أخصائي تربوي لـ24: العلاقة بين أولياء الأمور و المدرسة مهمة وهذه أبرز تأثيراتها

أكد عدد من المعلمين والأخصائيين التربويين على أهمية متابعة أولياء الأمور للتحصيل العلمي لأبنائهم خطوة بخطوة قبل أن تتراكم الدروس حتى وقت الامتحانات، وعدم الاتكال فقط على المدرسة والمعلم، خاصة مع وصول الفصل الأول إلى منتصفه واقتراب مواعيد الاختبارات في عدد من المدارس، وتحديد وزارة التربية والتعليم الإماراتية يوم 4 ديسمبر (كانون الأول) المقبل موعداً لبدء امتحانات الفصل الأول في جميع مدارس التعليم الحكومي، والمدارس الخاصة التي تطبق منهاج الوزارة. وأشاروا عبر 24، إلى أنه كلما كانت حلقة التواصل بين الأسرة والمدرسة متينة، سارت العملية التعليمية بيسر، ونجم عن ذلك تطور وارتقاء المستوى التعليمي للطلبة، وساعد ذلك على انضباطهم والبعد عن المشاكل والسلوكيات الخاطئة التي تنعكس على تحصيلهم العلمي وتؤثر بالتالي على مستقبلهم.

ولفتوا إلى أهمية تكامل الأدوار بين المدرسة والمنزل، لأن زيادة الأعباء والضغوط والمسؤوليات على جهة واحدة لا يؤدي إلى المخرجات المنشودة بالنسبة للجانبين، مؤكدين على ضرورة حضور أولياء الأمور للاجتماعات التي تنظمها إدارات مدارس أبنائهم، والتعرف على المعلمين الذين يتولون مهمة تدريسهم ليتابعوا معهم الدروس وأية مشاكل قد يواجهها أبناؤهم في المدرسة أو داخل الصف.

التواصل التكنولوجي
وقالت روان محمد – معلمة رياضيات في إحدى المدارس الخاصة بالشارقة –أنها ربة أسرة ولديها أطفال، وتعي جيداً أهمية المتابعة الدائمة لهم من قبل الأهل، والتواصل بشكل مستمر مع المعلم وإدارة المدرسة لضمان تحصيلهم أفضل النتائج، لأن مهمة أولياء الأمور لا تتوقف على دفع الأقساط ورسوم النقل المدرسي، وشراء الزي المدرسي وغيرها من المستلزمات.

وأشارت إلى أن التطور التكنولوجي ألغى المسافات، وتغلب على جميع التحديات التي تتعلق بالزمان والمكان، فلم يعد اجتماع أولياء الأمور أو زيارة أحد الوالدين للمدرسة هو الوسيلة الوحيدة لمتابعة شؤون ابنه التعليمية، وإنما انتشرت المجموعات الخاصة بكل صف في كل مدرسة عبر “الواتس آب” أو “الفيس بوك”، وأصبحت عمية التواصل بين المعلم وولي الأمر أسهل بكثير مما مضى.

علاقة تكاملية
ومن جانبه، أكد عمر علي – معلم لغة عربية في مدرسة خاصة بأبوظبي- أن الوالدين يكملان دور المعلم والمدرسة في بناء أجيال واعية ومثقفة، إذ إن عليهما متابعة أداء أبنائهم وبناتهم للواجبات المدرسية في المنزل، وتنظيم أوقات نومهم ليذهبوا إلى المدرسة صباحاً وهم يتمتعون بالنشاط ليستطيعوا استيعاب المعلومات التي يقدمها المعلم لهم، وعدم التساهل معهم في أمور الغياب عن المدرسة دون عذر.

وقال إن “تواجد الأهل في اجتماعات أولياء الأمور التي تنظمها المدرسة، يمنح أبناءهم الثقة بالنفس، والسعادة باهتمام والديهم بالتعرف على مستواهم العلمي ومستوى مشاركتهم في الأنشطة الصفية والمدرسية”، مؤكداً أن إهمال الأهل، أو اعتمادهم على تخصيص معلم لكل المواد ليتابع أبناءهم في المنزل ينعكس سلباً على تحصيل أبنائهم، إلى جانب أنهم لا يضمنون مدى اهتمام معلم “المتابعة المنزلية” بشرح الدروس لأبنائهم في غيابهم بالشكل المطلوب.

تأثير الأهل
ولفتت مها عبد الرزاق (ولية أمر)، إلى أن “انشغالها في العمل لساعات طويلة لم يكن ليتيح لها متابعة ابنها وابنتها في مراحل التعليم الأساسي، ما اضطرها لجلب معلمة تتابعهما في كل المواد، لكنهما مع ذلك لم يكن مستواهما كما هو مطلوب، فقررت متابعتهما بنفسها إلى جانب التواصل مع المعلمين في المدرسة في حال واجهت صعوبة في مكان ما، ما أحدث فرقاً كبيراً في مستواهما التعليمي”.

