محللان سياسيان: زيارة الملك بداية لخطوات كبيرة

اتّفق محللان سياسيان، على أهمية زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى موسكو، سواء على صعيد تعزيز مكانة المملكة عالميًّا، أو في ما يتصل بالتعاون الثنائي بين المملكة وروسيا. وقال الكاتب والمحلل السياسي سليمان العقيلي: إن “الزيارة ستناقش بعض الأمور السياسية المهمة والمشتركة، مثل النظرة نحو الأمن والاستقرار ومكافحة الإرهاب، واستقرار أسعار النفط والمصالح الاقتصادية، حيث إن الرياض وموسكو تواجهان تحديات جمّة لنقل العلاقات بينهما إلى مستوى جديد”. وأضاف أن الطرفين يحتفظان بوجهات نظر متباينة في بعض الأزمات، مثل القضية السورية والدور الايراني المثير للاضطرابات في المنطقة.

وتابع: “نتمنى أن يكون الحوار الاستراتيجي الذي قاده ولي العهد الأمير محمد بن سلمان مع روسيا، قد آتى ثماره التي ربما تظهر ملامحها الأولية بعد زيارة الملك، إضافة إلى أن موسكو المحرومة من المياه الدافئة في الجزيرة العربية -بعد سقوط الاتحاد السوفياتي وقيام الوحدة اليمنية وفقدان ميناء عدن على بحر العرب- تتطلع إلى المنافع الاقتصادية مع السعودية ودول الخليج، عبر شراكة متينة مع مجلس التعاون بخاصة، في ظل إشارات عن توسّعه ليشمل اليمن”. وأكّد العقيلي أن روسيا ترى في السعودية البوابة الحقيقية للتأثير في الخليج والجزيرة العربية، وبدون علاقة متميزة معها، فإن روسيا لن تتمكن من تعزيز حضورها الشرق أوسطيّ، الذي فرضته بقوة النار في سوريا. وذكر العقيلي أن من أهم النقاط التي ستناقش خلال زيارة الملك، يأتي ملف النفط وسوريا… و”من الطبيعي أيضًا مناقشة موضوع قطر وعلاقة البلدين معًا”.

ووفقًا لصحيفة عاجل قال: إن “السعودية تعتبر الآن حليفًا استراتيجيًّا للولايات المتحدة، وهذا الأمر له دور كبير في طبيعة العلاقات السعودية – الروسية”. لافتًا إلى أن “تحالف موسكو مع المحور الإيراني ودعمها لطهران وحلفائها بما يخلّ بموازين القوى الدقيقة بالمنطقة، ربما كان أحد معوقات تطوير علاقات البلدين”. أما المحلل السياسي الدكتور أحمد الركبان، فقال: “من الطبيعي أن يحظى الملك سلمان في هذه الزيارة باهتمام كبير، باعتبار أن السعودية لها تأثير اقتصادي ودولي، فضلًا عن دورها على المستويين العربي والخليجي، خاصة في الأربع السنوات الأخيرة، حيث بات تأثيرها كبيرًا في السياسة الدولية”. وأضاف أن جدول أعمال هذه الزيارة، تم إعداده بشكل متكامل، وما يهمّ فيها أن المملكة تدير العالم اقتصاديًّا، سواء على مستوى البترول أو السوق العالمية.

وقال، إن زيارة الملك سلمان تمثّل لروسيا منعطفًا خاصًّا، لأن “خادم الحرمين استطاع استقطاب العالم الإسلامي، وأن يجمع الحشد العربي ضد التمدد الإيراني من خلال الحوثيين”. ورأى الركبان، أن الفضية السورية ستكون من المحاور الرئيسة لهذه الزيارة، وخاصة ما يتصل بالموقف من بشار الأسد، الذي دمّر شعبه، هذا إلى جانب مناقشة التدخّلات الإيرانية في العراق وسوريا واليمن، على اعتبار أن روسيا تستخدم عادةً حق الفيتو، كلما حاولت القوى الكبرى حلّ هذه القضايا. فضلًا عن ذلك، قال الركبان، إن هناك مجموعة من الاتفاقيات (اقتصادية وعسكرية) ستوقّع بين البلدين. مضيفًا أن روسيا تعلم أن أي اتّفاق مع السعودية سيصعد بالعملية الاقتصادية لديها.

زر الذهاب إلى الأعلى