تحمل المسؤولية

تحمل المسؤولية هي أن يكون الانسان مستعداً لتحمل عواقب أختياراته ،وأن يكون شجاع في الاعتراف باخطائه وعدم القاء اللوم وتحميل الغير نتائج أعماله ، وتحمل المسؤولية لا يكون الا من إنسان سوي ، مهتم بغيره ، ليس انانياً لا يفكر الا في نفسه ومصلحته الذاتية ،والشخص الذي يتحمل المسؤولية هو شخص واعي شريف النفس ، مستعد للتضحية في سبيل من يهتم بأمرهم ويتحمل المسؤولية عنهم ، ولقد أمر الشرع الشريف كل مسلم أن يقف أمام اختياراته وأن يكون مسؤولاً عن تصرفاته ويحمل مسؤولية من يعول ، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “كلكم راعٍ وكلكم مسؤولٌ عن رعيته؛ الإمام راعٍ ومسؤولٌ عن رعيته، والرجل راعٍ في أهله وهو مسؤولٌ عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها، والخادم راعٍ في مال سيده ومسؤولٌ عن رعيته، وكلكم راعٍ ومسؤولٌ عن رعيته.”

ففي هذا الحديث الشريف يأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نراعي من نعولهم ، ونتحمل مسؤولية الاهتمام بهم ، ومتابعة أمورهم ، لا أن يعيش المسلم لنفسه فقط فلا يهتم إلا بأمر نفسه.

وفي حديث آخر يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ” كفى بالمرء إثماً أن يضيع من يعول ”

وهذه الأحاديث تدل على حث الشرع للمسلم على الاهتمام بغيره ومواجهة مسؤولياته ، والسعى على كفالة من يعولهم سواء كانوا زوجة وأولاد أو أبوين كبيرين أو إخوة صغار .

والانسان من شرف نفسه قد يتحمل مسؤولية أناس لا يلزمه إعالتهم مثل اليتيم أو الأرملة .

تحمل المسؤولية

آثار تحمل المرء لمسؤولياته

  • الشجاعة في اتخاد القرار وعدم القاء اللوم على الآخرين والتماس الأعذار فى تخليص النفس من تبعات القرارات ، وكذلك التخلص من الرهبة فى اتخاذ القرارت والخوف من تحمل القيادة .
  • الحرية والتحكم  : متخذ القرارات المتحمل لتبعاتها لديه احساس كبير بحريته وانطلاقه وعدم خوفه من الآخرين ، حيث أنه المتحمل وحده لنتائج أفعاله ، كما أن الشخص الذي يتحمل المسؤولية هو شخص متحكم في أمور حياته ، منظم لها بالشكل الذي يراه مناسباً ، لا يهتم بانتقادات الاخرين ما دام ما يقوم به متوافق مع قناعاته .
  • الذي يتحمل مسؤولياته هو الذي يجني ثمار النجاح المترتب على اتخاذه لقراراته وكذلك عواقب الفشل الذي قد يحدث بسبب هذه القرارت .
  • وتحمل المسؤولية  يجب أن تكون جزء من تربية الابناء ، وتعويدهم على اتخاذ قرارات يتحملون هم نتائجها ، واسناد مهام بسيطة لهم حتى إذا ما أنجزوها يكون لديهم شعور بالثقة والأهمية بالذات ، فيتكون لدى الابن شعور بالمسؤولية ، بخلاف الابناء الذين يتربوا على التدليل وإجابة جميع طلباتهم وعدم تعريضهم لأى مسؤوليات ، فينشأ الولد جبان ، متهيب لاتخاذ القرارات وتحمل العواقب الناتجة منها .

تحمل الاعباء

يقول الشيخ ناصر العمر : إن كثيرا من الذين يكررون عبارة: لا أستطيع، لا يشخصون حقيقة واقعة يعذرون بها شرعا، وإنما هو إنعكاس لهزيمة داخلية للتخلص من المسؤولية.

وقال أفلاطون : الشخص الصالح لا يحتاج القوانين لتخبره كيف يتصرف بمسؤولية، أما الشخص الفاسد فسيجد دائماً طريقة ما للإلتفاف على القوانين.

ويقول بيتر دراكر : عامل من أنت مسؤول عنهم كما تحب أن يعاملك من هو مسؤول عنك.

 

 

 

 

 

شاركها.