تعتبر المحبة والتسامح أحد المبادئ الأساسيّة الإنسانيّة والتي يدعو إليها الدين الإسلامي، قال الله سبحانه وتعالى: (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ)، وتتجسد المسامحة في  نسيان الأحداث المؤلمة التي وقعت للإنسان أو سببها له أحد آخر، إضافة إلى تخليه عن رغبته برد الأذى أو أخذ حقه من هذا الشخص ليس ضعفاً منه وإنما من مبدأ الإحسان والتسامح، أما المحبة فإنها المفتاح إلى القلوب وهي ما يوثق العلاقات ويقويها بين الأشخاص، ويعتبر كلا المبدأين مهماً للمجتمع، فهما أحد اللبنات الأساسية للمجتمع والتي يجدر على الجميع أن يحافظ عليها كي يبقى قوياً وصلباً.

فيما يخص التسامح فإنه يتحقق من خلال مجموعة من الخطوات الأساسية، والتي تبدأ بإدراك الفرد لأهمية أن يكون شخصاً متسامحاً وهذا ما سيساعده على توليد الرغبة بداخله ليكون كذلك، ومن ثم فإن الاستفادة من التجارب التي مر بها وخاضها في حياته، وبعد خوض تلك التجارب فإنه يجب عليه الاحتفاظ بالمهارة التي نالها من تلك التجربة فالتركيز على النتيجة كفيل بأن يخفي الأحاسيس والمشاعر السلبيّة التي يكنها الشخص لغيره، كما أن محاولة التخلّص من تلك المشاعر السلبية والسيئة يسهل من تحقيق التسامح، وتأتي الخطوة الأخيرة في تحقيق التسامح على هيئة الفعل، أي أن الشخص المتسامح يقوم باتخاذ القرار بالتصرف الصحيح ومسامحة الآخرين حيث أن اتخاذ القرار والإصرار على تنفيذه أمراً يتطلب مجهوداً من الشخص، وبعد أن يصبح الشخص متسامحاً فإنه سينعم بالأجر والنتيجة في الدنيا والآخرة وسينعكس ذلك إيجاباً على محبة الناس له.

أما المحبة، فإنها الوسيلة لصنع المعجزات، ويوجد أنواع عدة للمحبة وهي مهمة بجميع أشكالها، ابتداءً من محبة الله عز وجل، ومروراً بمحبة الأنبياء والمرسلين والوالدين والأقارب والأصدقاء والأشخاص من حوله، ويجب عليه ألا يغفل عن محبة ذاته، فمتى أحب الشخص نفسه فإنه يسعى لأن يكون بأفضل حال وظروف وهذا ما يجعله يقدم للسعي قدماً في تحقيق أهدافه، وكما يقال: ” أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم، فطالما استعبد الإنسان إحسان”، ومحبة الناس هي أحد أشكال الإحسان إليهم، ومن خلال محبة الناس فإننا نستطيع لمس الجانب الطيب والجميل منهم، كما أن هذا الشعور يعزز من قدرة الشخص على تجاوز أخطاء من حوله وبالتالي استمرار العلاقات.

وتجدر الإشارة إلى أن نبينا وقدوتنا محمد صلى الله عليه وسلم كان يتصف بخلقي المحبة والتسامح، وقد أحسن لقومه قريش عندما أساءوا إليه أي أنه قابل الإساءة بالإحسان، وكانت أخلاقه هي منارة يقتدي بها صحابته والناس من بعده، ومن هنا جاءت أهمية وضرورة اقتدائنا بتلك الصفات.

شاركها.