لم يُنسِهم ألم الفقد حُب الوطن في قلوبهم ؛ بل إن فخرهم بما سجّله والدهم من أعمالٍ بطوليةٍ جعل هؤلاء الأطفال يحتفلون في اليوم الوطني، وقلوبهم تُردّد: “نُكمل مسيرة من خطفه الموت وهو يُدافع عن وطنه في الحد الجنوبي، ونُجدّد الولاء والوطنية التي كانت تجري في قلبه”. أبناء الشهيد العريف “علي بن مسعود الشهري”، أحد المشاركين من الحرس الوطني في الحد الجنوبي، قالوا وفقًا لـ”سبق”، أن حب الوطن والدفاع عنه والمحافظة على أسراره، كانت تجتمع في والدنا –تقبّله الله من الشهداء -، ولا نزال نفتخر في ذلك”.

وأضاف ابنه “خالد” البالغ من العمر 13 عاماً: “والدي -رحمه الله- علّمنا أن الوطن هو الحياة التي نعيشها، ونحن في أمنٍ وأمانٍ ورغدٍ للعيش، ولذلك فمن حولنا يبحثون عن زوال هذه النِعم، ولم يستطيعوا ،بفضل الله، ثم بفضل تماسك الشعب مع قيادته، وولائه للبقعة التي ترعرع فيها”. وقال: “فرحة الوطن بذكراه الـ 87 هي تجديد للوطنية التي تفتخر بازديادها في قلوبنا عاما تلو الآخر، وزادها شرفا بأن والدي -تقبّله الله من الشهداء- كان خادماً لوطنه ويلوذ عن مقدّساته، وتُوفي أثناء أداء مهام عمله في الحد الجنوبي”. وعن رحيل والده قال: “فقد الأب قاسٍ للغاية، ولكن عندما نتذكّر بأنه رحل وهو مدافعاً عن دينه ووطنه، ومُلبياً دعوة قيادته في مشاركة أبطال الحد الجنوبي معركة اللوذ على أمن واستقرار هذا الوطن، فهذا شرفٌ جعلنا نُردّد بكل فخر أننا أبناء أحد شهداء الحد الجنوبي”.

وأتبع بقوله: “ودّعنا أبي للحد الجنوبي قبل عام تقريباً، وكلما نسأله متى يعود، يُكثر من قول أنا في مهمة عمل، وندعوه إما بالنصر أو الشهادة في سبيله، فكان له ما تمنّى”. وأكّد الشبل “الشهري”، أنه وإخوته البالغ عددهم خمسة أطفال، عاهدوا أنفسهم بأن يسيروا على ما تعلّموه من والدهم، وأن يلتحقوا بأمن الدولة دفاعاً عن مقدّساته، وهاهم يتمسّكون بالزي العسكري اقتداءً بمن ربّاهم على ذلك”. وختم بالقول: “باسم أبناء الشهيد علي الشهري، نتقدّم بالتهنئة لقيادتنا الحكيمة، وللشعب السعودي، ونسأل الله أن يعز هذه البلاد، وأن ينصر جنودنا البواسل في الحد الجنوبي، وأن يرحم شهيدهم، وأن يشفي جريحهم، وأن يجعل الدائرة على من أراد النيل بأمن واستقرار هذه البلاد”.

شاركها.