت لآخر.
  • ينصح بتخصيص أماكن معينة تكون معروفة بأنها ملجأ لإلقاء مخلفات المصانع فيها، بدلاً من إلقائها بمياه البحار والأنهار، وننوه بأن تكون بعيدة عن المناطق السكنية حتى لا تسبب اي ضرر لهم أو تلف بالبيئة، ويمكن اللجوء للتحليل الكيميائي لمخلفات المصانع أو اللجوء لإعادة تدوير المخلفات بدلاً من إلقاءها في المياه.
  • أما عن بقايا البترول المختلطة بالمياه نتيجة تسريب ناقلات النفط فيمكن التخلص منها من خلال السحب أو الحرق، وفي العادة يختلط النفط مع الماء بسبب الحوادث البحرية والمتمثلة في غرق ناقلات البترول أو حدوث تسريبات بالناقلات.
  • البعد عن إلقاء مخلفات المنازل في البحار أو الأنهار وتوفير مناطق معينة لإلقاء المخلفات فيها بشرط أن تكون بعيده عن أي مصدر مائي أو مناطق سكنية.
  • وفيما يتعلق بالمخلفات النووية أو الإشعاعية فيمكن دفن كافة المخلفات في أعماق المياه الجوفية وهو الأمر الذي يحافظ على بقاء الماء نقياً دون وجود المخلفات التي تقضي على الثروة السمكية والإنسان.

شاركها.