يعتبر الصيام من أكثر الفرائض التي يقوم بها العبد تطوعاً لإبتغاء رضاء الله وعفوه، وذكره الله بأنه أحب الأعمال إلىه والتي يجازي بها الفرد المسلم عنها خير الجزاء وخير الثواب، ولكي يصح الصوم ويكون صوماً متقبلاً لابد من إستحضار نية الصوم لله تقرباً وحباً في طاعته، ولذلك في هذا المقال نتعرف معاً على مبطلات الصيام حتي يصِّح الصوم ويتقبّله الله منّا.

مفسدات الصوم المتفق عليها
مفسدات الصوم المتفق عليها

مبطلات الصيام المتفق عليها

ذكر الله مبطلات الصيام في القرآن الكريم، وإقتداءً بسنة النبي صلّ اللهُ عليهِ وسلّم نتفادى بعض الأعمال التي تتسبب في بطلان الصيام، وبعضها واضح لا خلاف عليه، وبعضها إختلف فيه العلماء ومنها:

الطعام والشَراب

فُرض الصوم للإبتعاد عن الطعام والشراب بجميع صوره، ويشمل ذلك أي شئ يصل إلى الحَلق ويتم إبتلاعه، لما فيه من منفعة للجسم، ومن يقوم بتناول الطعام يجب عليه القضاء، وهو صوم هذه الأيام في وقت آخر، وقد أباح الله تناول الطعام للمرضى والمسافرين؛ لما فيه من تأثير سلبي على صحة الجسم، وأمر اللهُ سبحانه وتعالى بصوم هذه الأيام في وقت آخر، ويتبين ذلك في قوله:

“فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ ۚ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ۖ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ”. (سورة البقرة آية 187)

الجماع من مبطلات الصيام

وهو أكثر مبطلات الصيام إثماً، وكفارة الجماع أثناء الصيام هي إعتاق رقبة أو صوم شهرين متتابعين أو إطعام ستين مسكيناً، وقد أباح الله الجماع في وقت الإفطار، حتى لا يكون فيه مشقة على الإنسان، وقد أفتَى العلماء بحُرمة الجماع بجميع صوره، إلا الجماع غير المباشر مثل التقبيل والمداعبة، والنوم بجانب الزوجة أثناء الصيام، وفي حالة أن تؤدي إلي الإنزال فإنه من المستحب تجنبها؛ حتى لا يتسبب ذلك في بُطلان الصيام.

“أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَىٰ نِسَائِكُمْ ۚ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ ۗ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتَانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ ۖ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ ۚ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ۖ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ ۚ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ ۗ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ”. (سورة البقرة، آية 187)

مفسدات الصوم المتفق عليها
مبطلات الصيام عند المراة

الإستمناء

وهو نزول المني وقد حرّمه الله لأنه يُعتبر من الشهوات، التي تُبطل الصيام، ومن يفعل ذلك وجب عليه القضاء، وصوم هذا اليوم في وقتٍ لاحق، ولذا يجب الإمتناع عن كل ما يُثير الشهوة ويؤدي للإنزال حتى لا يُبطل الصيام.

التقيؤ عن قصد

وهو ما يقوم به الإنسان لكي يتقيأ بدون سبب، مثل وضع الإصبع في الفم، وتعمُّد النظر إلى الأشياء المقززة، وتعمُّد شم الروائح الكريهة عن قصد التي تؤدي إلى التقيؤ.

الحجامة

تقوم فكرة الحجامة على إخراج الدم الفاسد من الجسم، وقد حرّمها الله أثناء الصيام، لما فيها من ضرر خروج الدم على الصائم، الذي يؤدي إلى الضعف والشعور بالدوار نظراً لنقص الدم، وقد أمرنا الرسول الكريم بتجنبها أثناء الصيام، حتي لا يقع الضرر على الصائم.

نزول دم الحيض والنفاس من مبطلات الصيام للمرأة

وقد حرم الله على النساء الصوم أثناء فترة الحيض والنفاس، لما فيه من ضرر بالغ على صحة المرأة، نظراً لما تعانيه المرأة أثناء هذه الفترة، وتأثير خروج الدم من الجسم، وقد وجب على المرأة أن تصوم هذه الأيام في وقت آخر.

شاركها.