موضوع تعبير عن أهمية المدرسة

أهمية المدرسة

المدرسة هي البيت الثاني، وهي أول منازل طلب العلم، والسلّم الذي نصعد درجاته واحدةً تلو الأخرى كي نبلغ أعلى مراتب المجد، وهي الموئل الذي منه بدأنا نتهجى فيه حروف الأبجدية، ونتعلم فنون القراءة والكتابة والحساب، وفي المدرسة أيضاً نتعلم أصول الحياة، فهي تُربينا وتعلمنا في الوقت ذاته، وهي التي تصقل شخصيتنا كي نُصبح أكثر وعياً وإدراكاً، ففيها ندرج أولى خطواتنا نحو المستقبل الذي ترسمه لنا بدقةٍ كبيرةٍ، لنكون تلاميذاً نًجباء نعرف من أين نبدأ ومن أي الدروب نمضي، فدون المدرسة نغدو كشجرةٍ عارية بلا ثمر.

تحتلّ المدرسة أهميةً كبرى في حياة جميع الناس، فهي بالإضافة إلى أنها منهلٌ للعلم والثقافة، فهي أيضاً مكانٌ لتكوين الصداقات والذكريات، فليس أجمل وأبقى من صداقات أبناء الصف الواحد الذين يتشاركون همومهم وأفراحهم وأحزانهم وضحكاتهم، ويتشاركون معاً دروسهم وواجباتهم، وأحياناً يُطلقون تعليقاتهم الطفولية على المواد الدراسية، وما من مكانٍ يُتيح لنا هذا الكم الهائل من الفرح الجميل إلا المدرسة.

في المدرسة يتولد شعورٌ رائع يتجدد في كل صباحٍ نتوجه فيه إليها، فمجرد الاستيقاظ مبكراً والوقوف في الطابور الصباحي، يجعلنا نعتاد رغماً عنا على حياة الانضباط والالتزام، ونتعلم أيضاً كيفية الاعتماد على النفس، وكيف نكون واثقين من قدراتنا، وفيها أيضاً ننمي مواهبنا ونُشعل قناديل الإبداع، فالمعلمون هم بمثابة آبائنا وأمهاتنا الذين يحرصون على أن يُقدموا لنا أفضل ما لديهم من علم، وهم الذين يُجيبون كل أسئلتنا التي تدور في أذهاننا ليزيلوا عنا ظلمة الجهل ويُدخلوننا في أجواء العلم والمعرفة، فالمدرسة أكثر من مكان، بل هي حياة كاملة نُمارس فيها أطوراً كثيرةً ونقطع فيها أشواطاً كبيرةً من حياتنا، لذلك مهما تنقلنا في محطات حياتنا، ومهما تعددت الأماكن التي نتعلم فيها ونتلقى فيها المعرفة، ستظلّ المدرسة هي البذرة الأولى التي ننبت منها لنصبح أشجاراً قويةً بجذورٍ متينة وقوية.

مهما حاولنا أن نُحصي ما تقدمه لنا المدرسة من فوائد، فلن نتمكن من أن نوفيها حقها، ولذلك تُعتبر المدرسة نعمة كبيرة، يُحرم منها الكثيرون من الأشخاص، لذلك علينا أن نصونها ونُقدر قيمتها وأن نلتزم بالذهاب إليها وتنفيذ كل واجباتنا ونحفظ دروسنا التي نتلقاها فيها، وعلينا أن نُحافظ على نظافتها وأن نحترم معلمينا، فالمدرسة كيانٌ كامل يتكون من أشياء كثيرة، وكي يبقى هذا الكيان منارةً للعلم والمعرفة، علينا أن نُحافظ عليه ليظلّ مكاناً يليق بنور العلم وتدريس الأجيال وتربيتهم وتثقيفهم، فلولا وجود المدرسة لدخلنا في دوامةٍ كبيرةٍ مليئةٍ بالجهل.

زر الذهاب إلى الأعلى