جميل بثينة هو الشاعر العذري جميل بن معمر العذري القضاعي، أحد شعراء العصر الأموي، وسمي بجميل بثينة نسبةً إلى بثينة، وهي الفتاة التي كان يحبها حباً شديداً ويتغزل بها في أشعاره

وقد ولد في العام 83 من الهجرة، وذاع صيته بين العرب إلى اليوم باعتباره عاشقاً مشهوراً، وكان يتميز بقوة الأشعار، وعُرف عنه إحساسه المرهف وكرمه ورقة مشاعره وإخلاصه الكبير لحبيبته بثينة التي خلدها في أشعاره، وفي هذا المقال سنعرض أجمل ما كتب جميل بثينة من القصائد.

أجمل مقتطفات شعرية كتبها جميل بثينة

  • لقد أورَثَتْ قلبـي وكان مصحـحـا      بثينـةُ صدغا يـوم طار رداؤهـا
    إذ خَطَرَتْ من ذكر بـثـنـة خطرةٌ        عصتني شؤون العين فانهلّ ماؤها
  • وبثنـة قد قالت و كل حديثها           إلينا ولو قالت بسـوء مملـح
    رجال ونسـوان يودون أنني           وإياكَ نخزى يابْن عمي ونفضح
  • إذا قلتُ: ما بي يا بثينـة قـاتـلـي      من الوجـد، قالت: ثابت ويزيد
    وإن قلتُ: ردّي بعض عقلي أعش به      مع الناس، قالت: ذاك منك بعيد
  • ومما شجاني أنها يـوم ودّعـت         تولّت وماء العين في الجفن حائر
    فلمّا أعـادت من بعيـد بنظـرة          إليّ التفاتا أسلمتـه المحـاجـر
  • يقولـون: مسحـور يجنّ بذكرها     فأقسم ما بي من جنون ولا سحر
    تجـود علينـا بالحديـث وتـارة          تجود علينا بالرضا من الثّغـر
  • عليها سلام الله من ذي صبابـة     وصبّ معنّى بالوسـاوس والفكـر
    مضى لي زمـان لو أخيّر بينـه        ويبن حياتي خـالدا آخـر الدهـر
  • وآخر عهدٍ لي بها يوم ودّعـت          ولاح لها خـدّ مليـح ومحجـر
  • يل ولا سرت ليلة                        من الدهر إلا اعتادني منك طائف
    ولا مرّ يوم مذ ترامت بكِ النـوى       ولا ليلـة إلا هـوى منك رادف
    تصدّ إذا ما النّاس بالقول أكثروا      علينا وتجري بالصّفـاء الرسائل
    فإن غفل الواشون عدنا لوصلنا        وعاد التّصـافي بيننا والتّراسـل
    عشّية قالـت لا تضيعنّ سرّنـا         إذا غبت عنّا وارعه حين تدبـر
  • إلى الله أشكو لا إلى الناس حبها     ولا بد من شكوى حبيب يروّع
    ألا تتقيـن الله فيمـن قتلـتـه            فأمسى إليكم خاشعـا يتضـرع
  • أرى كل معشوقين غيري وغيرها     يلذّان في الدنيـا ويغتبطان
    وأمشي وتمشي في البـلاد كأننا       أسيـران للأعـداء مرتهنان
  • أبت مقلتـي كتمان ما بي وبيّنت      مكان الذي أخفي وفـاض المدامع
    غداة لقيناهـا على غير موعـد        بأسفـل خيـم والمطيّ خواضـع
  • يقولون: مهلا يا جميـل وإنني     لأقسم ما لي عن بثينـة من مهـل
    إذا ما تراجعنا الذي كان بيننـا      جرى الدمع من عيني بثينة بالكحل
  • خليليّ إن قالـت بثينـة : ما له     أتانا بلا وعدٍ فقولا لها : لها
    أتى وهو مشغولٌ لعظـم الذي به        ومن بات يرعى السّها سهـا
  • وما ذكرتك النفس يا بثين مرة
    من الدهر إلا كادت النفس تتلف
    وإلا علتني عبرة واستكانة
    وفاض لها جار من الدمع يذرف
    تعلقتها والنفس مني صحيحة
    فما زال ينمى حب جمل وتضعف
    إلى اليوم حتى سلّ جسمي وشفني
    وأنكرت من نفسي الذي كانت أعرف
  • أبلغ بثينـة أني لست ناسيهـا         ما عشت حتى تجيب النّفس داعيها
    بانت فلا القلب يسلو من تذكّرها         يوما ولا نحن في أمـر نلاقيهـا
  • ألم تعلمي يا عذبـة المـاء أنني           أظلّ إذا لم أُسقَ مـاءك صاديا
    وودت على حبّي الحيـاة لو أنّها       يزاد لها في عمرها من حياتيا
  • أَلا ليتَ رَيْعانَ الشَّبابِ جَديدُ            ودَهْراً تَوَلَّى ـ يا بُثَيْنَ ـ يَعودُ
    فَنَبْقى كما كنّا نَكونُ، وأنْتُمُ            قَريبٌ، وإذْ ما تَبْذُلينَ زَهيد.

