تقوية الارادة

اذا كنت دائما ما تحس بنقص الثقة بنفسك مما يقلل من اصرارك على تحقيق اهدافك فنقدم لك حصريا على مجلة رجيم الاولى عربيا في عالم الرشاقة الصحه والجمال مقال يشمل مجموعة من النصائح حول تقوية الارادة.
0000

كلنا نحلم بتحقيق ذواتنا والوصول لأهداف معينة في الحياة. ولكننا باستمرار نعيق أنفسنا بأنفسنا حينما نقول ونكرر جملة تقتل طموحنا وهي: ليس لدي إرادة!. ودائما ما نقول ذلك دون أن نعرف ما هي الإرادة ودون أن نبحث عن أسباب ضعفها وطرق تقويتها.

هذا النوع من التفكير قد يكون هو القاتل الخفي والحقيقي لطموحنا والمحطم لآمالنا.

الكثير من الناس يسأل عن الإرادة وطرق تقويتها. وهذه الأسئلة غالبا ما يكون منبعها هو الفشل في شيء ما أريد تحقيقه ولكنها دليل على وجود طموح قوي أو دافع للحياة لا يزال يعطينا الأمل. نستنتج من ذلك أن السؤال عن الإرادة شيء طيب ومطلوب وعلامة صحية في حياة الانسان.

ما هي الإرادة:

الإرادة ببساطة مشتقة من كلمة (أريد) وهي قوة كامنة في داخل ذواتنا مصدرها الرغبة في التغيير للأفضل وتحقيق شيء ما نطمح له ويبعث على الراحة أو يزيل شيئا سلبيا في حياتنا. والإرادة تبعث على التحرك والعمل حيث تكون هي الشرارة الأولى بعد وجود الفكرة الأساسية.

يجب أن نعرف أن إرادة الانسان شيء جزئي وغير مطلق. بل مقيد بأمور ايجابية وأمور أخرى سلبية. ويجب أن نعلم أن الإرادة المطلقة الوحيدة في الكون هي لله وحده سبحانه وتعالى. هذا يجعل الانسان أكثر واقعيه.

أسباب ضعف الإرادة:

1)طبيعة الشخصية: أي أن الشخص ملول بطبعه أو ضعيف الإرادة. ويتبع ذلك الشخصية الاعتمادية وغيرها.
2)الاكتئاب: وبالذات المزمن والكثير من الاضطرابات النفسية الأخرى مثل الذهان أو الصرع. وهناك نوع من الاضطرابات التي تتداخل فيها الأسباب النفسية مع الجسدية مثل اضطراب فقد الإرادة (Apathy-Amotivation Syndrome) ويسمى أيضا (Abulia) وأيضا (Anergia).
3)الإرهاق والتعب والحياة الخاملة وعدم ممارسة الرياضة.
4)أمراض جسدية: وهي كثيرة جدا ويتبع ذلك أيضا تعاطي أدوية تعالج هذه الأمراض حيث يكون فقد الإرادة والتعب والملل جزء من الأعراض الجانبية أو ناتج عنها بشكل ثانوي.
5)المخدرات: وهي سبب مهم وشائع أيضا. هذا يشمل حتى بعض أنواع الأدوية وأحيانا يكون التعاطي بسبب الشعور بأننا لا نملك إرادة. أي أن الأمر يشبه الحلقة المفرغة!
6)عدم التخطيط وعدم وضوح الرؤية: وهو سبب مهم وشائع جدا.
7)وجود بيئة مثبطة من حولنا لا تساعد على العمل والإبداع أو لا تشجع على البدء في العمل أو الاستمرارية فيه.

