برمجة العقل الباطن

تعريف العقل الباطن

العقل الباطن أو لنقل العقل اللاواعي واللاشعور , هو مفهوم يشير الى مجموعة من العناصر التي تتألف منها الشخصية , بعضها قد يعيه الفرد كجزء من تكوينه والبعض الآخر يبقى بمنأى كلي عن الوعي وهناك اختلاف بين المدارس الفكرية بشأن تحديد هذا المفهوم على وجه الدقة والقطعية إلا أن العقل الباطن على الإجمال هو كناية عن مخزن للاختبارات المترسبة بفعل القمع النفسي فهي لا تصل إلى الذاكرة . ويحتوي العقل الباطن على المحركات والمحفزات الداخلية للسلوك كما أنه مقر الطاقة الغريزية الجنسية والنفسية بالإضافة إلى الخبرات المكبوتة.

قواعد برمجة العقل الباطن

 

قواعد برمجة العقل الباطن
قواعد برمجة العقل الباطن

وهو العقل المسؤول عن الخواطر والأحلام وعن مزاج الإنسان وهو مرتبط بالروح ولا يوجد له وجود في الجسم أو الدماغ عند تشريحه وهو مُطيع للإنسان حيث يستطيع الإنسان توجيهَه باستخدام أساليب خاصّة بِذلك إذاً فالعقل الباطِن هو الذي يتحكّم بعادات الشّخص وسلوكيّاته ، وهو أساس تصرُّفاته.

قالت دكتورة علم النفس نور العمري إن فكرة العقل الباطن تقوم على أنه صندوق أرشيف للإنسان , فالإنسان يمر بمجموعة من الذكريات والخبرات وهذه الذكريات والخبرات تتعلق بالماضي أو أحياناً بأحداث محزنة مؤلمة لا يستطيع التعامل معها فيفتح هذا الصندوق الأرشيفي ويرمي فيه تلك الأشياء ولذلك الإنسان تحت الضغوط النفسية التي يمر بها ما بين العقل الظاهري والعقل الباطن هناك ما يسمى بالرقيب هذا الرقيب مثل الجندي الذي معه مفتاح مغلق على منطقة معينة هذه المنطقة هي العقل الباطن ما ان تأتي ضغوطاً شديدة نفسية حتى يفتح هذا الجندي ذلك الباب فيخرج شيئاً من العقل الباطن إلى العقل الظاهر ولكن حين يخرج لا يخرج بصورته إنما يخرج بصورة محورة أو ربما مشوه فتغير من شكل تلك القضية التي كانت في العقل الباطن .

وأضافت العمري بأن العقل الباطن يتميز بأنه غبي وهذه ميزة عظيمه فيه والميزة الثانية أنه مطيع وتابع للعقل الظاهر وهناك ميزة كُبرى له رغم أنه غبي ومطيع وتابع للعقل الظاهر إلا أنه نتيجة لذلك يقود العقل الظاهر بما يقرره ذلك العقل الباطن ويطبع حياتك بها .مثال على ذلك انت تفترض أنك إذا شربت قهوة لن تنام في الليل هذا قراره في العقل الظاهر أنت ترسله للعقل الباطن يحتفظ به مع التكرار مع بثك لهذه الفكرة فتنطبع داخلك إذا شربت قهوة في حياتك اليومية ستأتي رسالة من عقلك الباطن دون أن يتذكر العقل الظاهر تقول : لا تنام أيها الإنسان. لم يكن السبب في عدم النوم القهوة بل افتراضات ضمنتها وجاءت في العقل الباطن.وهناك العديد من الرسائل مثلاً مثل أن تتعرض لموقف سيء في مكان فيه لون أخضر. وفي موقفاً معين تُسأل ما هو اللون الذي لا تفضله فتكون إجابتك اللون الأخضر وعندما تُسأل عن السبب تقول لا ادري .كان الموقف السيئ موجود فيه اللون الأخضر ثم انطبعت تلك الفكرة فحدث ارتباط شرطي مع اللون الأخضر… والشخص ينسى ذلك الموقف السيئ ولكن يرسل رسالة ضمنية للعقل الباطن دون أن تعلم وهكذا تتشكل نظراتنا للحياة. فالعقل الباطن ستكتشف بأنه هو القائد الحقيقي لبناء شخصيتك فهو يقبل أي شيء منك فهو كالوعاء يستقبل أي شيء يوضع به فلماذا لا نعبئه ونشكله بما يبني الشخصية بشكل إيجابي.

