غالباً ما تغازل أسماعك طرق عديدة ومختلفة، تعدك بخسارة وزن مهمة إن أنت اتبعت تعليماتها بدقة. لكن هذا لا يمنعك أبداً من العودة إلى نقطة الصفر بمجرد أن تحيدي عن التعليمات ولو قليلاً. وفي بعض الأحيان، قد يزيد وزنك بشكل مفرط وسريع عند تكاسلك في تنفيذ المخطط المرسوم.

إذن، لا يجب أن تتركز مجهوداتك واهتماماتك في خسارة الوزن الزائد في أقل وقت ممكن، بل يجب أن تأخذي بعين الاعتبار نقطة مهمة وأساسية: وهي الحفاظ على وزنك الجديد لأطول فترة ممكنة. وهنا يكمن أساس التعامل مع أي طريقة في التخسيس.

فكيف يمكن الوصول إلى هذه الغاية؟ هذا ما سنقوم بتفصيله في هذا المقال

تجنبي الطرق التي تعدك بنتائج خيالية في وقت قياسي:

قد تقدم بعض الطرق نتائج مذهلة في أوقات قياسية، لكن هذا يكون غالباً على حساب صحتك. فمعظم هذه الأساليب تجبر متبعيها على العيش وفق حمية غذائية قاسية، قد تصل إلى حرمان الجسم من المواد الأساسية كالألياف والفيتامينات والأملاح المعدنية، وهو ما يجعل الشخص يعاني من اضطرابات غذائية ضارة. وعلى سبيل المثال، فالحميات التي تعتمد على كميات هائلة من البروتينات في الطعام قد تلحق تلفاً مهما بالكليتين.

ليس هذا فحسب، بل إن اتباع هذه الحمية يتطلب إرادة من حديد، وتغييراً جذرياً في العادات الغذائية الذي غالبا ما تواجهه تقاليد المحيط الذي يعيش فيه الشخص. كما أن الحالة النفسية تعرف اضطرابات لكون التغيير في النمط الغذائي يحصل بصورة سريعة وفجائية، مثل فطام قاس، وهو ما يجعل احترام تعاليم هذا النوع من الحميات أمرا بعيد المنال إن لم نقل مستحيلا !

وعند اتباع حمية قاسية، غالباً ما قد تقعين في فخ تأثير اليويو، حيث يلجأ الجسم إلى تخزين غالبية الطاقة مع شح في حرق السعرات الحرارية لمواجهة الحرمان المفاجئ. وبمجرد عودة النمط الغذائي إلى شكله الطبيعي، يستعيد الجسم الكيلوغرامات المفقودة بسرعة رهيبة، بل قد تنضاف كيلوغرامات أخرى للوزن الأولي. ويؤدي هذا إلى إحباط وإحساس بفشل ذريع يرمي بالعزيمة والهمة في قمامة النسيان.

إذا أردت الحصول على نتائج مرضية ودائمة، فتجنبي الطرق السريعة التي تغري بأهداف خيالية. واعلمي أن التدرج مفتاح التغيير الذهبي. يمكنك التغيير من بعض عاداتك الغذائية السيئة كمرحلة أولى وهو ما سيمكنك من الحصول على نتائج ملموسة على المدى المتوسط، ثم قومي باتباع عادات صحية بصورة تدريجية حتى تحصلين على جسم قوي ورشيق بشكل دائم. ويمكنك استشارة أخصائيين في الحمية والتخسيس لوضع برنامج غذائي يلائم احتياجاتك وتطلعاتك.

تناولي غذاء متنوعاً وغنياً:

كخطوة أولى في تغيير عاداتك الغذائية، احرصي على تنويع غذائك وإدراج مأكولات صحية في قائمة أطباقك. انتقلي رويداً رويداً نحو تغذية متوازنة متكاملة وصحية، تمنح جسمك كل ما يحتاجه من الطاقة والفيتامينات دون إغراقه بالدهون الزائدة، عبر التغيير في نظامك الغذائي. ونؤكد على أن هذا التحول يجب أن يتم بشكل تدريجي حتى لا يعرف الجسم تحولاً مفاجئاً في عاداته الغذائية، مما قد يتسبب في بعض الاضطرابات. مثلا، يمكنك البدء بأخذ الوقت الكافي لتناول ومضغ الطعام في وضعية جلوس مريحة، عوض الأكل السريع، لأن الدماغ يحتاج إلى حوالي 20 دقيقة لتلقي الإشارات الأولى التي توحي بالشبع.

