لمن كتاب الخالدون المئة ؟

من الكتب التي ذاع صيتها وانتشر اسمها بين الناس هو كتاب الخالدون المئة للأستاذ أنيس منصور، وبالرغم من أن الكتاب مترجم من اللغة الإنجليزية إلا أن الأستاذ انيس لم يذكر اسم المؤلف الأصلي على الكتاب بل أشار إلى أن الكتاب منقول عن كاتب أمريكي، صدر قائمة شخصياته بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم؛ فما قصة هذا الكتاب؟

لمن كتاب الخالدون المئة ؟

كتاب الخالدون المئة، والاسم الأصلي للكتاب هو: المئة، ترتيب أكثر الشخصيات تأثيرًا في التاريخ، وهو من تأليف الكاتب الأمريكي والعالم البيولوجي مايكل هارت والذي كان له شغفًا كبيرًا بالتاريخ والشخصيات التاريخية، والكتاب عبارة عن قائمة اشتملت على أسماء مئة شخص اختارهم الكاتب ورتبهم حسب معايير محددة من وضع الكاتب نفسه، واعتمد على مدى التأثير الذي تركه هؤلاء الأفراد في مسار التاريخ الإنساني، وجاء على قائمة الشخصيات اسم النبي محمد والنبي عيسى وموسى عليهم جميعاً الصلاة والسلام، فضلًا عن شخصيات أخرى بالقائمة.

منهجية الكاتب

  •  اتبع الكاتب أساساً منهجيًا من وضعه في ترتيب الشخصيات واضعًا شروط لاختيارها، ومن هذه الشروط:
  •  ألا تكون شخصيات اسطورية او لا يوجد دليل على وجودها بل اشترط أن تكون شخصية حقيقة.
  •  أن تكون الشخصية مشهورة غير مجهولة، وعميقة الأثر والتأثير على المستوى العالمي وليس الإقليمي فقط.
  •  ألا تكون أحد هذه الشخصيات على قيد الحياة أثناء تأليفه للكتاب.

لمن كتاب الخالدون المئة ؟

ترجمة الكتاب

اضطلع أنيس منصور بترجمة النسخة الأولى من الكتاب والتي صدرت سنة 1978، ولم يذكر اسم الكاتب الأصلي عليها لا على الغلاف الخارجي او الداخلي من الكتاب. كما أن الكثير من النقاد والمترجمين أثبتوا أن ترجمة منصور لم تكن أمينة، فبدءً بالعنوان، فليس ترجمته الخالدون مئة أعظمهم محمد عليه السلام كما تقدم، كما أن في متن الكتاب العديد من التحريفات التي أدخلها انيس منصور على الكتاب ما يجعله ليس ترجمة له.

وليس تحريرًا خالصًا لأنيس منصور في نفس الوقت، كما أن الكاتب أكد على أن هذه القائمة ليست للعظماء ولكنها للشخصيات الأكثر تأثيرًا في التاريخ الإنساني، وقال: “قد أورد أحد الشخصيات وهو شرير لا أقصد من ذلك أنه من العظماء بل قد يكون على درجة كبيرة من الشر وبدون قلب ولكنه ذو تأثير عميق مثل ستالين، في حين لم أذكر القديسة الأم كابريني”.

لمن كتاب الخالدون المئة ؟

دلائل على منهجية الكاتب

يذكر الكاتب مثلاً في عرضه للشخصيات الألماني أدولف هتلر، ويردف لقد وضعت اسم أدولف هتلر ضمن القائمة مع ما يعتريني من القرف” وذلك لأنه اشترط أن يسجل أثر الشخصية وعبقريته دون النظر إلى التقييم الشخصي، بحيث أن هذا الشخص المذكور لم يكن ليحل محله شخص أخر أو يصنع مثل فعله.

كما هو الحال عندما ذكر الرئيس الأمريكي جون كينيدي فقد ذكره لأنه من اتخذ القرار بإطلاق صاروخ الفضاء أبوللو ولم يذكر الرائد الذي وضع قدمه على القمر معللًا ذلك بأن المركبة لم تكن تنطلق لولا قرار الرئيس كيندي، لما في ذلك من تحمل لنفقات كبيرة والجرأة في اتخاذ القرار أما رائد الفضاء نيل ارمسترونج حتى لو لم يكن موجودًا فسيحل محله غيره، فليس لرائد الفضاء في هذا الإنجاز أي فضيلة.

لمن كتاب الخالدون المئة ؟

ملاحظات على الكتاب

لم يذكر الكاتب في قائمة شخصياته من النساء إلا اثنتين وهما الملكة إيزابيلا الأولى والملكة إليزابيث الأولى، ولم يذكر غيرهما، ما يجعل القارئ يعتقد أن الكاتب يقصد من ذلك أنه ليس ثمة تأثير للنساء يذكر في التاريخ الإنساني.

زر الذهاب إلى الأعلى