هل تعرف مؤذنو الرسول غير بلال

الآذان من شعائر الإسلام الظاهرة ، و الآذان لغة هو الإعلام ،  وشرعاً هو الإعلام بدخول وقت الصلاة ، و قد اتخذ رسول الله صلى الله عليه و سلم في حياته أربعة مؤذنين ، منهم سيدنا بلال بن رباح رضي الله عنه ، و لكن هل تعرف الثلاثة مؤذنين الآخرين ، و من هم ؟ سوف نعطي نبذة يسيرة عن كل صحابي من المؤذنين الثلاثة .

مؤذنو الرسول غير بلال

مؤذنوا الرسول غير بلال
مؤذنوا الرسول غير بلال

1 – عبد الله بن أم مكتوم

و قيل اسمه عمرو بن ام مكتوم ، الصحابي الجليل ، الكفيف البصر ، و كان من السابقين الى الاسلام رضي الله عنه ، و هو ابن خال السيدة خديجة رضي الله عنها .

أتى جبريل عليه السلام رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده ابن أم مكتوم فقال: “متى ذهب بصرُك؟” قال: وأنا غلام، فقال: “قال الله تبارك وتعالى: إذا ما أخذتُ كريمة عبدي لم أجِدْ له بها جزاءً إلا الجنة”, وعندما نزل قوله تعالى: {لا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ}

قال عبد الله بن أم مكتوم: “أيْ ربِّ أَنْزِل عُذري”, فأنزل الله: {غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ} [النساء: 95].

فجُعِلَتْ بينهما وكان بعد ذلك يغزو فيقول: “ادفعوا إليّ اللواء، فإنّي أعمى لا أستطيع أن أفرّ، وأقيموني بين الصّفَّين”.

عبد الله بن أم مكتوم و صدر سورة عبس

كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يكلم الوليد بن المغيرة في الإسلام ، و قد طمع رسول الله في إسلامه ، و هو سيد قومه إذا أسلم أسلم معه فئام من الناس ، و بينما رسول الله صلى الله عليه و سلم يكلمه ، إذ أقبل عبد الله بن أم مكتوم يقول لرسول الله : يا رسول الله علمني مما علمك الله ، فما اكثر علي رسول الله صلى الله عليه و سلم تولى عنه و هو عابس الوجه ، فانزل الله صدر سورة عبس ، يعاتب النبي على عبوسه في وجه عبد الله المسلم ،قال الله تعالى  ( عَبَسَ وَتَوَلَّى * أَنْ جَاءَهُ الأَعْمَى} [عبس: 1, 2] إلى قوله تعالى: {فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ * مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ} [عبس: 13، 14]؛ أي إنما بعثتك بشيرًا ونذيرًا، لم أخص بك أحدًا دون أحد، فلا تمنعه ممن ابتغاه ولا تتصدين به لمن لا يريده.

و لما هاجر عبد الله بن ام مكتوم الى المدينة نزل على امراة يهودية تخدمة ، و كانت عمة أحد الانصار ، و كانت أثناء خدمتها له تؤذيه و تسب رسول الله صلى الله عليه ، فلما اكثرت ضربها رضي الله عنه فقتلها ، و لما قص الحديث على رسول الله أهدر النبي دمها .

و استشهد رضي الله عنه في معركة القادسية ، حيث خرج ووقف بين الصفوف لابساً درعه و حاملاً لواء المسلمين ، و يقول وإن كنت اعمى فإني أُكثر سواد المسلمين ، و بعد انتهاء القادسية التي استمرت ثلاثة أيام ، كان رضي الله عنه من السابقين الى الشهادة و الجنة .

 

مؤذنو الرسول غير بلال .
مؤذنو الرسول غير بلال .

2 – أبو محذورة رضي الله عنه

هو أوس بن ربيعة بن معير ، و هو اخو الصحابي سمرة بن جندب ، و قد أسلم رضي الله عنه مؤخراً في فتح مكة ، و علمه رسول الله صلى الله عليه و سلم الآذان و جعله نؤذن الحرم ، و جاء عنه في قصة اسلامة في مكة وآذانه ، فعن أبي محذورة قال: لما رجع النبي – صلى الله عليه وسلم – من حنين خرجت عاشر عشرة من مكة نطلبهم، فسمعتهم يؤذنون للصلاة، فقمنا نؤذن نستهزئ ، فقال النبيُّ – صلى الله عليه وسلم – :(لقد سمعت في هؤلاء تأذين إنسان حسن الصوت). فأرسل إلينا، فأذنَّا رجلاً رجلاً، فكنت آخرهم، فقال حين أذنت:( تعال). فأجلسني بين يديه، فمسح على ناصيتي، وبارك عليَّ ثلاث مرات، ثم قال: (اذهب فأذن عند البيت الحرام). قلت: كيف يا رسول الله؟ فعلمني الأولى كما يؤذنون بها، وفي الصبح الصلاة خير من النوم، وعلمني الإقامة مرتين مرتين .

