قد يبدو النوم عملية حيوية طبيعية تحدث لجميع الكائنات من جميع الأجناس والأعمار، فالجميع يحتاج إلى النوم لاستمرار الحياة وإعادة شحن الطاقات الجسدية والنفسية.

ولكن طبياً لا يعد النوم عملية من العمليات البسيطة كما تعتقد، فهناك عدة أمور متعلقة بالنوم لم يستطع العلم والطب تفسيرها حتى الآن ومن أهمها.

1- نوم الحيوانات 

كل أنواع وأشكال الحيوانات والحشرات بحميع أنواعها سواء الثدييات والحيوانات ذات الدم البارد واللافقاريات حتى الخفافيش مصاصة الدماء يجب أن تنام ولكن بأساليب وعدد ساعات مختلفة عن البشر.

وعلى الرغم من أن العلماء لم يكتشفوا لماذا تنام الحيونات إلا أنهم اكتشفوا أملاً في مساعدة البشر الذين يواجهون حالات شديدة من الأرق من خلال مراقبة الحشرات وهي تنام.

فلقد وجد العلماء أن ذبابة الفاكهة من الممكن أن يتم استخراج علاج من جيناتها بسبب نمط نوم ذباب الفاكهة المشابه كثيراً للبشر، ولكن حتى تلك اللحظة لا يزال الأمر تحت الدراسة.

2- الوفاة من قلة النوم

على الرغم من أن هناك الكثير من النصائح الطبية التي تشير إلى ضرورة حصول الإنسان على النوم الجيد، حتى لا تتعرض الأجهزة الحيوية للضرر، وبالتالي قد يؤدي هذا إلى الوفاة، إلا أن عملياً لا يزال الأمر غير مؤكد بعد.

والدليل الوحيد على خطورة عدم الحصول على وقت كافي من النوم هي التجربة التي قام بها ألان ريشتشافن عام 1980 على الفئران التي فارقت الحياة بعد 36 ساعة من عدم النوم،  فالبشر لم يستطيعوا إثبات هذا الأمر، لأن من المستحيل إبقاء إنسان مستيقظ لمدة طويلة.

ولكن عدم إثبات أن قلة النوم تؤدي إلى الوفاة على البشر لا يعني أنها ليست ضارة، لذلك فالحصول على عدد ساعات كافية من الراحة هو أمر هام جداً جسدياً ونقسياً.

3- الأحلام 

لم يستطع أطباء علم النفس تحديد السبب الذي يجعل البشر يحلمون، ولكن تم ملاحظة أمر في غاية الغموض علمياً، فلقد وجد الباحثون أن الإنسان عندما يحلم تحدث في جسده عدة تغيرات داخلية تتشابه تماماً لما يحدث للبشر عند الاحتضار، مثل انخفاض قوة العضلات  وتغيير معدل ضربات القلب وتغيير في كيمياء الدماغ وحركة العين السريعة والارتعاش. 

ولا تعد التغيرات الجسدية الداخلية فقط هي أبرز الأمور التي تحدث للبشر أثناء الأحلام، ولكن هناك أمر أهم من ذلك، ففي خلال مقابلة صحفية أجرتها صحيفة “تلغراف” البريطانية مع أدريان ويليامز أستاذ طب النفسي أوضح ويليامز أن الأحلام تضمن لنا استمرار الحياة ومن غير أحلام يقترب خطر الوفاة.

فعلى حسب وصفه توفر الأحلام الكثير من الفوائد لأدمغة للبشر مثل إمداد المخ بالأوكسجين أثناء النوم بشكل متواصل ومنح البشر صفاء الذهن ودعم قواهم العقلية.  

4- قلة النوم والوزن 

ووجدت دراسة صحية قامت بها جامعة  هارفارد على الممرضات اللواتي ينمن خمس ساعات أو أقل في الليلة الواحدة  أنهن أكثر عرضة للإصابة بالبدانة بنسبة 15 في المائة عن زميلاتهن اللائي يحصلن على 7 ساعات يومياً من النوم.

ولقد فسرت الدراسة حدوث زيادة الوزن بسبب قلة النوم إلى عدم القدرة على ممارسة الرياضة وتناول الطعام بشكل أكبر بسبب الاستيقاظ لوقت أطول وحدوث خلل في إفراز الهرمونات.

ولكن هناك تجربة طبية أخرى أجريت على الفئران أظهرت أن الفئران التي حرمت من النوم قد فقدت الوزن، على الرغم من أنها تناولت الطعام بشكل أكبر من الفئران التي لم يتم حرمانها من النوم، وهو ما قد يثير الشكوك حول علاقة قلة النوم وزيادة الوزن.

5- المشي أثناء النوم 

تلك الظاهرة التي قد تبدو طريفة والتي تحدث للعديد من الأشخاص حول العالم لم يجد العلماء تفسيراً مقنعاً لها حتى تلك اللحظة، والسبب في ذلك أن من يعاني من تلك الحالة الطبية لا يتذكر ما الذي حدث أثناء نومه من الأساس، لذلك تعذر دراسة الأعراض التي كان من المفترض أن يتم استخدامها في البحث عن الأسباب.

6- النوم ليلاً 

لا شك أن النوم مرتبط بالليل، فلا أحد ينام في النهار وهذا أمر فطري متعارف عليه منذ قديم الأزل، ولكن طبياً لا يعرف العلماء سبب حاجة البشر للنوم ليلاً وليس في النهار.

فعلى الرغم من الكهرباء التي أصبحت توفر لنا الضوء طوال النهار ووجود المهن  الليلة التي تلزم العاملين بها الاستيقاظ ليلاً، إلا أن الجسم والعقل يكونان في أفضل الحالات الصحية أثناء النوم ليلاً والاستيقاظ في الصباح وليس العكس.

7- مدة النوم المثالية

الجميع يقول إننا يجب أن ننام لمدة ثماني ساعات من النوم ليلاً، ولكن حتى الآن لا يعرف البشر المدة الصحيحية من النوم التي يجب أن يحصلوا عليها.

فلقد وجدت دراسة من جامعة كاليفورنيا في سان دييغو أن هناك أشخاصًا ينامون لمدة 5 ساعات يومياً، وهناك من ينامون 6 ساعات، وبالتأكيد يوجد من يحصل على الـ8 ساعات، وجميعهم يتمتعون بصحة جيدة ومثالية على الرغم من اختلاف عدد ساعات نومهم.

وعلى الرغم من عدم إيجاد الباحثين تفسيراً مقنعاً حول كيفية تمتع الفئات التي تحصل على ساعات مختلفة من النوم وكانت تحت الدراسة بالصحة الجيدة وبشكل متماثل، إلا أنهم أرجعوا الأمر أن طبيعة احتياجات الجسم للراحة تختلف من شخص إلى آخر بحسب العمر والقدرات الجسمانية والنفسية والوظيفة أيضاً.

شاركها.