فرانز كافكا franz kafka كان كاتب تشيكي اشتهر بنظرته السوداوية للحياة، من أشهر ما كتبه رسائله إلى ميلينا حبيبته، وفيما يلي سنذكر أجمل الرسائل التي كتبها كافكا إلى ميلينا، الممتلئة بمشاعره نحوها، وكان كافكا في رسائله إلى ميلينا يحكي لها يومه بكل تفاصيله الدقيقة، على الرغم من تعبه الجسدي الشديد ومرضه، إلا أنه كان مواظبا على إرسال الرسائل لها يوميا .

أجمل الرسائل التي كتبها كافكا إلى ميلينا

لقد جمعنا أجمل الرسائل التي كتبها كافكا إلى ميلينا، والتي كانت مؤثرة بصورة كبيرة، إلا أنه من المؤسف أن كل رسائل ميلينا في ردودها على كافكا قد فقدت :

  • الآن فقط انقطع المطر الذي دام سقوطه يومين وليلة، مع أن انقطاعه قد لا يستمر سوى لحظة، لكنه مع ذلك حدث يستحق أن يحتفل به المرء، وهذا ما أفعله بالكتابة إليك، إنني أعيش هنا في خير حال، ولا يطيق الجسد الفاني مزيدًا من العناية، وتطل شرفة غرفتي على حديقة محاطة بسور، تزدهر فيها الشجيرات المزهرة، وتتعرض شرفة الغرفة لأشعة الشمس، تزورني في الغرفة السحالي والطيور وأنواع مختلفة من الكائنات، تزورني أزواجًا أزواجًا، إنني أرغب رغبة شديدة في أن تكوني هنا .
  • ما أخافه وعيناي مفتوحتان على اتساعهما، بعد أن غرقت في أعماق خوفي، عاجزًا حتى عن محاولة النجاة، هو تلك المؤامرة التي تقوم في داخلي ضد ذاتي، تلك المؤامرة وحدها هي ما أخشاه، وهذا ما ستفهمينه بصورة أوضح بعد قراءة رسالتي إلى أبي، وإن كنت لن تفهمي ذلك منها تمام الفهم مع ذلك، لأن تلك الرسالة قد وجهت في إحكام بالغ نحو هدفها .

  • ميلينا، أنت بالنسبة لي، لست امرأة، أنت فتاة، فتاة لم أر مثلها أبدًا من قبل، لست أظن لهذا أنني سأجرؤ على أن أقدم لك يدي أيتها الفتاة، تلك اليد الملوثة، والمعروقة، المهتزة، المترددة، التي تتناوبها السخونة والبرودة. أتعلمين يا ميلينا، إنك عندما تذهبين إليه (يقصد زوجها) فإنك بذلك تخطين خطوة واسعة إلى أسفل بالنسبة لمستواك، لكنك إذا خطوت نحوي فسوف تتردين في الهاوية، هل تدركين ذلك ؟
  • ما شكل تلك الشقة التي كتبت لي منها يوم السبت؟ هل هي فسيحة وخالية؟ هل أنت وحيدة؟ نهارًا وليلًا؟ لا بد أن يكون هذا محزنًا حقًا. على الرغم من صغر حجرتي، فإن ميلينا الحقيقية، تلك التي زايلتك صراحة يوم السبت، توجد معي هنا، وصدقيني إنه شيء رائع جدًا، أن أكون معها. ستكون كذبة بالنسبة لي لو قلت إنني أفتقدك، إنه السحر الكامل، المؤلم، إنك توجدين هنا مثلما أنا هنا، إن وجودك مؤكد أكثر من وجودي، إنك تكونين حيث أكون، وجودك كوجودي، و أكثر كثيرًا من وجودي في الحقيقة .
  • إنني أرتعش فحسب تحت وطأة الهجوم، أعذب نفسي إلى درجة الجنون. في الحقيقة، حياتي، وجودي، إنما يتألف من هذا التهديد السفلي، فلو توقف هذا التهديد لتوقف أيضًا وجودي. إنه طريقتي في المشاركة في الحياة. فلو توقف هذا التهديد، سأهجر الحياة بمثل سهولة وطبيعية إغلاق المرء لعينيه .

