عثمان بن عفان هو الخليفة الثالث من الخلفاء الراشدين ، و كان يلقب بذي النورين لأنه تزوج بنتين من بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم السيدة رقية فلما ماتت زوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسيدة أم كلثوم ، وأحد العشرة المبشرين بالجنة ، ومجهز جيش العسرة في غزوة تبوك ، و أفضل الأمة بعد نبيها و أبو بكر و عمر .

عثمان بن عفان الخليفة الراشد .
عثمان بن عفان الخليفة الراشد .

نسبه

هو عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي ، يلتقي نسبه مع نسب رسول الله في عبد مناف ، وأمه أروى بنت كريز بن ربيعة ، وولد رضي الله عنه بعد عام الفيل بست سنوات في مكة و قيل ولد في الطائف .

صفته رضي الله عنه

كان عثمان بن عفان جميلاً ، ليس بالطويل البائن و لا بالقصير البين ، و كان كث اللحية رقيق البشرة ، شعر رأسه يبلغ أذنيه ، أشعر الذراعين طويلهما و قال الزهري في وصفه (كان عثمان رجلا مربوعا، حسن الشعر، حسن الوجه، أصلع، أروح الرجلين (منفرج ما بينهما)، وأقنى (طويل الأنف مع دقة أرنبته، وحدب في وسطه)، خدل الساقين (ضخم الساقين)، طويل الذراعين، قد كسا ذراعيه جعد الشعر، أحسن الناس ثغرا، جُمَّته (مجتمع شعر الرأس) أسفل من أذنيه. والراجح أنه أبيض اللون، وقد قيل:أسمر اللون ) .

فضل عثمان بن عفان

  • أنّ عائشة رضي الله عنها قالت: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مضطجعاً في بيتي كاشفاً عن فخذيه أو ساقيه، فاستأذن أبو بكر فأذن له وهو على تلك الحال فتحدّث، ثم استأذن عمر فأذن له وهو كذلك فتحدّث، ثم استأذن عثمان فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وسوّى ثيابه. قال محمد – يعني ابن أبي حرملة الراوي عنهم -: ولا أقول ذلك في يومٍ واحدٍ فدخل فتحدّث، فلمّا خرج قالت عائشة: دخل أبو بكر فلم تهتشّ له ودخل عمر ولم تباله، ثم دخل عثمان فجلست وسوّيت ثيابك. فقال: ألا أستحي من رجلٍ تستحي منه الملائكة)  .
  • عن عبد الرحمن بن سمرة قال: (جاء عثمان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بألف دينار في كمّه حين جهز جيش العسرة فنثرها في حجره، فقال عبد الرحمن: فرأيت النّبيّ صلى الله عليه وسلم يقلبها في حجره ويقول: ما ضرّ عثمان ما عمل بعد اليوم – مرّتين-) حسّنه الترمذي
  • وروى أحمد بإسنادٍ جيد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: إنّي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إنّكم تلقون بعدي فتنةً واختلافاً أو قال اختلافاً وفتنة – فقال قائل من الناس: فمن لنا يا رسول الله؟ قال: عليكم بالأمين وأصحابه، وهو يشير إلى عثمان بذلك) .
  • وروى الترمذي في (جامعه) عنه رضي الله عنه قال لولا حديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما تكلّمت ((وذكر الفتن فقربها، فمرّ رجلٌ متقنع في ثوب فقال: هذا يومئذٍ على الهدى فقمت إليه فإذا هو عثمان بن عفان. فأقبلت عليه بوجهه فقلت: هذا؟ قال: نعم) .
عثمان بن عفان الخليفة الراشد
عثمان بن عفان الخليفة الراشد

خلافته رضي الله عنه

بعد مقتل عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، جعل أختيار الخليفة من ستة من الصحابة هم عبد الرحمن بن عوف و على بن أبي طالب  عثمان بن عفان و سعد بن أبي وقاص و و الزبير بن العوام و طلحة بن عبيد الله ، فأخرج عبد الرحمن بن عوف نفسه من الستة على أن يختار من يكون الخليفة ووافق باقي الصحابة على ذلك ، فمكث عبد الرحمن بن عوف عدة أيام يشاور أهل الفضل و المشورة من الصحابة في المدينة ، حتى قال أنه شاور العذارى في خدرها ، فلم يعدل أحد بعثمان بن عفان أحداً ، و أجمعوا كلهم على عثمان بن عفان فتولى الخلافة رضي الله عنه .