فرضي الله عن أبي محذورة بدأ بالاستهزاء بالآذان ، فهداه الله الى الاسلام ،وعن ابن أبي مليكة أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أعطى أبا محذورة الأذان، فقدم عمر فنزل دار الندوة فأذن وأتى يسلم، فقال عمر: ما أندى صوتك أما تخشى أن ينشق مريطاؤك من شدة صوتك؟ قال: يا أمير المؤمنين قدمت فأحببت أن أسمعك صوتي، قال: يا أبا محذورة إنك بأرض شديدة الحر، فأبرد عن الصلاة، ثم أبرد عنها، ثم أذن، ثم أقم تجدني عندك.

و مات أبو محذورة رضي الله عنه سنة تسع و خمسين من الهجرة ، وقيل تسع و سبعين .

3 – سعد بن القرظ

هو سعد بن عائذ رضي الله عنه ، مولى عمار بن ياسر ، و كان يؤذن لرسول الله صلى الله عليه و سلم في مسجد قباء ، وَرَوَى عن النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، وأذّن في حياته بمسجد قُبَاء. روى عنه ابناه عمار وعمر، نقله أبو بكر من قُباء إلى المسجد النبويّ، فأذّن فيه بعد بلال، وتوارث عنه بنوه الأذان.)) الإصابة في تمييز الصحابة.

و عن محمد بن عمر، قال: حدّثني محمد بن عبد الله، عن الزُّهْرِيّ، عن عبد الرحمن بن سعد القَرَظ، عن أبيه، أنه كان يؤذِّن في عهد رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وأبي بكر بقُبَاء، فلما ولي عُمر أنزله المدينة فكان يؤذن لعمر في مسجد رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وكان له ولدٌ فكانوا يُؤَذِّنون معه وهم مؤذنون إلى اليوم في مسجد رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم. قال: أخبرنا محمد بن عمر، قال: حدثني إبراهيم بن محمد بن عمار بن سعد القَرَظ، عن أبيه، عن جدّه، قال: لما توفي رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، أَذَّن سعدٌ القَرَظ لأبي بكر وعمر بالمدينة، وكان يحملُ العَنَزَةَ أَمَامهما في العيدين. قال: أخبرنا محمد بن عمر، قال: حدّثني أبو بكر بن عبد الله بن أَبِي سَبْرَة، عن موسى بن عقبة، بن أَبِي حَبِيبَة، قال: رأيت سعدًا القَرَظ يحمل الحَرْبة بين يَدَي عثمان بن عفان. قال: أخبرنا محمد بن عمر، قال: حدثني أبو بكر بن عبد الله بن أَبِي سَبْرَة، عن أبي سعدٍ، عن أُمِّهِ قالت: نظرتُ إلى عثمان في حَصْرِه وعَلِيٌّ يصلّي بالناسِ العيدَ في الأضحى، فرأيتُ سعدًا القَرَظ يحملُ أَمَامَهُ العَنَزَةَ.

مؤذنو الرسول غير بلال .
مؤذنو الرسول غير بلال .

فضل الآذان

  • قال رسول الله صلى الله عليه و سلم (إذا نوديَ للصلاةِ، أدبرَ الشيطانُ وله ضُراطٌ، حتى لا يَسمعَ التأذينَ، فإذا قُضِيَ النداءُ أقبلَ، حتى إذا ثُوِّبَ بالصلاةِ أدبرَ، حتى إذا قُضِيَ التَّثْويبُ أقبلَ) .
  • و لا يسمع صوت المؤذن شجر و لا حجر إلا شهد له يوم القيامة ، فعن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال لرجل من رعاة الغنم ( إني أراك تحبُّ الغنمَ والباديةَ، فإذا كنت في غنمك وباديتك، فأذَّنتَ بالصلاةِ، فارفعْ صوتَك بالنداء، فإنه لا يسمع مدى صوتِ المؤذنِ جنٌّ ولا إنسٌ ولا شيءٌ إلا شهد له يومَ القيامةِ) .

زر الذهاب إلى الأعلى