أسباب العزلة الإجتماعية

محتويات

الإنسان والتواصل الاجتماعي

لقد خلقنا الله في هذه الحياة على نحو من الاختلاف والتعددية من أجل التعارف وإيجاد نوافذ للتواصل مع بعضنا البعض، ويعيش الإنسان ضمن الأسرة التي تحتوي على أفراد يتصلون برابطة الدم، وتتسع هذه الدائرة الاجتماعية لتشمل الأصدقاء والأقارب والبيئة الدراسية وبيئة العمل، ولا بد من وجود علاقات تربط الإنسان بهذا المحيط الاجتماعي المتشعّب، لكي يستطيع أن يكون مؤثرًا، ويحدث بصمة في حياة الآخرين وحياته من خلال تواصله معهم، وقد يميل البعض إلى الانعزال على الآخرين، ويفضلون البقاء وحدهم، وفي هذا المقال سيتم تناول أسباب العزلة الإجتماعية وأنواعها.

مفهوم العزلة الاجتماعية

تعرف على أنها عدم قدرة الإنسان على التواصل مع المجتمع المحيط به، وتفضيله العيش في حالة من العزلة والانفراد، وقد يصل ذلك بالإنسان إلى التزامه المنزل وعدم خروجه منه، وتفادي مقابلة الناس أو الاختلاط بهم، وبهذا يكون هذا الشخص أقل قدرة على التأثير في المجتمع، وتقل فرصة استفادته من خبرة أفراد المجتمع وتجاربهم الحياتية الشخصية، كما يؤثر ذلك على إيجاد الطريقة التي من خلالها يفهم ويتعامل مع الأشخاص الجدد الذين تفرضهم البيئات المختلفة عليه.

أنواع العزلة الاجتماعية

يمكن تقسيمها من حيث الأثر الذي تتركه على الشخص إلى ما يلي:

  • العزلة الإيجابية: وهي التي تعود بالنفع على الإنسان، حيث من خلال اعتزاله للناس يخلو إلى نفسه قليلاً، ويعيد مراجعة حساباته، ويخلق لنفسه جوًا ملائمًا للتفكير المنطقي، واتخاذ القرارات المصيرية بشكل صائب يعود عليه بالمنفعة الدائمة، كما أنها فرصة لطرد المؤثرات السلبية الخارجية التي تسبب الفشل والإحباط وتحد من تحقيق الأهداف.
  • العزلة السلبية: وهي التي تسبب الضرر للإنسان، وتكون غير عقلانية وغير محسوبة العواقب، وغالبًا ما تتسم بطول فترتها، وعدم وضوح الأهداف التي يرجى تحقيها منها، ويؤثر هذه على نفسية الفرد، وتعزله عن الواقع المعاش، ليكون أقل قدرة على فهم الحياة، ومعاشرة الأشخاص، واتخاذ القرارات، والتفكير في عواقب الأمور.

أهم أسباب العزلة الإجتماعية

تتعد الأسباب التي تؤدي إلى عزلة الشخص عن المجتمع المحيط به، وتختلف باختلاف العمر والتربية الأسرة وعوامل أخرى ومن أهم هذه الأسباب ما يلي:

  • تربية الأسرة على تقوم على مبدأ الخوف: حيث تحد الأسرة من اختلاط الأطفال بالبيئة المحيطة خوفًا عليهم من فسادهم الأخلاقي أو تأثرهم بالمحيط بشكل سلبي، وهذا ينعكس عليهم على المدى البعيد ويسبب انعزالهم بشكل كلي عن المجتمع.
  • مبدأ الخطأ والصواب: والذي من خلاله يرى الإنسان المنعزل أنه على حق وأن الآخرين على باطل مما يؤدي إلى عدم اختلاطه بالآخرين وتفضيل بقائه وحيدًا على تشارك الآراء مع البقية.
  • المرور بمرحلة عمرية معينة: ويكون الانعزال هنا بسبب وجود مرحلة انتقالية في حياة الشخص، لا يكون فيها قادرًا على فهم احتياجاته، أو وضعه الاجتماعي والنفسي، فضلاً عن التغيّرات الجسمانية التي تطرأ عليه، ومن أهم هذه المراحل مرحلة المراهقة.
  • القلق والتوتر: وهو من الأسباب النفسية التي تدفع بالفرد إلى اعتزال الآخرين والنزوع إلى عدم الاختلاط بالبيئة المحيطة، خوفًا من زيادة إحساسه بالقلق تجاه القلاقل التي يعيشها في حياته الخاصة.

زر الذهاب إلى الأعلى