من مقعد عضو محافظ وقفت طالبة مسلمة شابة، الأربعاء 8 مارس الجاري، وسط مجلس العموم الكندي لتلقي خطاباً أثار حماسة الحضور برسالته الهادفة لتذكير السياسيين بضرورة وأد الإسلاموفوبيا والحد من انتشار مشاعر البغض والكراهية تجاه المسلمين.
حسانة سروش مثّلت منطقتها، الدائرة الانتخابية شيروود بارك – فورت ساسكاتشوان، الواقعة في مقاطعة ألبرتا الكندية، التي يشغلُ مقعدَها الفيدرالي ممثُلها في مجلس العموم النائب غارنيت جينَس، وذلك ضمن تظاهرة Daughters of the Vote التي منحت نساء وفتيات كندا من كل أنحاء البلاد فرصة المجيء إلى مجلس العموم بمناسبة يوم المرأة العالمي وتبادل الأدوار مع نوابه لتمثل كل فتاةٍ وامرأة دائرتها الانتخابية ويعبرن عن قضاياهن من ذاك المنبر الوطني ليوم واحد.
سروش، الطالبة في جامعة ألبرتا، تناولت في خطابها قضية هوية المرأة المسلمة ذات البشرة والعرقية غير البيضاء التي تجد نفسها في مواجهة “وصمة عارٍ كبرى” و”ثقافة جهل متنامية” مصدرهما أولئك الذين يسوّغون رُهاب الأجانب والتحامل ضدهم “تحت ستار حرية التعبير”.
ففي معرض حديثها هتفت سروش قائلة: “أنا أخشى النبذ والنظر إليّ على أني “الآخر”، وأخشى الملاحقة وتشديد خناق الرقابة والقتلَ في بلدٍ أسميها وطني. إن هويتي تتعرض للتشكيك والمزايدة، كما أن أفعالي تتعرض لانتقادات شديدة. في الوقت ذاته يُسكِتونني ويلبسوني العارَ فيما يتوقعون مني الاعتذار عن أفعال حفنة أناس لا تمثلني ولا تمثل هويتي بشيء”.
تأتي كلماتها هذه بعد أسابيع من تحدٍّ وجّهته المعارضة الرسمية الكندية إلى عضو برلماني ليبرالي كان قد تقدم بمذكرة غير ملزمة سُميت M-103، وذلك دعوة منها لشجب وإدانة “كافة أشكال” الإسلاموفوبيا.
فالمحافظون الكنديون – باستثناء مرشح القيادة مايكل تشونغ – يرون أن استخدام هذا المصطلح من دون تعريف واضح لمعناه قد ينطوي على إشكال لأنه قد يكبت الجدل حول قضايا مثل النقاب.
لكن حسانة جذبت وحولت الانتباه بعيداً عن الجدل الانقسامي الدائر حول مذكرة M-103، لتؤكد من خلال خطابها في ذلك المنبر أن تراثها ليس “ساحة سياسية تُشَنُّ عليها الحملات”.
وبحسب هافيغنتون بوست عربي أنهت بيانها الحماسي بصوت متهدج قائلة: “هذه كندا وطني، لا مقعد فيها للكراهية!”، فيما هبّت الشابات بمختلف ألوانهن وأعراقهن وقوفاً مصفقاتٍ من مقاعد النواب، وسط ذاك الجمعِ الغفير الموازي لكيان الدولة السياسي.

شاركها.