00

طرق تقويتها وعلاج ضعفها:

وهذا يعتمد على نوع الشيء المستهدف والنشاط المطلوب القيام به والهدف المراد تحقيقه ولكن بشكل عام:
1)مباشرة التنفيذ: الكثير من الناس لا يدرك أنه ليس كسولا وليس ضعيف الإرادة في الحقيقة ولكن ينقصه الشجاعة حيث يكون متخوفا أكثر منه كسولا أو ضعيف الإرادة. والخوف ينقسم إلى أكثر من سبب: هناك خوف من الشيء الذي يعزم عليه وهناك خوف من عدم القدرة على الاستمرار وهناك خوف من عدم النجاح…..ولذلك يحجم عن القيام بالشيء من الأساس. البدء في تنفيذ الشيء قد يشعل فتيل التغييرات بشكل متتابع يشبه تساقط أحجار الدومينو.
2)الكتابة: التفكير فقط في هدف ما أحيانا لا يجدي بنفس القدر كما لو رأيناه مكتوبا على الورق. ولذلك قد تجدي كتابة الهدف النهائي سواء بشكل عادي أو بوضع لوحة في الغرفة أو أي مكان بارز في المنزل وبشكل مكرر ومختلف من مكان لآخر.
3)التخطيط السليم: وذلك بمعرفة كل ما يحيط بالشيء المراد فعله. هذا يتضمن التثقيف والقراءة عن الشيء المطلوب وتغطية كافة جوانبه. ووضع الأهداف وتوقع المعوقات…..إلخ.
4)استحضار الأشياء الايجابية: مثل أن يفكر في (أو يكتب) الشخص عدة أشياء إيجابية سيحصل عليها عند القيام بما ينوي فعله أو المشروع الذي يقدم عليه.
5)تجنب العجلة: لا تستعجل الوصول للهدف. العجلة هي واحدة من أسباب فتور الهمة أحيانا, حيث أن عدم تحقق شيء ما بسرعة يعني لدى الكثيرين الفشل بعينه وهذا غير صحيح في معظم الحالات.
6)استحضار الأشياء السلبية: مثل أن يفكر في (أو يكتب) الشخص عدة أشياء سلبية أو خسائر في عدم القيام بما ينوي فعله أو المشروع الذي يقدم عليه.
7)استحضار العيوب الشخصية ونقاط الضعف. مجرد التفكير فيها أو نقاشها مع الآخرين قد يفيد في تغييرها تماما أو التقليل منها على الأقل. أطلب من الآخرين أن يعرضوا عليك ما يلاحظونه عليك وتقبل نقدهم برحابة صدر وعدم مكابرة.
8)الواقعية: إحذر من تضع لنفسك أهدافا عائمة أو مستحيلة التحقيق أو خارج نطاق طاقتك. ضع لغة الأرقام نصب عينيك. عندما تقول لنفسك: أريد أن أزيد من انتاجي بنسبة 80% خلال عامين مثلا هي أفضل بكثير وأكثر واقعية من قولك: أريد أن أصبح أكبر منتج في العالم وأسيطر على السوق الدولية كلها!
9)المشاركة مع الآخرين: حيث يزداد نشاط الإنسان عندما يخبر المقربين منه أنه بدأ عمل ما. هم بالتأكيد سيشجعونه بين فترة وأخرى وأقل طرق التشجيع هو أن يسألوه إلى أي مرحلة وصل في المشروع؟
10)تغيير البيئة: أي تغيير الظروف التي تساعد على الاسترخاء والكسل. هذا يشمل تغيير الأصدقاء أو البعد عن الكسالى منهم والانضمام إلى شلة جديدة تكون أكثر نشاطا وتبعث على المنافسة. هذا قد يشمل المكان أو السكن أو أي شيء آخر تكون فيه الظروف إما غير مساعدة أو مثبطة.
11)المثل الأعلى: ضع في ذهنك مثلا أعلى لك استطاع أن يحقق ذاته وينجح في مجال معين. يمكن أن يكون هذا الشخص قريبا من أو شخص لا تربطك به أي علاقة. حاول أن تعرف طريقته في العمل وكيف استطاع التغلب على الظروف الصعبة. استحضر عند قراءة سيرتهم الصبر والمثابرة والتصميم الذي رافقهم طوال رحلتهم في الحياة.
12)غير لغتك: لا تردد كلمة مستحيل بل قل (صعب ولكن ممكن) بدلا منها. لا تقل مشكلة واستبدلها بكلمة (تحدي). لا تقل يأس بل قل (غيري فعلها). لا تقل (أنا ضعيف) بل ردد عبارة (لدي قوة والدليل أني أريد تحقيق شيء ما). اللغة مهمة جدا وبالذات عند مخاطبة الذات.
13)الحرية: كن حرا في تفكيرك ولا تدع الآخرين يحددون لك كيف تتعامل مع الحياة ومتى تتوقف ومتى تبدأ. كن حرا في الوصول لهدفك ولا تلزم نفسك فقط بالآخرين فأنت مستقل عنهم ولك حياتك ولهم حياتهم.
14)توقع الفشل والتحضير له: وهو متكامل مع مرحلة التخطيط. حيث يجب على الشخص أن يتوقع الفشل ولكنه يرصد أسبابه وطرق التعامل معه لكي لا ينتهي مشروعه الذي يريد أن يقوم به.
15)الروتين: وهذا يعتمد على الشخص وطبيعته وطبيعة النشاط المراد تحقيقه. البعض يفضل أن يكون التنفيذ بشكل روتيني متناغم والبعض الآخر يريده ويفضله أن يكون متغيرا من وقت لآخر.
16)ربط النشاط بمحفز ما: مثلا الموسيقى, نشيد محفز (كما يفعل عمال البناء والعسكريون),…..إلخ وهذا يعتمد على ما يفضله الشخص وطبيعة النشاط. قد يكون المحفز ماديا أو معنويا.
17)الراحة بين فترة وأخرى: ينصح بعدم استهلاك كل الوقت وكل الجهد في العمل على تحقيق الهدف. يجب أخذ قسط من الراحة والانقطاع عن النشاط الذي يقوم به المرء.
18)المراجعة: مراجعة ما تم تحقيقه بين فترة وأخرى وإعادة تقييمه ثم الاستمرارية أو تغيير الخطة وإجراء أي تعديل عليها أو على الأسلوب والهدف.
19)ممارسة الرياضة والاهتمام بالصحة بشكل عام: حيث لا بداية ولا استمرارية دون أن يكون المرء بصحة جيدة. يتبع ذلك النوم الكافي والغذاء الجيد.

