غالباً ما تتحول الزيارة إلى الصيدليات إلى تجربة مربكة، حيث تجد نفسك أمام خيارات لا تعد ولا تحصى من المكملات الغذائية. من الفيتامينات إلى المعادن إلى مكملات أخرى.. آلاف الخيارات والماركات والخلطات والتركيبات.

وقبل أن تقدم على شراء المكملات كيفما اتفق، تذكر أنها صناعة تقدّر قيمتها بمليارات الدولارات، وهي كما أي صناعة في العالم؛ هدفها دفع الزبون إلى الشراء وإقناعه بحاجته إليها. لكن الخطير في الأمر هو ترويجها تحت مبدأ «إن لم تفيدك لن تضرك». 

أنواع المكملات وفوائدها

المكملات الغذائية تتضمن جميع أنواع الفيتامينات والمعادن وحتى الأعشاب، والتي تأتي في أشكال مختلفة كالحبوب والبودرة أو كسوائل. ولأنها عديدة ومتنوعة بشكل كبير، سنذكر أهمها وأكثرها شيوعاً.

الفيتامينات

الفيتامينات هي مركبات عضوية ضرورية لحياة الإنسان، وهي بمثابة مغذيات حيوية يحصل عليها من خلال الغذاء. وبشكل عام هناك 13 نوعاً من الفيتامينات، أربعة قابلة للذوبان، و9 تذوب في الماء. 

وبطبيعة الحال فإن هناك مكملات غذائية لكل منها، وبعضها تم دمجه مع أنواع أخرى. لكن أشهر الأنواع التي تستهلك بشكل كبير هي الفيتامينات المتعددة Multivitamins التي تطرح كبديل مثالي لسد أي نقص محتمل.

فوائد هذه النوعية عديدة، لعلها أبرزها ما كشفت عنه دراسة نشرت مؤخراً، حول قدرته على الحد من مخاطر الإصابة بالسرطان بنسبة 8%.

فيتامين سي من الفيتامينات التي يساء استخدامها على نطاق واسع؛ بحجة أنها تعالج نزلات البرد.

ورغم أن الدراسات أكدت مراراً وتكراراً أنها لا تعالج نزلات البرد، إلا أنها لم تجد آذاناً صاغية. فيتامين سي يساعد على خفض مستويات الكوليسترول في الدم، كما يقلل الأضرار الناجمة عن السموم البيئية، بالإضافة إلى أنه ينتج بروتين الكولاجين الضروري لصحة الجلد والأنسجة والتئام الجروح.

وطبعاً لابد أن نذكر حالة الجنون التي يعيشها العالم مع فيتامينات بي بكافة أنواعها. الجميع يتناولها رغم أنها موجودة في جميع الأطعمة التي نتناولها. من فوائد فيتامين بي بأشكاله الثمانية: تنشيط الوظائف الذهنية، وتقوية الجهاز العصبي، كما له تأثير إيجابي على العضلات والجلد والشعر. 

المعادن 

هناك عدة أنواع من المعادن، نذكر منها الكالسيوم والكروم والحديد والمغنسيوم والفوسفور والزنك والصوديوم وغيرها. لكل منها دوره وأهميته، لكننا سنتطرق للأكثر شيوعاً وهي الكالسيوم والمغنسيوم.

المعادن بشكل عام تساعد الجسم على تنظيم السوائل وانقباض العضلات، وتعمل على تقوية الإشارات العصبية، كما أنها ضرورية لنمو العظام والأسنان. 

المغنسيوم انتشر بشكل كبير خلال السنوات الماضية، وذلك لدوره في تحفيز الأنزيمات المنتجة للطاقة، ولتأثيره الإيجابي على الجهاز العصبي.

الكالسيوم كما هو معروف ضروري لنمو العظام والأسنان، ويساعد في علاج ارتفاع ضغط الدم، حتى إن بعض الدراسات أشارت إلى دوره في الحد من مخاطر السرطان. 

الأحماض الدهنية والأمينية 

الأحماض الدهنية هي الجزيئات الموجودة في دهن الحيوانات والزيوت النباتية، التي لا يقوم بإنتاجها، بل يحصل عليها من خلال الأطعمة التي نتناولها.