كما يمكن تقطيع محتويات الطبق إلى أجزاء صغيرة، حتى يتسنى مضغها وتذوقها بعناية. وحاولي ألا تتناولي وجبة حتى تحسي بالجوع، وإذا أكلت لا تأكلي حتى التخمة والشبع. هناك حيلة أخرى تتمثل في شرب كوب من الماء قبل تناول الطعام، وهذا يساعد في الإحساس بالشبع وعدم تناول كميات هائلة من الغذاء. وكما لا يخفى عليك: تجنبي الأغذية التي تحتوي على الدهون والسعرات الحرارية والسكريات بكميات كبيرة.

تناولي كميات معتدلة من الأغذية:

لا تحذفي أية وجبة أو غذاء مما اعتدت على تناوله. يمكنك الاستمتاع بأخذ جميع الوجبات رفقة أفراد عائلتك شرط التقليل من الكمية المأكولة دون تفريط ضار، لأن التقليل بشكل كبير قد يؤدي إلى نتائج عكسية كما سبق وأشرنا إلى ذلك سابقا.

وللقيام بهذا الأمر، ننصحك بالاهتمام بجسمك بصورة تجعلك تفهمين بعمق احتياجاته الضرورية من الغذاء. إليك بعض التقنيات التي ستساعدك للقيام بهذه الخطوة:

استبدلي صحن غذائك بصحن أقل سعة، فمن شأن هذا الأمر أن يقلل من كمية غذائك.

إن لم يكفك محتوى الصحن الصغير، قومي بملئه مرة أخرى، وتجنبي الأكل في صحن كبير منذ البداية، فإن كانت العين تأكل قبل المعدة كما يقال، فإن العين لا تشبع قبل المعدة !

إن لم تستطيعي مقاومة إغراء المأكولات التي تحتوي على الدهنيات والسعرات الحرارية (مثل طبق من الشكولاتة) قومي بممارسة نشاط رياضي للتخلص من الزوائد الدهنية.

اجتنبي تناول الأكلات الغنية بالسكر والدهون:

لا تعتقدي أننا سنقول لك بالابتعاد كلياً عن هذه الأطعمة. فقط، يتعين عليك التقليل من الكمية التي اعتدت عليها فيما سبق. اختاري زيوتاً جيدة لإضفاء نكهة على أطباقك، واستعملي الزيوت النباتية في الطبخ. قللي من أكل الزبدة الطازجة والجبن.

وفيما يخص الأغذية الغنية بالسكريات، يمكنك الاستمتاع بتناولها من حين لآخر، لكن بكميات معتدلة وغير مفرطة. يمكنك اختيار الأغذية التي لا يشكل السكر أحد مكوناتها الرئيسية لاجتناب اكتساب سعرات حرارية بشكل مفرط.

زاولي نشاطاً رياضياً:

زاولي نشاطاً رياضياً يلائم ميولاتك وقدراتك. لا يهم الجهد المبذول أو الوقت الذي تقضينه في ممارسة الرياضة، المهم أن تنفضي عن جسمك الخمول والكسل. ستساعدك الرياضة على اكتساب راحة نفسية تحفزك على الاستمرار في مشوارك وتشجعك للمضي قدماً في خسارة الوزن، كما أنها تمثل حلاً مثالياً للحفاظ على النتائج التي تحققينها من حيث الوزن المفقود بصورة دائمة.

لضمان استمرارك في مزاولة الرياضة، اختاري النوع الذي ترتاحين أثناء مزاولته والذي يشعرك بالمرح والمتعة خلال القيام به. يمكنك المزاوجة بين رياضات مختلفة لكسر الروتين وتفادي الملل.

وخلاصة القول: اختاري أطعمة صحية تجعل نظامك الغذائي متوازناً يمد جسمك بالطاقة اللازمة دون أن يغرقه بكميات هائلة من الدهنيات والسكريات. واعلمي أن الإقدام على هذا التغيير يستلزم وضع برنامج شخصي يلائم احتياجاتك ويلبي رغباتك.

شاركها.