الضمير أو الوجدان هو ذلك الشعور أو الحالة الداخلية التي تنتاب الفرد و تجعله قادرا على التمييز بين الصواب و الخطأ ، و هو السبب كما يقال في الشعور بالندم و الحسرة عند الإقدام على فعل أي تصرف يتعارض مع القيم الأخلاقية للفرد ، و الضمير كما هو محدد من قبل علماء النفس ؛ هو سمة أساسية تؤثر بشكل كبير على تصرفات الشخص ، كالإقدام على اتخاذ قرارات مصيرية ، أو محاولة الوصول إلى أهداف معينة ، و تجعله يأخذ الأمور دائما على محمل الجد و حريصا على تجنب الأخطاء و الهفوات التي قد تمنع الإنسان من بلوغ غاياته .

إذن ، فالضمير هو خاصية إنسانية قد تختلف سماتها و تأثيراتها في تصرفات الفرد من شخص لآخر ، و بما أن تأثير هذا الأخير يعد قويا على تصرفات و قرارات الإنسان فهو عامل رئيسي متحكم في سعادة الإنسان ، بل و يمكن القول أن غياب الضمير هو عامل أساسي من عوامل غياب النجاح ، لأن النجاح أمر يحتاج إلى محفزات تنتج عن ما يسمى بالعقل الضميري ، و هو المسؤول عن تقييم إيجبابيات و سلبيات كل تصرف يصدره الإنسان و يدفعه إلى التركيز على عواقب أفعاله ، و من مميزات هذا العقل الضميري نذكر لك ما يلي :

التفكير بشكل أعمق قبل التصرف :

فالشخص الذي يحكم عقله الضميري عادة ما يقوم بكميات كبيرة من البحوث و يطرح الكثير من التساؤلات قبل أن يشرع في القيام بأي تصرف إضطرب له عقله الضميري مسبقا ، و نبهه إلى مدى صحته أو خطإه

الإلتزام بالوعود و الرغبة الجامحة في تحقيق الأهداف :

التفكير الضميري يجعلك قادرا على اجتياز كافة العقبات و الحواجز التي قد تحول بينك و بين طموحاتك و أهدافك الشخصية ، فيخلق نوعا من الحماس الداخلي ينتج عنه إحساس بالرغبة في المثابرة و العمل الجاد من أجل مطاردة الأهداف و تحقيق الغايات الشخصية البعيدة المدى

تحمل المسؤولية و عدم الإستسلام للمشاكل :

الشخص الضميري ليس جبانا و لا يلعب دور الضحية في أي ظرف كان ، بل هو قادر دائما على تحمل المسؤولية و نتائج إخفاقاته ، و يعمل دائما على إيجاد حلول لمشاكله بدلا من القيام بلوم الآخرين

و للإجابة عن سؤالنا المطروح في عنوان هذا المقال يمكن القول إلى جانب ماذكرناه ، أن العقل الضميري ليس هو ذلك العقل المنظم و الكادح الذي يدفع صاحبه إلى تحقيق الغايات و السعي نحو الأهداف باستمرار ، بل هو إلى جانب ذلك كله ، جوهر هادف يولد إحساس بالرغبة في التطور و الرقي و بلوغ النجاح في أي شأن من الشؤون المتعلقة بالفرد .

شاركها.