كيف تكون الإرادة قوة للإنسان؟

عندما يتراجع الإنسان عما كان ينوي الاقدام عليه، بدون أي سبب الا لخوفه من التقدم أوالانطلاق للأمام، أن ينهار الانسان، أن يسيطر عليه احساس بالمذاق المر للاخفاق المتكرر.. أن يتغلغل اليأس في أعماق أعماقه، ان يصاب بالاضطرابات النفسية..المؤلمة وتقتحم عليه حياته.. كل هذه الأمور ومثيلاتها هي بمثابة مولود طبيعي لوهن الارادة و ضعفها.. على نقيض هذه الامور تتجلى أمامنا أمور أخرى تلك التي تجعل الانسان ينطلق كالسهم الى هدفه الذي يسعى اليه.

وهناك – على سبيل المثال – القدرة على خوض التحدي ومنازلة الصعاب، و القدرة على الفعل، وهناك الطاقة الخصبة التي تدفعنا على ان التصميم على الا نتراجع أو نتقهقر أو نتنازل.. هذه الأمور ومثيلاتها تعكس مدى قوة الارادة.. فإن كان ضعف الارادة هو بمثابة اعلان الاستسلام أو رفع الراية البيضاء في مواجهة المنغصات والمعضلات والقضايا التي تواجهنا ونواجهها، فإن النقيض لذلك الضعف في الارادة، هو تلك القوة في الارادة، وعلى ضوء قوة الارادة أو ضعفها يمكن لكل انسان منا، رجلاً كان أو امرأة، ان يسهم أو لا يسهم في دفع عجلة الحياة الى الامام. وهنا يطرح السؤال عن الارادة ذاتها.. وما هي؟
الدكتورة يوسف مراد احد رواد علم النفس في العالم العربي، يقول في أحد كتبه بعنوان مبادئ علم النفس : ان الارادة ليست في مظهرها الاول سوى مجموعة وظائف تعمل متآزرة لتحقيق استجابة رأي الشخص أو يرجئها حتى تتوافر لديه جميع الشروط الملائمة لتحقيقها. كذلك للدكتور فاخر عاقل في معجم علم النفس رأي في تعريف قوة الارادة Will Power بأنها المثابرة على القيام بالعمل، وكذلك القدرة على الاختيار الصعب.