العقل الباطن
العقل الباطن

وبينت مدربة التنمية البشرية رزان العزام قائلةً : كم عدد الأشخاص الذين يستيقظون صباحاً وينظرون للمرآة ويقولون ” أنا كسول , أنا سيئ , أنا لست جذاب ” فنحن ليس لدينا أي مشكلة في أنتقاد أنفسنا وهذا كله لعنه لمستقبلنا فإما أن نقول خيراً لأنفسنا أو فلنصمت . فيجب على الشخص أن يتغير من داخله فعندما يقول أنه جميل سيأتي الجمال باحثا عنه ويبحث عنه الشباب ويبحث عنه النشاط ولا يمكن لأحد أن يفعل ذلك , يجب أن يخرج من فم الشخص يجب كلمات تحفزه لبناء مستقبله ففالكلمات تبني مستقبلك أو تهدمه فالكلمات مثل الكهرباء عندما نستخدمها بشكل صحيح فهي تمنحنا الضوء والهواء وكل ما هو جيد ولكن إن استخدمناها بشكل خاطئ يمكن أن تكون خطيرة وقاتلة احياناً وكذلك الكلمات وهناك مثل يقول “إن الحياة والموت يتحكم بها لسانك ” فلما لا نستخدم كلماتنا لتُنعم على مستقبلنا بدلاً من لعنه, لما لا يقول الضعيف ” أنا قوي ” إذن لا تتحدث عن ما انت عليه بل ما تريد أن تكونه , فعندما تستيقظ صباحاً أنظر للمرآة وتحلى بالشجاعة وقل ” أنا شاب , أنا نشيط , أنا واثق , أنا آمن ,أنا منتصر, أنا موهوب ” , فشخصيتك تتحدد بما يتلفظ به فمك . وهناك تمرين بسيط لإدراك قوة عقلك الباطن فقبل الدخول في مرحله النوم العميق ردد باقتناع ويقين ” أريد الاستيقاظ في الساعة …. ” , كرر باقتناع وثقة تامة وستستيقظ في هذا الوقت .
وتضيف أنه يتوجب على كل شخص أن يبدأ بإعادة تدريب عقله الباطن لان عقله الباطن سيبدأ بالأستجابه لما تقترحه عليه ف 96% – 97% من كل شيء يقدم عليه الانسان يتم فعله كنتيجة لعقله الباطني.

وقالت معلمة الأحياء منتهى الخطيب أن طبيعة العقل الباطن دائماً في حالة عمل فهو يقوم بالعديد من العمليات الحيوية مثل تنظيم دقات القلب و التنفس ونقل الدم والأكسجين لكافة خلايا الجسم كما انه يساهم في عملية الأيض المتمثلة بالهدم والبناء وتجديد الخلايا وهو الذي يجعلك تشعر بالألم في جسدك , أطرافك , معدتك وقد يرتفع معدل السكر في دمك أو الضغط وقد تظهر بعض الأمراض الجلدية كالإكزيما أو البهاق إذا ما شعرت بالخوف والتوتر والقلق.

