هل تعرف الشيطان عاري الصدر

لقبه أعداؤه  بالشيطان عاري الصدر ، كان من أجلاء الصحابة رضوان الله عليهم جميعاً ، و صحابة رسول الله صلى الله عليه و سلم كلهم عدول ، و هم كالنجوم من اقتدى بهم فقد اهتدى ، فقد نصروا الدين و بلغوا أمانة الله الى الخلق ، و باعوا دنياهم بآخرتهم ، و تركوا الأوطان و الأهل ، و فارقوا مواطن الصبا ، و ساحوا في الأرض يجاهدون في سبيل الله ، يبلغون رسالة الله الى الخلق .

الشيطان عاري الصدر
الشيطان عاري الصدر

من هو الشيطان عاري الصدر

هو الصحابي الجليل ضرار بن الأزور رضي الله عنه وأرضاه ، و هو  مالك بن أوس بن جذيمة بن ربيعة بن مالك بن ثعلبة بن أسد بن دودان بن أسد بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، الأسدي.

و ضرار بن الأزور رضي الله عنه ، أسلم متأخراً بعد فتح مكة ، لكنه ثبت على الدين و كان قلبه قلب صادق ، و لم يغير و لم بدل بعد رسول الله صلى الله عليه و سلم .

فضل ضرار بن الأزور

عندما أسلم ضرار كان من أكثر الناس مالاً ، حتى كان يقال أنه كان لديه ألف بعير ترعى في المراعي ، لكنه ترك كل ذلك المال ، و باع نفسه لله و رسوله ، و أقبل على الإسلام بكليته ، وقد قال له رسول الله صلى الله عليه و سلم ألا تُغبن صفقته ، فقال له ” ما غُبنت صفقتك يا ضرار” أي ما خسرت صفقتك يا ضرار .

و لما قدم على رسول الله صلى الله عليه و سلم مسلماً قال شعراً

خلعت القداح وعزف القي… ن والخمر أشربها والثمالا

وكري المحبر في غمرة… وجهدي على المسلمين القتالا

وقالت جميلة: شتتن… وطرحت أهلك شتى شمالا

فيا رب لا أغبنن صفقتي… فقد بعت أهلي ومالي بدالا .

ضرار بن الأزور بعد رسول الله

بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ارتدت معظم العرب ، حيث كان الإسلام لا يزال جديداً في قلوبهم ، لم يخالط شغاف نفوسهم ، فرجعت جزيرة العرب القهقرى ، لإلا مكة و المدينة و الطائف ، و كان من الصحابة الذين ثبتوا في الفتنة سيدنا ضرار بن الأزور ، فكان احد القادة في معارك المرتدين تحت قيادة سيف الله خالد بن الوليد .

الشيطان عاري الصدر .
الشيطان عاري الصدر .

معركة اليمامة

لم يلقب ضرار بن الأزور بالشيطان عاري الصدر إلا متأخراً في معاركه مع الروم ، لكنه في معارك المرتدين كان مع خالد بن الوليد ينفذ أوامره و يقود الجند ، و هو الذي قتل مالك بن نويرة الذي كان من جملة المرتدين ، حيث أتى به خالد ليتبين إسلامه من كفره ، و كان سيد قومه ، فقال لخالد و هو يحادثه :  يقول صاحبكم ، يعني رسول الله صلى الله عليه و سلم ، فقال له خالد بن الوليد : أوليس لك بصاحب ، يا ضرار اضرب عنقه ، فقام ضرار بقتله .

و في معركة اليمامة و كانت معركة شديدة على المسلمين ، فقد كان جيش مسيلة الكذاب من أكبر الجيوش التي و اجهت المسلمين ، فقد تجمع بنو حنيفة قوم مسيلمة و من حالفهم من القبائل في جيش يربو على أربعين ألف مقاتل ، و ثبتوا للمسلمين ، و اشتد القتال ، حتى فتح الله على المسلمين ومنحهم أكتاف عدوهم يقتلون و يأسرون ، و كان ضرار بن الأزور رضي الله عنه من المقاتلين المشهود لهم في المعركة ، فقاتل قتالاً عنيفاً رضي الله عنه، و يقال انه أصيب اصابة بالغة في ساقيه ، لكنه أكمل القتال حتى فتح الله للمسلمين و اقتحموا على جيش مسيلمة الكذاب الحديقة التي تحصنوا بها ، و أعملوا فيهم السيف ، حتى لم تقم لبني حنيفة قومة أخرى .

لقب الشيطان عاري الصدر

هذا اللقب لقبه الروم لضرار بن الأزور ، فقد لقبوه بالشيطان عاري الصدر ، و أصل هذا اللقب الذي أرعب الروم و أفزعهم ، أنه في معركة أجنادين كان عدد الروم يزيد بأضعاف على عدد المسلمين ، و اشتد القتال بين المسلمين و بين عدوهم .

و لما اشتد القتال و أحس ضرار بن الأزور بثقل حركته في القتال بسبب الدرع الذي على صدره و الحديد الذي يلبسه ، قام بنزع الدرع عنه ، و خلع عن جسمه الحديد ، و قاتل الروم و هو عاري الصدر ، و أعمل فيهم السيف و انغمس في جيش الروم بشجاعة منقطعة النظير ، فتحاماه الروم ، و فزعوا من ذلك المقاتل الذي يقاتل في وسط جيشهم و هو بلا درع و لا قميص من الحديد ، فأطلقوا عليه الشيطان عاري الصدر ، و انتشر هذا اللقب في جيش الروم وأصبح علامة فزع لهم .

ضرار بن الازور يقتل وردان قائد الروم

كان يقود الروم في معركة اجنادين قائد من الروم يسمى وردان ، وكان وردان هذا من شجعان الروم و أقويائهم ، لكن ضرار بن الأزور دخل في جيش الروم و حمل على قلب الجيش الرومي ، حتى وصل الى خيمة القائد وردان ، و الذي ما أن رآه بلا درع و لا حديد حتى علم انه أمام من لقبوه بالشيطان عاري الصدر ، فارتجف رعباً ، و تقاتل مع ضرار بن الازور ، و ما هي الا دقائق حتى كان ضرار بن الازور قد قضى عليه ، و تشتت جيش الروم بعدها .

و يقول ضرار بن الأزور في قتاله مع الروم :

لك الحمد يا مولاي في كل ساعة         مفرج أحزاني وهمي وكربتي
نلت ما أرجوه من كل راحة              وجمعت شملي ثم أبرأت علتي
سأفني كلاب الروم في كل معركة       وذلك والرحمن أكبر همتي
ويل كلب الروم إن ظفرت يدي           به سوف أصليه الحسام بنقمتي
وأتركهم قتلى جميعاً على الثرى          كما رمة في الأرض من عظم ضربتي .

وفاة ضرار بن الأزور رضي الله عنه

استمر ضرار بن الأزور في القتال و في فتوح الشام ، حتى فتح دمشق و الأردن و فلسطين مع المسلمين ، و توفي رضي الله عنه على الراجح في طاعون عمواس الذي وقع في بلاد الشام في خلافة عمر بن الخطاب ، و دفن هناك رضي الله عنه وأرضاه .

هذا هو أصل اطلاق لقب الشيطان عاري الصدر على الصحابي الجليل ضرار بن الأزور ، بطل الإسلام ، و فارس المسلمين .

الشيطان عاري الصدر .
الشيطان عاري الصدر .

زر الذهاب إلى الأعلى