موريشيوس .. جزيرة للاستجمام في أحضان الطبيعة

تشتهر جزيرة موريشيوس على خريطة السياحة العالمية بأنها واحدة من جزر الأحلام حول العالم، حيث تعد الجزيرة الواقعة في المحيط الهندي بمثابة جنة رائعة للراغبين في الاسترخاء والاستجمام في أحضان الطبيعة، وذلك لما تزخر به من مناظر بديعة وشواطئ خلابة. ويهيمن اللون الأزرق على الأجواء في جزيرة موريشيوس، حيث تبدو السماء بلون أزرق لا يوجد في مكان آخر، ففي الصباح يظهر اللون الأزرق السماوي، وفي الظهيرة يتجلى اللون الأزرق الفاتح، وخلال فترة ما بعد الظهيرة يظهر اللون الأزرق ممتزجاً بالغيوم البيضاء، كما تحيط بالجزيرة المياه الزرقاء الرقراقة، والتي تتنوع درجات اللون بها بدءاً من اللون الفيروزي مروراً بدرجة اللون السماوي وانتهاء باللون الأزرق المشوب بالرمادي.

وتشتهر جزيرة موريشيوس بالعديد من الفنادق الفخمة والشواطئ البديعة والأجواء الساحرة، وبطبيعة الحال تتكلف الرحلات السياحية إلى هذه الجزيرة الكثير من الأموال، ولكن هناك الكثير من الأماكن في الجزيرة، التي تتيح للسياح الاستمتاع بجمال الطبيعة بتكلفة منخفضة، حيث يمكن الإقامة في المنازل الجميلة أو المساكن والشقق، التي يخدم فيها السياح أنفسهم، علاوة على إمكانية التوفير في نفقات الرحلات من خلال قيام السياح باستكشاف الجزيرة بأنفسهم.

جراند باي
وتنتشر الفنادق والمنتجعات السياحية الكبيرة في شرق الجزيرة، ولكن في منطقة “جراند باي” الواقعة في شمال الجزيرة يمكن للسياح الإقامة في أماكن أقل تكلفة وأكثر أصالة في موريشيوس، حيث تحظى هذه المنطقة بشعبية كبيرة لدى السكان المحليين بفضل انتشار المطاعم والنوادي، وإذا رغب السياح في مزيد من الهدوء، فيمكنهم استئجار منزل على أطراف القرية باتجاه منطقة “بوينت أوكس كانونيرز”.

ومع الغروب يتجمع الرجال على الرصيف المطل على مياه المحيط كل يوم، لممارسة هواية الصيد، وتصدح في الأجواء الأغنيات العاطفية، ويجلس الرجال من كبار السن على المقاعد البلاستيكية البيضاء ويتجاذبون أطراف الحديث حول الصيد، في حين يمرح الأطفال الصغار بدراجاتهم الهوائية أمام الجالسين على الشاطئ.

ويمكن للسياح التجول عبر مسار صغير يمتد لمسافة كيلومتر بين الصخور، ولكن الأمر الأكثر متعة هو شراء بعض المشروبات من السوبرماركت الصغير، والانضمام إلى جموع الناس في المنطقة المزدحمة، ويشعر السياح هنا بسعادة بالغة، حيث أوضح المرشد السياحي سمير تاكون أن السكان في جزيرة موريشيوس يعتمدون في معيشتهم على النشاط السياحي، ولكنهم لا يجبرون السياح على دفع أي شيء.

ومع مواصلة المسير باتجاه الشرق يصل السياح إلى وسط مدينة جراند باي؛ حيث تبدأ رحلات القارب المزدوج كل صباح، وينطلق ما يقرب من عشرة قوارب في مياه المحيط الهندي، ويحظى السياح على متن هذه الرحلات بوجبة الغداء والمشروبات والكثير من الفقرات الترفيهية بحسب جودة كل قارب، وتمر الرحلة بعد ساعة ونصف تقريبا على الجزيرة الصخرية جونرس كوين، حتى تصل الرحلة إلى الجزر غير المأهولة إيل بلات وإيل جابرييل لإتاحة الفرصة أمام السياح للسباحة في المياه والاستجمام.

ومع توافر بعض الحظ وحسب الموسم السياحي يمكن مشاهدة بعض الدلافين والحيتان في هذه المنطقة، وبالتالي يتم توفير بعض نفقات القيام برحلات إضافية لمشاهدة الحيتان والدلافين.

وتعتبر القوارب الشراعية بمثابة الرياضة الوطنية في موريشيوس، ويمكن للسياح الاستمتاع بهذه الجولات، حيث تقام سباقات القوارب في العديد من الأماكن المتنوعة بالجزيرة، وفي بعض الأحيان يتطور الأمر إلى مهرجان شعبي صغير يتخلله بعض عروض الطهي.

أجمل شاطىء
وعند الرغبة في السباحة بالقرب من الشعاب المرجانية البيضاء، فإنه يتعين على السياح التوجه إلى خليج بلو باي؛ حيث أكد المرشد السياحي سمير تاكون أنه يعد أجمل شاطئ عام في الجزيرة، ويشهد ازدحاما كبيرا خلال نهاية الأسبوع بسبب تدفق السكان المحليين، ولكنه تسوده أجواء البهجة والمرح مع انتشار الأغنيات الموسيقية في كل مكان.

وهناك العديد من الفنادق والمنتجعات السياحية تقوم بتنظيم رحلات يومية إلى خليج بلو باي، ويمكن للسياح من خلال القوارب الزجاجية التجول في الخليج ومشاهدة الشعاب المرجانية البيضاء، ويمكن للسياح في بعض الأحيان طلب توقف القارب لمدة قصيرة من أجل السباحة والغوص وسط الشعاب المرجانية البديعة.

وتعد حديقة النباتات “بامبلموسز” من المعالم السياحية الرئيسية في شمال موريشيوس، وتعتبر أقدم حديقة من هذا النوع في نصف الكرة الجنوبي، ومن الأفضل قضاء نصف يوم في هذه الحديقة وزيارة السلحفاة العملاقة في وسط الحديقة. كما يقع متحف “أفنتيور دو سوكر” بالقرب من حديقة النباتات، ويحكي هذا المتحف المثير تاريخ الجزيرة ومحصولها الرئيسي قصب السكر، وتنتهي الجولة داخل المتحف الصغير بتذوق السكر، وبعد ذلك يمكن للسياح الاستمتاع بالتنزه سيراً على الأقدام في الحدائق المطلة على نهر “ريفير بابتيست”.

جبل “لي مورن برابانت”
وتوفر موريشيوس لعشاق المناظر الجبلية الخضراء فرصة لالتقاط بعض الصور البديعة؛ حيث يظهر جبل “لي مورن برابانت”، الذي يبلغ ارتفاعه 556 مترا، على شعار جزيرة موريشيوس، ويمكن للسياح التجول على هذا الجبل بدون مرشد سياحي، وكلما صعد السياح لأعلى الجبل، تطغى الطبيعة الصخرية الجرداء على المشهد الطبيعي.

وتستمر هذه الجولة لمدة ساعتين ونصف في ظل درجة حرارة تبلغ 35 مئوية، وخلال رحلة صعود الجبل يمكن للسياح الاستمتاع بإطلالة رائعة على المناظر الطبيعية الخلابة في الجزيرة؛ حيث يمتد المنظر ليشمل المنحدرات ذات اللون الأخضر الداكن والشواطئ الرملية البيضاء والمياه الفيروزية الرقراقة في الخلجان الضحلة، والتي تظهر من ورائها المياه الزرقاء والسماء الصافية.

زر الذهاب إلى الأعلى