أجمل قصائد جميل بثيتة

  • بثين إنك قد ملكت فأسجحي      وخذي بحظك من كريم واصل
    فلرب عارضة علينا وصلها            بالجد تخلطه بقول الهازل
    فأجبتها بالقول بعد تستر           حبي بثينة عن وصالك شاغلي
    لو كان في قلبي كقدر قلامة        فضلا وصلتك أو أتتك رسائلي
    صادت فؤادي يا بثين حبالكم        يوم الحجون وأخطأتك حبائلي
    منيتني فلويت ما منيتني             وجعلت عاجل ما وعدت كآجل
    و أطعت في عواذلا فهجرتني      وعصيت فيك وقد جهدن عواذلي
    و تثاقلت لما رأت كلفي بها         أحبب الي بذلك من متثاقل
    و يقلن انك يا بثين بخيلة          نفسي فداك من ضنين باخل
    و يقلن انك قد رضيت بباطل         منها فهل لك في اجتناب الباطل
    و لباطل ممن أحب حديثه           أشهى الي من البغيض الباذل
    حاولنني لأبت حبل وصالكم        مني ولست وان جهدن بفاعل
    فرددتهن وقد سعين بهجركم        لما سعين له بأفوق ناصلي
    عضضن من غيظ لعي أناملا        ووددت لو يعضضن صم جنادل
    ليزلن عنك هواي ثم يصلنني        فاذا هويت فما هواي بزائل
  • خليلي عوجا اليوم حتى تسلما         على عذبة الأنياب طيبة النشر
    فإنكما إن عجتما لي ساعة             شكرتكما حتى أغيب في قبري
    ألما بها ثم أشفعا لي وسلما          عليها سقاها الله من سائغ القطر
    وبوحا بذكري عند بثنة وأنظرا             أترتاح يوما أم تهش إلى ذكري
    فإن لم تكن تقطع قوى الود بيننا         ولم تنس ما أسفلت في سالف الدهر
    فسوف يرى منها اشتياق ولوعة        ببين وغرب من مدامعها يجري
    وأن تك قد حالت عن العهد بعدنا         وأصغت الي قول المؤنب والمزري
    فسوف يرى منها صدود ولم تكن         بنفسي من أهل الخيانة والغدر
    أعوذ بك اللهم أن تشحط النوى        ببثنة في أدنى حياتي ولا حشري
    وجاور إذا ما مت بيني وبينها            فيا حبذا موتي إذا جاورت قبري
    هي البدر حسنا والنساء كواكب       وشتان بين الكواكب والبدر
    لقد فضلت حسنا على الناس مثلما         على ألف شهر فضلت ليله القدر
    أيبكي حمام الأيك من فقد ألفه            وأصبر مالي عن بثينة من صبر
    يقولون: مسحور يجن بذكرها               وأقسم ما بي من جنون ولا سحر
    لقد شغفت نفسي يا بثين بذكركم        كما شغف المخمور يابثن بالخمر
    ذكرت مقامي ليله البان قابضاً             على كف حوراء المدامع كالبدر
    فكدت ولم أملك اليها صبابة               أهيم وفاض الدمع مني على نحري
    فيا ليت شعري هل أبيتن ليلة         كليلتنا حتى نرى ساطع الفجر
    تجود علينا بالحديث وتارة                تجود علينا بالرضاب من الثغر
    فيا ليت ربي قد قضى ذاك مرة          فيعلم ربي عند ذلك ما شكري
    ولو سألت مني حياتي بذلتها           وجدت بها إن كان ذلك من أمري
    مضى لي زمان لو أخير بينه               وبين حياتي خالدا آخر الدهر
    لقلت: ذروني ساعة وبثينة                على غفلة الواشين ثم أقطعوا عمري
    مفلجة الأنياب لو أن ريقها                  يداوى به الموتى لقاموا من القبر
    إذا ما نظمت الشعر في غير ذكرها        أبى وأبيها أن يطاوعني شعري
    فلا أنعمت بعدي ولا عشت بعدها        ودامت لنا الدنيا إلى ملتقى الحشر
    بثينة ُ قالتْ يَا جَميلُ أرَبْتَني                 فقلتُ كِلانَا، يا بُثينَ، مُريبُ
    وأرْيَبُنَا مَن لا يؤدّي أمانة                    ولا يحفظُ الأسرارَ حينَ يغيبُ
    بعيدٌ عن من ليسَ يطلبُ حاجة              وأمّا على ذي حاجة ٍ فقريبُ

شاركها.