أعرب الكاتب السعودي عبده خال عن بالغ سعادته ببث حفلات غنائية على القناة الثقافية السعودية والتي كانت البداية فيها لسهرة فنية مع أم كلثوم، مؤكدًا أن هذه التغييرات تدل على أن المجتمع عاد إلى طبيعته الإنسانية مجددًا. وقال “خال” في مقال له بعنوان: “الشعب السعودي يرحب بأم كلثوم”، نشره بـ “عكاظ”، إن هذه التغييرات التي تحدث في المجتمع السعودي، جعلت البعض يستغرب أشد الاستغراب من فرحتنا وحبورنا لقرارات تجيز ممارسة أنشطة حياتية عبرتها المجتمعات من بداية القرن الماضي.
وأكد “خال” أن عرى التشدد تفك عروة بعد أخرى، قائلًا: فتجدنا نتقافز فرحا بفك عقدة من تلك العقد، فقد فرحنا قريبا بمشاركة النساء في أفراح اليوم الوطني وقبلها بدخول المرأة إلى مجلس الشورى وقبلها بعمل المرأة في الأعمال المختلفة”.
ولفت الكاتب إلى فرحة السعوديين ببث التليفزيون السعودي سهرة غنائية لأم كلثوم، بقوله: من اطلع على تغريدات الشعب السعودي فرحة بعودة الغناء في التلفزيون السعودي لن يستوعب سبب الفرحة الغامرة التي اجتاحت المغردين، نعم كأننا عدنا للحياة من جديد. وأشار “خال” إلى السنوات التي كان فيها التليفزيون السعودي يبث مختلف أنواع الفنون بشكل عادي، موضحًا أنه في السنوات التي سبقت 1400 للهجرة كان التلفزيون السعودي ممتعا ومتنوعا، وعلى خارطة البث برامج مختلفة الاتجاهات وغنية المضامين وكل برنامج يسعى إلى تعميق ثقافة الفرد.
وشدد “خال” على أن المسلسلات في تلك الفترة لم تكن هابطة المستوى أو اللغة، بل كانت تنشر فيها روائع الروايات العالمية من خلال مسلسلات لبنانية بلغة عربية فصيحة ثرة المفردات.
وأبان “خال” أن التليفزيون في تلك الفترة كان أداة تثقيف ومتعة وطرب، وكان التلفزيون يبث غناء جميع عمالقة الطرب ومن تلاهم في القيمة والجماهيرية، كما أنه كان يبث أغاني في أيام الحج ترحيبا بالموسم والحجاج معا وعلى رأس تلك الأغاني أغنية فيروز (غنيت مكة أهلها الصيدا). وأكد “خال” أن الزمن كان حينها جميلًا والناس أجمل قبل أن تعصف بنا الصحوة، بحسب وصفه.
وسرد “خال” بعض من ذكريات طفولته مع التليفزيون السعودي قائلًا: في تلك الفترة وحينما كنا أطفالا كانت السهرة التلفزيونية لليلة الجمعة تتمثل من فقرتين: حفلة ساهرة لأم كلثوم تليها حلقة لمسلسل يعرض طوال الأسبوعي.
وأردف: ولكي لا تفوتنا الحلقة نظل نغالب النعاس من طول أغنية أم كلثوم، وإذا سرقنا النوم نلقي اللائمة على أم كلثوم، وكان بعضنا يقفز إلى الشارع ويظل يلعب إلى أن تنتهي فقرة أغنية أم كلثوم. واختتم الكاتب مقاله بقوله: ولكي أروض ذلك الطفل وأعلمه مقدار الجمال الذي كنت أتغافل عنه لعبا أو نعاسا فقد ظللت ليلة عودة أم كلثوم لشاشة التلفزيون السعودي متابعا لأغنيتها ومشبعا بالفرح.

شاركها.