تقابل رغبات الأبناء بالاشتراك في أحد الألعاب العنيفة بالرفض دائما من قبل الآباء، بسبب قلقهم على أطفالهم، في الوقت الذي ربما يجد الأطفال تشجيعا على لعب كرة القدم؟، ولكن يبقى السؤال هل يمكن أن تكون كرة القدم مصدرا للقلق لاعبيها؟

كرة القدم تتسبب في تلف الدماغ وفقدان الذاكرة

أشارت دراسة بريطانية حديثة، تمت على 6 من اللاعبين المتقاعدين، والذين يعانون من الخرف، وجاءت نتائج الدراسة إلى أن الأمراض الذين يعانون منها مرتبطة بالضربات على الرأس سواء من ارتطام الكرة أو خبطات الرأس.

وفي نفس السياق، أشارت دراسة تم إجرائها بجامعة ستيرلنج، العام الماضي إلى وجود تغيرات كبيرة في وظيفة الذاكرة على المدى القصير في الدماغ بسبب الخبطات التي قد يتعرض لها اللاعبون من الكرة على رؤوسهم.

وسأل الباحثون حوالي 19 لاعبا لكرة القدم، تعرضوا لحوالي 20 خبطة من الكره على الرأس إثر التقاء كرة ركنية قوية، فوجد الباحثون انخفاض أداء اختبار ذاكرتهم بنسبة تتراوح بين 41 و67 %، على الرغم من أنها عادت إلى طبيعتها في غضون 24 ساعة.

وأكدت الدراسة مخاوفها بسبب تكرار تلك الخبطات أثناء مباراة كرة، واستشهدت بحادث وفاة لاعب انجلترا “جيف استل” عام 2002 عن عمر يناهز الـ59، وقد تم تشخيص حالته أنها بسبب كرات القدم التي كانت توجه في الرأس، وإنها السبب الرئيسي وراء إصابته بحالة الخرف.

وفي عام 2014 تم إعادة فحص أنسجة دماغه، عن طريق الأشعة المقطعية التي أكدت نفس النتيجة.

أقرأ: كيف تقوي عضلاتك وتحسن صحتك بعد سن الــ40؟

فيما أظهرت دراسة أمريكية أن الفترة بين عامي 2008 و2010 عانى رياضيون بالمدارس الثانوية الأمريكية من إصابات ارتجاج بالمخ بمعدل 5.2 لكل 10 آلاف مرة يصطدمون فيها بالملعب، سواء كان للمران أو في المنافسات.

وبينت الدراسة أن مخاطر إصابة الفتيات بارتجاج في المخ أعلى من الفتيان، حيث بلغت بنسبة 70% من الفتيان.

أما الدكتور “توم كريسب” مستشار في مجال الرياضة بمستشفى لندن، يقول إن ارتطام الكرة في الرأس يماثل لكمة في الرأس.

كما وجد الباحثون في الولايات المتحدة أن اللاعبين الذين يخبطون الكرة كثيرا بالرأس أكثر عرضة 3 مرات للمعاناة بارتجاج في المخ، وكذلك عرضة للشعور بالاضطراب والصداع والغثيان.

ووفقا لدكتور نيكولاس ديفيز، طبيب أعصاب واستشاري بمستشفى اليزا بيث، أن حتى الكرات الخفيفة الرأسية التي لا يشعر بها أصحابها، قد تسبب ارتجاج في المخ.

وهو نفس الأمر الذي أكده دكتور “مايكل غراي”، عالم بجامعة برمنجهام، أنه على المدى الطويل قد تسبب هذه الكرات ارتجاجا في المخ دون إصابات أخرى مماثلة، حيث تتسبب تلك الضربات في تلف المادة البيضاء “الألياف العصبية”، مما قد يؤدي إلى فقدان وظائف مناطق التركيز الذهني في الدماغ.

ولا يتوقف الأمر على هذا فحسب بل قد تؤدي هذه الكرات، حسبما ذكر، إلى مشاكل صحية في عضلات الرقبة، حيث أن الرقبة تتحمل قوة الكرة وحدها.

كرة القدم والأطفال

خطر هذه الكرات يتضاعف خاصة مع الأطفال حيث أن أدمغتهم لازالت في حالة تطور وعدم اكتمال كامل.
وحذر الاتحاد لكرة القدم في الولايات المتحدة الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين عشرة فيما أقل من ممارسة كرة القدم إلا بعد إجراءات قانونية.

أقرأ: هذا الزيت يكافح مرض “الربو”

 وفي هذا السياق، أضاف “جون هاردي”، أستاذ علم الأعصاب في جامعة لندن، أنه على الأطفال تجنب الكرات الرأسية، وإن كان لابد، فلابد أن تكون بعدد محدود للغاية.
فيما أشار توني كوشار، أستاذ العلوم الرياضية في جامعة غرينتش، أنه على أقل تقدير ل بد للأطفال الذين يلعبون كرة القدم في المدرسة ارتداء واقي للرأس، وألا يزيد عدد ضربات الرأس في المباراة الواحدة عن 5 ضربات.

هل حوادث كرة القدم منتشرة في الملاعب؟

أشارت دراسة بعنوان “حوادث إصابات القلب والموت المفاجئ الناجم عن السكتة القلبية بين الرياضيين الشبان”، إلى أن الأزمات القلبية هي أخطر ما يمكن أن يسبب الوفاة أثناء المباريات حيث تؤدي إلى الوفاة في خلال دقائق، وتضيف إن نسبة حدوث ذلك هو ما بين 1-3 لكل 100 ألف رياضي.

وإذا علمنا أن عدد لاعبي كرة القدم في العالم يزيد عن 265 مليون لاعب وفق إحصاءات الفيفا، سيتبين لنا أن خبر وفاة لاعب أثناء مباراة كرة قدم ربما يتكرر في العام أكثر من مرة.

شاركها.