في حياتنا اليومية نلتقي بنماذج من المتفوقين والمتألقين كما نلتقي بنماذج من الخاملين والخائبين، كما نلتقي مع صور مشرقة من صور النجاح والتفوق، وصور أخرى تدعو للرثاء والشفقة، متمثلة في صورالفشل. وفي كثير من الاحيان لا نسأل انفسنا لماذا نجح الذين نجحوا وفشل الذين فشلوا طالما أن أمور هؤلاء وأولئك لا تعنينا، فإن علم النفس يبدو مشغولا ومعنيا بهذه القضية كثيراً، قضية لماذا نجح هؤلاء وفشل أولئك وذلك لما لهذه القضية من أهمية في التوصل الى الاسباب وطرح حلول لمن يريد النجاح والاقتداء بمن نجحوا، والسير على خطاهم.

من خلال متابعتي لحالات الذين يطرقون أبواب العيادة النفسية، فإنني استطيع القول – بمنتهى الثقة – ان قوة الارادة لدى الانسان هي ثروته الحقيقية، ففيها يتحقق له النجاح في مبتغاه الذي يسعى اليه، وبها يستطيع الانسان ان يكون متفوقا ومتألقا، وان يظل كذلك. وقوة الارادة هي التي تجعلنا ننسى أو نتناسى متاعبنا واوجاعنا الجسدية في أغلب الأحيان، طالما ان الهدف المنشود هو ان ننجح وان نتفوق ونتألق، ولعل هذا الفرق بين من يستطيع ان يتغلب على ما يصادفه من متاعب ومشاكل.. وهذا يتجلى فيما اواجهه مع من يعانون من متاعب نفسية ومشاكل عصبية ويلجأون للعلاج النفسي.. فهناك من المرضى من يكون باستطاعة المرشد أو المعالج النفسي بجهد قليل ان يجعله يتغلب على الاكتئاب والقلق في أقصر وقت و بأقل جهد، وهناك من يفشل المعالج في هذا.. وكل ذاك يعتمد على وجود ذلك العامل المدهش الجميل في الشفاء.. ذلك الشيء الرائع الكامن داخل الانسان نفسه.. الا وهو الارادة.. ولكن للأسف وجود هذا الشيء في النفس البشرية متفاوت بطريقة ملحوظة.. وإذا لم يستطع الانسان اثارة تلك الارادة مع نفسه أو تغذيتها.. فإن محاولة سيره للأفضل وللنجاح تكون رحلة شاقة مع الذات.

ان اصحاب الارادة القوية يتحلون بصفات جميلة ونفوس مشرقة براقة تنبع من هذه الارادة التي يتحلون بها.. لأنها كما قلت.. هي ثروتهم الحقيقية الدافعة إلى النجاح.. أما ذوي الارادة الضعيفة.. فهم أصحاب النفوس الخائرة والهشة، فهؤلاء يعيشون بغير ثروة حقيقية، مع ان هذه الثروة تكمن بالفعل في اعماقهم، لكنهم بدلا من أن يستخرجوها ويستفيدوا منها استفادة فعلية، فانهم يهيلون عليها التراب ويدفنونها في قرارة النسيان مما يسبب لهم وهن الارادة وضعفها.. وعندما يسيطر وهن الارادة على النفس البشرية فإنه يفقدها الرغبة في الانجاز والحركة والتقدم والانطلاق.. أما إذا كانت الارادة قوية وفاعلة فإنه لا يمكن لأي شيء ان يدفعها للتقاعس والكسل.. فلتكن ارادتنا هي دافعنا للنجاح والتفوق حتى في أشد الأوقات صعوبة.

0

زر الذهاب إلى الأعلى