ومن فوائدها أنها مصدر للطاقة، وتساهم في تقوية عضلات القلب والأوعية الدموية. والنوع الأشهر الذي يتم تناوله هو أوميغا 3؛ الذي يساعد على بناء العضلات، وحرق الدهون، ويقلل من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والجلطات الدماغية. 

 أما الأحماض الأمينية فهي الوحدات الكيميائية التي تبني البروتينات التي تعد جزءاً اساسياً وضرورياً من كل خلية حية في الجسم. هناك أكثر من 20 نوعاً من الأحماض هذه.

وكما سبق وذكرنا، فإنها تساعد على بناء أنسجة الجسم، لذلك فإن عدداً كبيراً من الرياضيين يقومون بتناولها؛ لقدرتها على زيادة حجم العضلات. 

المكملات الأخرى 

الأعشاب والكبسولات التي تدعي قدرتها على حرق الدهون، مدرجة على أنها من المكملات الغذائية في لوائح الأدوية الموافق عليها .المشروبات التي تحتوي على فيتامينات عدة، والتي يتم تناولها كبديل عن الطعام؛ للتخلص من الوزن الزائد، مفيدة في حالة واحدة، وهي للمرضى الذين لا يتمكنون من تناول الطعام. لكنها قد تكون فعالة في خسارة الوزن، شرط اقترانها بالتمارين الرياضية.

أما عشبة “سانت جونز” الشهيرة، التي تساعد على التخلص من الاكتئاب، فمازالت موضع خلاف كبير بين العلماء، خصوصاً أنها تؤدي إلى مضاعفات خطيرة؛ حين يتم تناولها مع المضادات الحيوية وحبوب منع الحمل ومضادات الاكتئاب. 

أضرار المكملات الغذائية

يمكن للجسم أن يصبح مدمناً على المكملات، وذلك بسبب سوء استخدامها. المكملات تقوم بوظيفة مساعدة للتعويض عن نقص ما نجم عن خلل ما. لكن «الإفراط» في تقديم المساعدة سيجعل الشخص يعتمد عليها جسدياً ونفسياً.

تحتوي كل كبسولة من المكملات الغذائية على أضعاف ما يحتاجه الجسم، يضاف إلى ذلك عشوائية تناولها، ما يؤدي إلى تراكمها، وبالتالي الإصابة بالتسمم الفيتاميني.

كما أن المعدلات المرتفعة هذه تؤذي الكلى والكبد، وتتسبب باختلال في معدلات السكر في الدم، وتضعف جهاز المناعة، ناهيك عن الاضطرابات الهرمونية.

ورغم أن عدداً من الفيتامينات تقي من السرطان، لكن معدلاتها المرتفعة في الجسم تضاعف مخاطر الإصابة به. وقد تؤدي مكونات الإسبارتام والسكارين والفركتوز الموجودة في المكملات الغذائية إلى تلف الخلايا العصبية.

البعض قد يعاني من الحساسية على بعض مكوناتها، خصوصاً أنها تحتوي على مواد حافظة. وردود الفعل التحسسية من الأمور التي لا يجب التعامل معها بخفة؛ لأنها تؤدي إلى الوفاة.

الاضطرابات الهضمية من أهم الآثار الجانبية للمكملات وأكثرها شيوعاً. ومن الأضرار أيضاً تسببها بالبدانة، خصوصاً حين يتعلق الأمر بالأحماض الأمينية التي يتناولها عدد كبير من ممارسي الرياضة.

الفائض منها يتم التعامل معه كما يتعامل الجسم مع الفائض من الطعام.. تحويلها إلى دهون. وأخيراً قد تؤدي إلى الضعف الجنسي؛ بسبب الاضطرابات الهرمونية. 

في المحصلة المكملات الغذائية لها دورها الإيجابي والفعال في حياة البشر، لكن التعامل معها بخفة وتناولها بشكل عشوائي يؤدي إلى مشاكل صحية عديدة قد تصل إلى الموت. لذلك قبل الإقدام على تناولها استشر طبيبك، الذي سيعطيك المعلومات الكافية والوافية عنها، وعن الجرعات التي تحتاجها.

شاركها.