يعرف العلماء الشقيقة migraine بأنها صداع متوسطٌ أو شديدٌ يُشعَرُ المصاب به بألمٌ نابض throbbing pain في إحدى جهتي الرأس عادةً.

و يُعاني الكثيرُ من الأشخاص المصابين بالشقيقة من أعراضٍ، كالغثيان والقيء وزيادة الحساسية للضوء أو الصوت.

مرض الشقيقة

صداع الشقيقة migraine
صداع الشقيقة migraine

تُعدُّ الشقيقةُ من الحالات الصحيَّة الشائعة، حيث إنَّها تُصيب حوالى 20% من النساء وحوالى 7% من الرجال. وتبدأ المعاناةُ منها في بداية مرحلة ما بعد البلوغ.

أنواعُ الشقيقة

توجد عدَّةُ أنواعٍ للشقيقة، مثل:

  1. الشقيقة المصحوبة بالأورة (النَّسمة) migraine with aura: تحدث علاماتٌ تحذيريَّةٌ قبلَ بدء نوبة الشقيقة مباشرة، مثل مشاهدة أضواء ساطعة.
  2. الشقيقة غير المصحوبة بالأورة migraine without aura: وهي النوعُ الأكثر شيوعاً، حيث تبدأ نوبةُ الشقيقة دون حدوث علامات تحذيرية مُعيَّنة.
  3. الشقيقة المصحوبة بأورة دون صداع migraine aura without headache: وتُعرَف بالشقيقة الصامتة silent migraine أيضاً، حيث تحدث الأورةُ أو أعراض الشقيقة الأخرى دون الشعور بالصداع.

يتكرَّر حدوثُ نوبات الشقيقة عندَ بعض الأشخاص، حيث إنَّها قد تحدث عدَّةَ مرَّاتٍ أسبوعيَّاً؛ بينما يُعاني البعضُ الآخر من هذه النوبات على فتراتٍ متباعدة، حيث إنَّه من الممكن أن تفصلَ سنواتٌ بين نوبتي شقيقة.
متى ينبغي طلب النصيحة الطبيَّة؟

يجب مراجعةُ الطبيب عندما تكون أعراضُ الشقيقة متكرِّرة أو شديدة.

قد يكون استعمالُ المسكنات البسيطة، كالباراسيتامول أو إيبوبروفين، فعَّالاً لتسكين ألم الشقيقة؛ إلا أنّه ينبغي الحرصُ على عدم الإفراط في استعمال المسكنات، لأنَّها قد تزيد من صعوبة معالجة الصداع مع مرور الوقت.

كما يجب تحديدُ موعدٍ لزيارة الطبيب إذا كان حدوثُ نوبة الشقيقة متكرِّراً (أكثر من خمس مرَّاتٍ شهريَّاً)، حتى وإن كان بالإمكان ضبطها باستعمال الدواء، فقد تكون هناك فائدةٌ من استعمال المعالجة الوقائيَّة.

متى يجب على مريض الشقيقة زيارة الطبيب

  • حدوث شلل أو ضَعف في إحدى الذراعين أو كليهما، أو في أحد جانبي الوجه.
  • التلعثم في الكلام أو اضطرابه.
  • صداع مبرِّح مفاجئ يؤدِّي إلى ألمٍ شديد لا يشبه أيَّ ألمٍ شعر به الشخص سابقاً.
  • صداع متزامن مع الإصابة بالحمَّى وتيبُّس الرقبة وتخليط ذهني ونُوَب صرعيَّة ورؤية مزدوجة وطفح جلدي.

قد تكون هذه الأعراضُ مؤشِّراً على وجود حالةٍ أشدّ خطورة، كالسكتة الدماغيَّة أو التهاب السحايا؛ ولذلك يجب تقييمُ هذه الأعراض من قِبلِ الطبيب بأسرع وقتٍ ممكن.

أسباب الشقيقة

ما زال السببُ الدقيق للشقيقة مجهولاً، رغم الاعتقاد بأنَّها ناجمةٌ عن حدوث تغيُّرات مؤقَّتة في المواد الكيميائية والأعصاب والأوعية الدموية الموجودة في الدماغ.

