مطويات عن موهبة
الموهبة هي أحد نعم الله عز وجل علينا، فهي تُعد بمثابة المنحة التي يمنحها الله لعبده ليتميز بها عن سائر الخلق، ولذا فيجب علينا تقدير تلك المنحة ولا نستخدمها فيما يغضبه، بل علينا أن نُنميها ونستمد منها ما نحتاجه من ثقة نواجه بها تحديات الحياة، وتُعد الموهبة من أهم القدرات التي يتميز بها الفرد، فهي تُعتبر أحد محاور تشكيل الشخصية لدى الإنسان، حيث يكتسب من خلالها الثقة بالنفس، والتي من خلاله يمكنه دائماً تحيق ذاته وإثبات جدارته وتميّزه في مجال يحبه ويرغب في إكمال مسيرته فيه، ويوجد العديد من الأساليب الحديثة التي أصبحت تتبع في عصرنا لتنمية الموهبة وإبرازها، وفي مقالنا اليوم نهتم فيه بتقديم مطويات عن الموهبة وكيفية إكتشاف المواهب وتنميتها داخل الفرد.
تعريف الموهبة
الموهبة هي قدرة وبراعة إستثنائية يمتلكها الفرد في مجالٍ ما، كما يمكن أن يمتلك الفرد أكثر من موهبة في عدَّة مجالات مختلفة، والموهبة تعني التطور والإبداع في إستخدام العقل في هذا المجال، وهي قدرة الإنسان على إستخدام ذكائه وقدراته الجسدية في إظهار براعته.
ويمكننا تعريف الموهبة بطريقة مختصرة على أنها قدرة فطرية إستثنائية لدى الإنسان يستطيع من خلالها إبراز قدراته في إحدى المجالات، وقد تكون تلك القدرة بدنية أو عقلية، مكتسبة أو موروثة.
كيفية إكتشاف الموهبة
من خلال أفراد الأسرة
يُعد أفراد الأسرة أكثر الأشخاص ثقةً لإكتشاف الموهبة، حيث يتعايشون مع الفرد الموهوب معظم أوقاته ويلاحظون تصرفاته وقدراته التي من خلالها يستطيعون إكتشاف موهبته، ونستنتج من هذا أن الأسرة يقع عليها الجزء الأكبر من مسؤلية إكتشاف موهبة أبنائهم، ولذا يجب على كل أب وكل أم رصد مهارات أبنائهم في المجالات المختلفة ومحاولة تقديم العون لهم ومشاركة تلك القدرات مع المتخصصين في مدرستهم؛ لكي يتم إكتشاف مواهبهم في وقت مبكر، وليكون لديهم متسع من الوقت لتنمية تلك الموهبة.
من خلال المعلمين
فتقع مسؤلية إكتشاف موهبة الطالب على عاتق المعلم أيضاً، فعليه التعرف على سمات كل طالب وإتجاهاته، كما تقع علية مسؤلية معرفة ما هي ميول كل طالب وإستغلالها بشكل صحيح في إكتشاف ما لديه من مواهب، ويحدث هذا من خلال التالي:
- من خلال عمل تجمعات للطلبة للقيام فيها بمختلف الأنشطة؛ ليعبر من خلالها كل طالب عن قدراته ورغباته.
- فتح مختلف المجالات وإعطاء فرص متساوية لكل طالب للتعبير عن نفسه بكل أريحية.
- عدم الضغط على الطالب للتميز في مجال ليس لديه ميول تجاهه، كأن نلزمه بالتميز في الرسم وهو لا يفضله كموهبة ولا توجد لديه الرغبة في إستخدام الألوان.
- مساعدة الطالب على التوفيق بين المواد الدراسية والأنشطة المتنوعة؛ حتى يتيح لكل طالب تحديد موهبته وميوله.
- السماح للطالب بالتعبير عن نفسه بكل حرية؛ لكي يتمكن من إظهار ما لديه من موهبه.
من خلال الأصدقاء والمقربين
فيوجد فحياة كل إنسان مجموعة من الأفراد المقربين إليه والذين يميل إلى الإجتماع معهم ومقابلتهم في معظم الأوقات، ويتمثل هؤلاء المقربون في الأصدقاء، والأقرباء، وبعض زملاء العمل أو الدراسة، فتلك الفئة دائماً ما يرغب الفرد في عرض قدراته أمامهم، ولهذا يمكن أن يتم إكتشاف موهبته أولاً من قِبل أصدقائه، حيث يلاحظون أهم الأمور التي يتميز بها صديقهم ويستطيعون من خلالها تحديد موهبته وإكتشافها، كما يقدم الأصدقاء أيضاً الدعم النفسي له ويعطونه آرائهم بكل وضوح؛ حتي يستطيع التعرف على مدى قدرته على تطوير موهبته.
أبرز ما يتميز به الإنسان الموهوب
- يكون في الغالب محب للإستطلاع ولديه دائماً الرغبة في إكتساب المعرفة.