أعماله في الخلافة

  • قام بجمع القرآن الكريم ، و جمع المسلمين على مصحف واحد حتى لا يختلف المسلمون في الامصار المختلفة في قراءة القرآن .
  • اتساع الفتوحات في عهده رضي الله عنه ، فقد تم فتح أرمينية و خراسان و قبرص و شمال أفريقيا و بلاد النوبة و طبرستان.
  • أنشأ أول أسطول بحري إسلامي للدفاع عن سواحل الدولة الاسلامية ، و لغزو الجزر القريبة من شواطئ المسلمين مثل قبرص .
  • توسعة المسجد الحرام و المسجد النبوي.

الفتنة في عهد عثمان بن عفان

اتسعت الدولة في عهد عثمان بن عفان ، و كثرت الأموال في أيدي الناس ، و زادت قوة الدولة الاسلامية ، و مع ازدياد القوة يزداد الحاقدين و الحاسدين ، و من هؤلاء الحاسدين عبد الله بن سبأ اليهودي الذي أظهر الاسلام و هو يبطن الكفر ، فبدأ هذا اليهودي في بث الفتن و الاكاذيب عن عثمان بن عفان في الأمصار المختلفة ، و أظهر كتب مزورة على لسان السيدة عائشة تستعدي فيها الناس على عثمان ، وتابعه في مؤامرته أصحاب النفوس المريضة و الأوباش من مصر و البصرة و الكوفة ، وسافروا الى المدينة المنورة و حاصروا الخليفة الراشد في منزله و منعوا عنه الماء و أحاطوا به و ببيته .

موقف الصحابة من محاصرة عثمان بن عفان

عندما نزل الخوارج المجرمين على المدينة وأحاطوا ببيت عثمان ، كان أغلب الصحابة قد خرجوا للحج ، ومن بقي في المدينة أسرعوا الى لبس السلاح و نجدة سيدنا عثمان ، إلا انه امر الصحابة بوضع السلاح و ترك القتال حتى لا يكون اول من تسبب في إسالة الدماء في مدينة رسول الله ، و قال عزمت على من يرى أن لي عليه سمع و طاعة إلا وضع سلاحه ، و قال لعبيده من ترك القتال فهو حر لوجه الله ، و جاء الأنصار بالسلاح و قالوا له : ياخليفة رسول الله ان شئت كنا انصار الله مرتين ، فقال لهم عزمت عليكم إلا رجعتم ووضعت السلاح .

و قام على بن أبي طالب بارسال ابنيه الحسن و الحسين بالسلاح للوقوف امام الخارجين المحاصرين لبيت الخليفة ،و أرسل الزبير بن العوام ابنه عبد الله بن الزبير و طلحة بن عبيد الله أرسل ابنه محمد بن طلحة ، و الكثير من الصحابة أرسلوا ابنائهم للوقوف مع عثمان بن عفان ضد الخارجين عليه.

عثمان بن عفان الخليفة الراشد .
عثمان بن عفان الخليفة الراشد .

مقتل عثمان بن عفان

لم يكن الصحابة يرون ان الأمر يصل الى قتل الخليفة ، انما كانوا يرون أنهم مجموعة من الخارجين لهم طلبات اذا أُجيبوا اليها رجعوا الى بلادهم ، الا أنه في يوم الجمعة الموافق 18 من ذي الحجة من عام 35 هجرية قام المحاصرين بالهجوم على بيت عثمان بن عفان و ضربوه بالسيف رضي الله عنه و هو يقرأ القرآن و قتلوه و هو في الثانية و الثمانين من عمره رضي الله عنه .

شاركها.