وأضافت أنه بقليل من تنظيم الوقت يمكن لأولياء الأمور متابعة أبنائهم، ولا يمكن لأحد أن يقوم بهذا الدور عنهما في غيابهما، بل لا بد من تكامل الأدوار، كما أن اهتمام الوالدين بأبنائهم ومنحهم العاطفة وإشعارهم بالاهتمام يؤثر على نفسيتهم بشكل إيجابي وبالتالي على استيعابهم وتفاعلهم في المدرسة، إلى جانب صقل شخصياتهم وتنميتها.

“المعرفة والتعليم”
وأكدت دائرة التعليم والمعرفة عبر موقعها الإلكتروني الرسمي، أن أولياء الأمور يلعبون دوراً أساسياً في تعلم أبنائهم الطلبة، ولذلك يجب أن يتعاون العاملون بالمدارس مع أولياء الأمور بما يضمن توسيع مشاركتهم في العملية التعليمية، وبما يعود في النهاية بالنفع والفائدة على الطلبة.

وأشارت إلى أن جميع أولياء الأمور مدعوون إلى المشاركة النشطة والفعالة في العملية التعليمية لأبنائهم وفقًا لسياسات المدارس، كما أنه يجب تشجيعهم جميعاً على متابعة أداء أبنائهم الطلبة من خلال الحرص على حضور الاجتماعات الدورية مع مديري المدارس ورؤساء الهيئات التدريسية والمعلمين.

وذكرت دائرة التعليم والمعرفة، أن أولياء الأمور أيضاً مدعوون إلى دعم جهود المعلمين الذين يقومون بالتدريس لأبنائهم الطلبة، والمشاركة في الأنشطة التي تنظمها المدارس الأخرى من خلال الزيارات المدرسية والمشاركة التطوعية في الفعاليات التي تقيمها المدارس، إضافة إلى المشاركة في مجالس الآباء والأمهات، فضلاً عن دعم جهود المعلمين الذين يقومون بالتدريس لأبنائهم الطلبة، على أن يكون ذلك وفقًا لسياسات المدرسة من خلال حرصهم على سبيل المثال لا الحصر، على حضور أبنائهم إلى المدرسة يومياً في الوقت المحدد، والتأكد من أداء أبنائهم الطلبة لواجباتهم المنزلية، والاستفسار دائماً من الأبناء عن سير يومهم المدرسي، ومتابعة التغييرات التي تحدث في المدرسة باستمرار.

توأمة محورية
وبدوره، قال الاستشاري والخبير التربوي الدكتور صالح الجرمي: “مما لاشكَّ فيه أن التعاون بين البيت والمدرسة يشكل حجر الزاوية الرئيس والمؤثر لأي نجاح مرجو للأبناء في العملية التعليمية، وذلك لما لهذه التوأمة من دور محوري يبرز أثره في شخصية الابن منذ نعومة أظفاره، حيث الأسرة التي تمثل الحاضنة التربوية والتي من خلالها ينهل الأبناء العادات والقيم الاجتماعية والدينية، إضافة إلى بناء الأسس الأولى للمفردات الحيوية والتي تعتبر بمثابة الدعامات التي تحمل على عاتقها وضع اليد على المهارات وتلمس الاستعدادات وصقل مواهب هؤلاء الأبناء”.

المعلم الخصوصي
وأضاف: “في هذا الجانب لابد من الإشارة إلى اعتماد الكثير من الأسر على معلمي الدروس الخصوصية في البيوت بشكل مُطلق، هؤلاء المعلمون ـ أيًا كانت كفاءتهم ـ الذين يأخذون على عاتقهم القيام بدور الأسرة في عملية التربية والتعليم للأبناء، الأمر الذي تسبب في تشويه للصورة العاطفية لدى هؤلاء الأبناء، وإحداث خللٍ ليس باليسير في سلوكياتهم، وإفقادهم لقدرٍ كبير من الذكاء العاطفي والذي يُعدُ رافدًاً هاماً من روافد بناء شخصياتهم بسبب عزوف الوالدين عن متابعتهم والوقوف على استعداداتهم ومواهبهم ومهاراتهم بمنأى عن مستوياتهم الدراسية، والتي تتأثر حتمًاً بما سبق ذكره من عناصر هامة تتصل اتصالاً مباشراً بتحصيل الأبناء وارتقائهم في موادهم الدراسية”.

العامل الوجداني
وأكد الدكتور صالح الجرمي أن اهتمام أولياء الأمور وتواصلهم التربوي والتعليمي عن قرب مع أبنائهم يبقى له قصب السبق في تربية الابن وتشكيل كينونته من خلال غرس روح الجد والاجتهاد في نفس الابن، علاوة على تفعيل وغرس العديد من القيم والعادات التي تتصل بحياته العملية التي يحياها، مشيراً إلى أن هذا لن يتأتى إلا بمتابعته والعمل على القرب الوجداني منه، ومتابعة واجباته وأداء أنشطته التعليمية المنهجية واللا منهجية، وحثه على المذاكرة والقراءة والبحث، ومساعدته على إنجاز عمل الوسائل والمشاريع والتجارب المختلفة ذات العلاقة مع مواده الدراسية التي يتلقاها في مدرسته.                        

زر الذهاب إلى الأعلى