- كما يكون حريص على إكتشاف الأمور الجديدة والبحث في محتواها.
- دائماً ما يعبر عن رؤيته للأمور بكل وضوح، كما يُعبِّر عن رأيه بكل جراءة مع مراعاة شعور الآخرين.
- يتميز بكونه مرهف الإحساس ولديه حس عالي لرؤية كل ما هو جميل.
- غالباً ما يتمتع بثقة عالية بالنفس مع مرونة في التفكير وإستقبال الآراء المختلفة.
- يتمتع بالذكاء، وسرعة البديهة، وقدرة مميزة على حل المشاكل التي تواجهه من خلال أفكاره وإستخدام خياله الواسع.
- لديه قدرة عالية على إدارة المهام.
- معظم من لديهم موهبة يتمتعون بشخصية إجتماعية محبوبة من الجميع.
- الموهوبون يتمتعون عادةً بحس فكاهي وروح الدعابة مع قدرة مميزة على لفت الإنتباه.
- يكون لديه حس المغامرة للتعرف على كل ما هو جديد، والتي يقابلها عدم الرغبة في القيام بالمهام الروتينية.
- كما يتميز الموهوب بقوة الذاكرة وشدّة الملاحظة.
- وأيضاً يتسم بصفة الصبر على تحقيق ما يريد الوصول إليه، ويسعى بشتَّى الطرق لإتمام عمله بإتقان.
كيفية تنمية الموهبة
تقوم التربية الحديثة بدور كبير في تنمية الموهبة ووصولها إلى درجة كبيرة من التطور، خاصةً عند الأطفال، حيث تُعد مرحلة الطفولة أولى مراحل ظهور الموهبة، ونجد تنمية موهبة الطفل يحدث بشكل أسرع في حالة إستخدام مطويات عن الموهبة وما يشبهها من منشورات ولوحات جدارية، وفي التالي نعرض لكم كيفية تطوير الموهبة:
عبر أنشطة المدرسة
فالمدرسة تُعد من أحد أكثر الأماكن التي يتواجد بها الإنسان طيلة حياته، سواء في طفولته أو في مرحلة البلوغ، ولذا يجب إستغلال الوقت الذي يقضيه الطالب في المدرسة ومساعدته على تنمية موهبته، وهذا من خلال توفير مطويات عن الموهبة واللوحات الجدارية التي تحث الطالب على تنمية موهبته وعدم إهمالها, كما ينبغي على المعلمين بالمدرسة والمشرفين الإهتمام بمواهب الطلبة من خلال بعض الأنشطة الإضافية والمحاضرات الثقافية، كما يجب الإهتمام بالمواهب التي يتم إكتشافها من خلال دروس الرسم، والموسيقى، والرياضة وما يشبهها من أنشطه أقرتها وزارة التعليم بكل مدارس الدولة.
عبر التشجيع
تشجيع الفرد له دور كبير في تنمية موهبته بشكل ملحوظ، فيجب علي كل المحيطين به تشجيعه، ودعمه، وتقديم النصح أيضاً إذا لزم الأمر، وهذا لأن الفرد الموهوب يكون في أمس الحاجة لآراء من حوله من الأقارب والأصدقاء في مستوى الموهبة لديه، فعلينا حينها أن نعزز من رغبته على تطوير ما يمتلكه من موهبة من خلال إبداء الرأي بطريقة مشجعة، والإبتعاد عن إبداء الآراء التي تؤدِّي إلى إحباطه وفقدانه لثقته بنفسه.
عبر توفير المناخ اللازم بالمنزل
ولأن المنزل يعد المكان الذي يجتمع به الفرد مع أفراد أسرته، فيلزم على أفراد الأسرة توفير المناخ اللازم له لكي يتمكن من تنمية موهبته، ويكون هذا أيضاً من خلال دعمه نفسياً وتوفير غرفة مخصصة له إذا كان في الإمكان فعل هذا، كما يتم هذا من خلال توفيز الأدوات والمستلزمات التي تساعدة في تحقيق التطور الذي يرغب في الوصول إليه، وفي حالة إذا ما كان الفرد الموهوب بالأسرة في مرحلة الطفولة يمكن دعمه من خلال تقديم الهدايا العينية أو الرمزية؛ حتى يشعر الطفل بتقبل الأهل لموهبته فيعمل جاهداً على تحقيق ذاته من خلالها ليسعدهم ويدخل الفرح والسرور علي نفوسهم.
عبر الدورات التدريبة
ونتيجة لنشر الوعي بين أفراد المجتمع، نجد قيام العديد من المؤسسات بتوفير الدورات التدريبة التي تساعد في تنمية المواهب وتطويرها، فتكون تلك الدورات لتنمية مهارات الرسم، أو الموسيقى، أو التمثيل وغيرهم الكثير من المواهب، ويكون هذا من خلال إستخدام أساليب حديثة متطورة وتحت إشراف أساتذة في هذا المجال يجيدون كيفية التعامل مع كل مختلف الأطياف من الموهوبين.