  • يجب أن تتدبري أنت أيضًا يا ميلينا، نوع الشخص الذي خطا نحوك، إن رحلة الثمانية والثلاثين عامًا تستلقي خلفه، ولما كنت يهوديًا فإن الرحلة في حقيقتها أطول بالفعل من ذلك، فلو أنني عند منعطف عارض تبدى لي في طريقي، قد رأيتك، أنت التي لم أتوقع أن أراك مطلقًا، وأن تجيء رؤيتي لك فوق ذلك متأخرة إلى هذا الحد، عندئذ لا يمكنني يا ميلينا أن أصبح ملوحًا لك، و لا أن يهتف لك شيء في داخلي، و لا أن أقول آلاف الأشياء الحمقاء التي لا أجد لدي شيئًا منها، وأحذف الحماقات الأخرى التي أحس أن لدي منها ما يزيد عن حاجتي .
  • وهكذا فأنت تشعرين بالمرض كما لم تشعري به منذ عرفتك؟ وهذه المسافة التي لا يمكن اجتيازها، بالإضافة إلى آلامك لتجعلني أشعر كما لو كنت أنا في حجرتك وأنك لا تكادين تتعرفين علي، وأنني أتجول بلا حيلة ذهابًا وجيئة بين الفراش والنافذة، وأحدق في السماء الكئيبة التي بعد كل مرح السنوات المنقضية وبهجتها، تتبدى للمرة الأولى في يأسها الحقيقي، عديمة الحيلة، مثلي تمامًا .
  • إنني أعيش في قذارتي، فهذا هو ما يشغلني، لكن أن أجرجرك إلى داخلها أيضًا، فهذا شيء مختلف تمامًا. إن الشيء المزعج هو شيء بعيد بالأحرى حيث أنني من خلالك أصبح أكثر وعيًا بقذارتي على نحو زائد، ومن خلال وعيي يصبح الخلاص أكثر كثيرًا في صعوبته .

اقتباسات وأقوال فرانز كافكا

  • فرغم منظر غريغور البغيض والكريه إلا أنه واحد من أفراد العائلة في النهاية، ولا يجب معاملته كعدو، بل على العكس يقتضي الواجب العائلي كبح نفور المرء وتحمّل مشقة الأمر والصبر ولا شيء آخر سواه .
  • كأنما ينتظر من الصمت التّام أن يجعل الأمور تستعيد واقعيتها وبداهتها .
  • أن تدرك مالا يدركه الآخرون، هو جحيم لا يطاق .
  • فإن فكره من الأفكار لا يمكن أن تنقرض مهما كانت متطفلة، ما دامت قد وجدت ذات مرة، أو إنها لا يمكنها على الأقل أن تنقرض دون صراع رهيب، ودون أن تتمكن من تحقيق لنفسها دفاعاً فعلاً ينجح في أن يثبت طويلاً .
  • وفتحتا باب الشقة إلى أقصى ما يُمكن، ولم يسمع صوت انغلاقه، فلا شك أنهما تركتاه مفتوحاً، كما يفعل ساكنو البيوت التي تُحيق بها فاجعةٌ ما .
  • إلى أين أراك تمضي سيدي المسيِّر؟ إلى المكتب أليس كذلك؟ أستروي كل شيء بدقة وصدق؟ فمن الممكن ألا يكون المرء قادراً على العمل في لحظة ما، ولكن وقتها بالتحديد ينبغي استحضار منجزاته السابقة، واعتبار أنه ما أن ينزاح العائق من أمامه حتّى ينصرف إلى عمله بمزيدٍ من التركيز والهمّة .

  • ليس من الضروري أن تقبل كل شيء على أنه صادق، بل إن علينا أن نقبله كشيء ضروري .
  • إذا كان الكتاب الذي نقرأه لا يوقظنا بخبطة على جمجمتنا فلماذا نقرأ الكتاب إذن؟ كي يجعلنا سعداء كما كتبت؟ يا إلهي، كنا سنصبح سعداء حتى لو لم تكن عندنا كتب، والكتب التي تجعلنا سعداء يمكن عند الحاجة أن نكتبها، إننا نحتاج إلى تلك الكتب التي تنزل علينا كالصاعقة التي تؤلمنا، كموت من نحبه أكثر مما نحب أنفسنا، التي تجعلنا نشعر وكأننا قد طردنا إلى الغابات بعيدًا عن الناس، مثل الانتحار!على الكتاب أن يكون كالفأس التي تحطم البحر المتجمد فينا .
  • ورغم كل الضيق، لم يستطع -عند هذه الفكرة- أن يكبت ابتسامة .
  • سوف أكتب رغم كل شيء، سوف أكتب على أي حال، إنه كفاحي من أجل المحافظة على الذات .
  • إذا متّ في المستقبل القريب أو أُصبت بالعجز التّام فسيكون لي أن أقول أنّي مزّقت نفسي بنفسي، الدّنيا وأنا اثنان مزّقا كلاهما جسمي في صراعٍ لم يكن من الممكن التغلّب عليه .
  • إنّني مقيّد إليك، لا بالحبّ وحده فالحبّ وحده لا يكفي، الحبُّ يبدأ، الحبُّ يأتي، ينقضي، ويأتي مرة أخرى، ولكنّ هذه الحاجة التي تقيّدني بالكامل إليك هي ما يبقى .

كانت هذه أجمل الرسائل التي كتبها كافكا إلى ميلينا، وأجمل أقوال كافكا في مؤلفاته عموما، على الرغم من أن كلها حزين حتى في حبه، إلا أنها مؤثرة للغاية .

شاركها.