وقال الاختصاصي الاجتماعي ومدرب التنمية البشرية ماهر شبانه عندما خلقتَ في هذا العالم لم تكن مجرد جسد عليه أن يأكل ويشرب وينمو فحسب فالله لم يوجدك على الأرض لهذا الغرض بل أوجدك كأعظم سر بين خلقه , هذا السر الذي ما إن تبدأ باكتشافه حتى تضيع في أعماقه إلى حد الذهول والتعطش أكثر للغوص في بحرك العميق.
لعلك تعثر على لؤلؤة مدفونة فيه تسمى (العقل الباطن) أو كما سماها علم النفس اللاشعور أو اللاوعي وعن لسان عالم النفس (فرويد) (الهو) ولقد اضطر الفيلسوف ( سقراط) بعد تجربة طويلة مع الحكمة أن يقول (أعرف نفسك بنفسك أيها الإنسان) وهو الذي قال ذلك بعد الغوص في أعماق النفس البشرية من جهة وفي الميتافيزيقا أو ما وراء الطبيعة الحسية من جهة أخرى, لم يتجرأ ويطلق للناس نظرية يستطيعون من خلالها أن يعرفوا أنفسهم بل طلب من كل شخص أن يعرف ذاته بنفسه فهو الأعلم بها . فالنفس البشرية تقسم إلى جبلين , الجبل الأول هو( الوعي) أو العقل الواعي والذي نتعامل من خلاله مع عالمنا الداخلي والخارجي وفق مبادئ وأسس الحياة التي نعتبرها نحن والمجتمع على أنها منطقية ومقبولة ويتشكل العقل الواعي هذا منذ الطفولة من خلال أساليب التربية والتنشئة الأسرية والاجتماعية والدينية والأخلاقية, ومن هنا يبدأ جبل (العقل الواعي ) بالارتفاع والظهور للعيان أكثر من الجبل الآخر الذي يسمى العقل اللاواعي أو الباطن .
العقل الباطن الذي يستطيع التقاط آلاف الإشارات من حواسك في لحظة واحدة ويبدأ بتخزينها في داخلك بكل تجاربها المترافقة بالمشاعر والأحاسيس وتجد لها موطأ قدم فيه وتختبئ إلى أن يحين موعد ظهورها كالأحلام وزلات اللسان والقلم والميول والاهتمامات الشخصية ويصل الأمر إلى أن يتحكم في قراراتك وبالأخص السريعة منها , هذا الخزان الذي يحوي ملايين المعلومات والتجارب التي مرت في حياتك والتي تعتقد انك نسيتها هي مخبأة فيه وستفاجأ حين تتذكر كيف كنتَ في فترة بالطفولة بتفاصيل دقيقة كنت تعتقد أن النسيان قد أكل وشرب عليها وذلك في لحظات الاسترخاء أو بإحدى جلسات التنويم الإيحائي أو المغناطيسي.

وبين الشيخ الدكتور محمود مهيدات قائلاً عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله صل الله عليه وسلم : يقول الله تعالى : أنا عند ظن عبد بي ., وأنا معه إذا ذكرني فإن ذكرني ذكرته في نفسي وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم ….) وهذا الحديث إن كان يدل على شيء فإنما يدل إلى حكمة وهي سواء ظننا بالله ظنناً حسناً أو سيئاً فسنلقى ما ظنناه سواء بالخير أو شر.
وأفاد رئيس قسم علم الأجتماع في جامعة اليرموك الدكتور فايز الصمادي نادت به النظرية التحليلية والذي أسسها سيجموند فرويد ويعتقد أن العقل الباطني هو مخزون الخبرات المكبوتة التي لا يرغب الأنسان بتذكرها وبالتالي فهي تتركز بشكل رئيسي على الخبرات المزعجة للانسان, وهي عادة ما تكون محددة لسلوك الفرد ويعتقد أيضاً أن المشاكل النفسية نتيجة أثر تلك المكبوتات للعقل الباطن.

لقد خلقنا الله وطلب منا أن نبحر في داخل أنفسنا لنكتشف عظيم آياته وأسراره ونغوص في أعماقنا لنتحرر من الشكوك والأوهام ونحرر طاقتنا وأحلامنا من المخاوف, فعش حياةً ذات معنى وركز فيما وراء الأشياء, عندها ستمنحك الحياة النور والصفاء واللحظات السامية.

زر الذهاب إلى الأعلى