يكون لدى حوالى 50% من الأشخاص، الذين يُعانون من الشقيقة، قريبٌ من الدرجة الأولى مُصابٌ بهذه الحالة، ممَّا يوحي باحتمال وجود دورٍ للجينات في حدوث هذه الحالة.

يلاحظ بعضُ الأشخاص أنَّ هناك ارتباطاً بين حدوث نوبات الشقيقة وبين وجود محفِّزات أو محرِّضات معيَّنة، مثل:

بدء الدورة الشهرية.
الشدَّة النفسيَّة.
الإرهاق.
تناول أنواع معيَّنة من الطعام أو الشراب.

علاج الشقيقة

ليس هناك شفاءٌ من الشقيقة، إلاَّ أنَّه يوجد عددٌ من العلاجات التي تساعد على تخفيف المعاناة من الأعراض.

ادوية الشقيقة

مسكِّنات الألم، والتي تتضمَّن استعمال الأدوية التي تُباع دون وصفةٍ طبيَّة، كالباراسيتامول وإيبوبروفين.
أدوية التريبتان triptans، وهي أدويةً قد تساعدُ على عكس التغيُّرات الحاصلة في الدماغ، والتي قد تكون سببَ الإصابة بالشقيقة.
مضادَّات القيء anti-emetics، وهي أدويةٌ تُستَعملُ لتقليل الشعور بالغثيان والتقيُّؤ غالباً.

ويجد الكثيرُ من الأشخاص أنَّ النومَ أو الاستلقاء في غرفةٍ مظلمة في أثناء النوبة قد يكون مفيداً.

طرق الوقاية من الشقيقة

ينبغي عندَ الاشتباه بدور مُحفِّزٍ معيَّن بالتسبُّب بحدوث الشقيقة، كالشدَّة النفسية أو تناول نوعٍ معيَّنٍ من الأغذية، أن يتجنبَ الشخصُ التعرُّضَ لهذا المُحفِّز، لأنَّ ذلك قد يساعدُ على تقليل خطر المعاناة من الشقيقة.

وكذلك فقد يفيد الحفاظُ على نمط حياةٍ صحي بشكلٍ عام، بما ينطوي عليه من ممارسة الرياضة بانتظام والنوم وتناول وجبات الطعام بشكلٍ مناسب، بالإضافة إلى الحرص على تجنُّب التجفاف والحد من استهلاك الكافيين.

أمَّا إذا كان ألمُ نوبات الشقيقة شديداً، أو إذا استمرَّت المعاناةُ من الأعراض رغم محاولة تجنُّب المُحفِّزات المحتملة، فقد يقوم الطبيبُ بوصف أدويةٍ تساعد على منع حدوث المزيد من النوبات.

تشتمل الأدويةُ المستعملة للوقاية من حدوث نوبات الشقيقة على الأدوية المضادَّة لنوبات الصرع anti-seizure medication، كالتوبيرامات topiramate، وكذلك دواء بروبرانولول propranolol الذي يُستَعملُ في علاج ارتفاع ضغط الدم عادةً. وقد يستغرق بدءُ تحسُّن أعراض الشقيقة، بعدَ استعمال الأدوية، عدَّةَ أسابيع.

الخلاصة

قد يكون تأثيرُ الشقيقة كبيراً في نوعية الحياة، وقد يحدُّ من القيام بالأنشطة اليومية المعتادة، حيث يمكن أن يُضرَّ بعضُ الأشخاص إلى الاستلقاء في أسرَّتهم عدَّةَ أيام بعدَ حدوث النوبة.

لكن، يوجد عددٌ من العلاجات الفعَّالة التي تُخفِّفُ من شدَّة الأعراض، وتمنع حدوثَ المزيد من النوبات.

قد تتفاقم نوباتُ الشقيقة بمرور الوقت في بعض الأحيان، ولكنها تميل إلى التحسُّن التدريجي بمرور السنوات عندَ معظم المرضى.

شاركها.