دعاء السجود
السجود هو قمة الخضوع و الذل لله سبحانه و تعالى ، و العبد اذا سجد لله سمت روحه الى أعلى عليين ، فالسجود هو وسيلة للقرب من الرب الأعلى سبحانه و تعالى ، و قد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ” أقرب ما يكون العبد من ربه و هو ساجد فأكثروا الدعاء ” ، فالسجود قرب من رب السماوات و الأرض ، وإعلان للخضوع و المذلة بين يديه سبحانه و تعالى .
السجود في الصلاة :
السجود هو ركن من أركان الصلاة التي لا تصح الصلاة بدونها ، و اذا نسي المصلي السجود فانه يجب عليه أن يأتي به ، ثم يسجد سجود السهو .
أدعية السجود :
وردت عن النبي صلى الله عليه و سلم عدة ادعية لمسلم في السجود نبين بعضاً منها :
- جاء عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: ( وإذا سجد أحدكم فليقل: سبحان ربّي الأعلى ثلاثاً، وذلك أدناه) ، و هذا الذكر هو الذكر الواجب في الصلاة في السجود ، و لو زاد عن ثلاثة فذاك مستحب ، ثم اذا شاء قال المصلي أدعية السجود الأخري المأثورة عن النبي صلى الله عليه و سلم .
- روي في صحيح مسلم أيضاً عن عليٍّ رضي الله تعالى عنه أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان إذا سجد يقول: (اللهمّ لك سجدت، وبك آمنت، ولك أسلمت، سجد وجهي للّذي خلقه، وصوّره وشقّ سمعه وبصره، تبارك الله أحسن الخالقين( .
- جاء عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان يقول في سجوده وركوعه : (سبوح قدّوس ربّ الملائكة والرّوح) .
- روي في صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها، قالت: فقدت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ليلةً من الفراش، فالتمسته، فوقعت يدي على بطن قدميه وهو في المسجد، وهما منصوبتان ، وهو يقول: (اللهمّ إنّي أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك، لا أحصي ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك) .
- وجاء في صحيح مسلم عن أبي هريرة أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان يقول في سجوده: (اللهمّ اغفر لي ذنبي كلّه دقّه وجلّه وأوّله وآخره وعلانيّته وسرّه( .
- روي عن عائشة رضي الله عنها قالت: أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان يقول في سجوده وركوعه : (سبوح قدّوس ربّ الملائكة والرّوح) .
سجود التلاوة :
- سجود التلاوة لا تشترط له الطهارة في أصح قولي العلماء وليس فيه تسليم ولا تكبير عند الرفع منه في أصح قولي أهل العلم .
- يشرع التكبير في سجود التلاوة عند الهوي للسجود ، أما لو كان سجود التلاوة في الصلاة فانه يكبر عند السجود و عند الرفع منه .
- و سجود التلاوة مستحب و ليس بواجب ، ان فعله المسلم أثابه الله عليه ، و ان لم يفعله فلا شئ عليه .
دعاء سجود التلاوة :
- الواجب في سجود التلاوة : سبحان ربي الأعلى ، كالواجب . في سجود الصلاة ، وما زاد عن ذلك من الذكر والدعاء فهو مستحب.
- ويشرع في سجود التلاوة من الذكر والدعاء ما يشرع في سجود الصلاة لعموم الأحاديث ومن ذلك : اللهم لك سجدت وبك آمنت ولك أسلمت سجد وجهي للذي خلقه وصوره وشق سمعه وبصره بحوله وقوته تبارك الله أحسن الخالقين روى ذلك مسلم في صحيحه .
- اللهم اكتب لي بها عندك أجرا وامح عني بها وزرا واجعلها لي عندك ذخرا وتقبلها مني كما تقبلتها من عبدك داود عليه السلام .
سجود الشكر :
- سجود الشكر يشرع للمسلم كلما حصلت له نعمة ، أو دفعت عنه نقمة ، سواءاً كانت هذه النعمة خاصة أو عامة ، كان سبباً فيها أم لا .
- سجود الشكر من أعظم ما يشكر به العبد ربه سبحانه و تعالى ، و ذلك بوضع أشرف ما في العبد و هو وجهه في الأرض شكراً لله على نعمته .
- سجود الشكر من السنن النبوية الشريفة التي قل من يفعلها اليوم أحد ، فهي من السنن المهجورة التي يثاب من أحياها.
- قال الإمام الشوكاني – رحمه الله – :
(فإن قلتَ : نعَمُ الله على عباده لا تزال واردة عليه في كل لحظة ؟ قلت : المراد النعَم المتجددة التي يمكن وصولها ويمكن عدم وصولها ، ولهذا فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يسجد إلا عند تجدد تلك النعم مع استمرار نعم الله سبحانه وتعالى عليه وتجددها في كل وقت) .
- الصحيح من قول العلماء ان سجود الشكر لا يشترط له ما يشترط للصلاة من طهارة ، و استقبال للقبلة ، و ستر للعورة ، و حجاب للمرأة ، و غيرها من شروط الصلاة ، بل يسجد العبد على حاله شكراً لله على نعمة انعمها الله عليه ، أو نقمة دفعها الله عنه .
- سجود الشكر لا يجب فيه تكبير في أوله و لا آخره ، و لا يشرع فيه تشهد و لا سلام ،قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – :
- (وأما سجود التلاوة والشكر : فلم يَنقل أحدٌ عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا عن أصحابه أن فيه تسليماً ، ولا أنهم كانوا يسلمون منه ، ولهذا كان أحمد بن حنبل ، وغيره من العلماء : لا يعرفون فيه التسليم ، وأحمد في إحدى الروايتين عنه لا يسلِّم فيه ؛ لعدم ورود الأثر بذلك ، وفي الرواية الأخرى يسلِّم واحدة ، أو اثنتين ، ولم يثبت ذلك بنصٍّ ، بل بالقياس ، وكذلك من رأى فيه تسليماً من الفقهاء ليس معه نصٌّ ، بل القياس أو قول بعض التابعين ) .
- أنه لا يجب في سجود الشكر ذِكْرٌ معيَّن ، وإنَّما يشرع للساجد أن يقول في سجوده ما يناسب المقام ، من حمد الله وشكره ودعائه واستغفاره ، ونحو ذلك .
- يجوز قضاء سجود الشكر اذا لم يتيسر للمسلم القيام به في وقته .
- “وإذا بُشِّر الإنسان بما يسرُّه ، أو حصلت له نعمة ولم يسجد ، ولم يأت له عذر في ترك السجود عند حصول سببه : فقد ذكر بعض أهل العلم أنه لا يشرع له قضاء هذا السجود بعد ذلك ؛ وذلك لأنه غير معذور في تأخير السجود . انظر ” حاشية قليوبي .
سجود السهو :
السجود لله سبحانه و تعالى دليل الخضوع و الذل و تفويض أمر العبد لله ، و طلب العون و المدد منه سبحانه ، و الدعاء في السجود هو أقرب ما يكون للإجابة .