أعضاء في الجسم «غير مشهورة».. هذه وظائفها المذهلة

كما هي الحال في حياتنا كذلك الأمر بالنسبة لأجسامنا.. فهناك ما هو أكثر شهرة من غيره وأكثر أهمية، وبالتالي يحصل على كل الاهتمام والتركيز. 

ولكن، كما هي حياتنا الواقعية أيضاً، هناك أعضاء صغيرة الحجم أو غير معروفة أو لا تمنح الاهتمام الذي تستحقه ولكنها ضرورية للغاية ووظيفتها مذهلة ومفاجئة في الوقت عينه. 

فلنتعرف على هذه الأعضاء «المهملة» ونمنحها حقها الذي تستحقه.

لهاة الحلق

اللهاة أو لهاة الحلق هي بروز عضلي يتكون من نسيج طلائي غدي، مخروطي الشكل يتدلى من الحنك الرخو. يبلغ طولها من ١٥ إلى ٣٥ ملم، وتقع خلف الحنجرة وهي معلقة في قمة الجزء الخلفي للفم. 

العضو هذا مهمل من البشر ومن الخبراء؛ إذ إن المراجع الطبية لا تمنحه الأهمية التي يستحقها. دورها عند أسلافنا كان هاماً جداً، لأنها سمحت لهم بالكلام وشرب الماء من دون الانحناء وشربها مباشرة من النهر أو غيرها وتعريض أنفسهم للخطر. 

له دور هام في إفراز كميات كبيرة من اللعاب، والذي هو أساسي جداً في عملية الهضم، كما أن لها دورها في عملية التذوق وفي تكوين أصوات الإنسان، خصوصاً الحروف الساكنة . تلعب دوراً هاماً جداً يتمثل في مساعدتها الإنسان على التقيؤ حين يشعر بالمرض. 

الحاجبان 

لا نعتبر حاجب العين غريباً، لأننا اعتدنا على وجوده وشكله، ولكن لو فكرتم بالأمر فإن وجود «شريطين» من الشعر وبشكل مقوس فوق العيون أمر غريب. وما يزيد الأمر غرابة هو أننا لا يمكننا أن نفكر بأي فائدة لهما، وبالتالي هما مجرد شكل اعتدنا عليه لا أكثر. 

دور حاجب العين هو لحماية العيون من الأوساخ والغبار والماء والشمس والعرق، أي أنه أشبه بمظلة تقي العين من كل ما من شأنه أن يلحق الأذى بها. ولكن هناك فائدة أخرى للحاجبين وهي أساسية في حياة كل البشر،.. التواصل والتعبير. البشر يستعينون بالحاجبين للتعبير عن مشاعر الغضب أو الحيرة أو الاستغراب وغيرها.

الحاجبان هامان جداً للتعرف على الوجوه، ففي إحدى الدراسات عرضت مجموعة من صور المشاهير الذين أزيلت حواجبهم على المشاركين وتمكن ٤٦٪ فقط من التعرف فعلياً على الأشخاص. 

اللوزتان 

من عانى من التهاب مزمن ومتكرر في اللوزتين لا بد أنه يكرههما أو قد قام بإزالتهما. ولكنهما في الواقع هامتان للغاية، هما كتلة مناعية في حلق الإنسان، يميل لونهما إلى الوردي الداكن وتشبهان حبات اللوز. يوجد منها نوعان الأول هو لوز الغدانيات وتقع في أسفل الحلق ولوز اللسانية وتقع في أسفل اللسان. 

اللوزتان من أهم الأجزاء في الجهاز الليمفاوي فهما تحميان الجسم من البكتيريا والفيروسات التي تدخل إلى الجسم من خلال الفم والأنف، وبالتالي هي الخط الدفاعي الأول الذي يكون في حالة حرب دائمة مع الجراثيم والبكتيريا والفيروسات. 

تلتهب بسرعة لكونها، كما قلنا تحمي الجسم بشكل دائم من الفيروسات والبكتريا، سابقاً كان الأطباء يسارعون إلى إزالتها أما خلال السنوات الماضية فهم باتوا يتريثون قبل القيام بذلك، ولا يلجأون للحل الجراحي إلا في حالات الالتهاب المزمن أو صعوبات في التنفس، وذلك بعد أن أدركوا دورها الهام. 

الأظافر

الظفر هو مادة صلبة تغطي بنان أصابع أيدي وأقدام الإنسان. تتكون من مادة الكيراتين وعادة تصنع كأعضاء إضافية في الجلد وتنتج من خلايا موجودة في البشرة. في العصورة القديمة كان أسلافنا يستعينون بالأظافر من أجل التسلق والحصول على الطعام وكان دورها أساسي. ولكننا حالياً يبدو وكأننا لا نحتاج إليها رغم أنها هامة جداً. الأظافر هي مرآة لما يحصل داخل أجسامنا، ولذلك فإن الأطباء عندما يعانون المرضى ينظرون إلى لون وشكل أظافرهم. وأحياناً الشخص نفسه قد ينتبه بأنه يعاني من خطب ما بعد تبدل لون أظافره أو تبدل شكلها. هي أشبه «بشاشة» لجهاز انذار.. فعندما يعاني جسمك من مشكلة ما سيبلغك من خلال أظافرك. 

الزائدة الدودية 

قطعة صغيرة في نهاية المصران الأعور إسطوانية الشكل ومسدودة النهاية. تقع في بداية الأمعاء الغليظة وقد سميت بالزائدة لأنه كان هناك قناعة تمامة بأنها مجرد إضافة لا أهمية لها ولا دور لها سوى «الانفجار» وتعريض حياة المريض لخطر الموت.

ولكن لها دورها الهام جداً في حماية الجسم من الأمراض والقضاء على الفيروسات والبكتريا وغيرها. فالزائدة تحتوي على أجربة لمفاوية غزيرة تشارك جهاز المناعة في إفراز الغلوبولينات المناعية. كما أنها تأوي وتحمي الجراثيم المفيدة والجيدة للأمعاء، فعندما تموت مجموعة من البكتيريا في الأمعاء أو تطرد خارج الجسم يفقد الجسم البكتيريا المفيدة، حينها تصبح الزائدة مصنعاً للبكتيريا الجيدة وتساهم بإعادة  تشغيل الجهاز الهضمي. 

 العظم اللامي

العظم اللامي هو العظم اللساني وهو أشبه بعظم عائم غير متصل بأي عظام أخرى. يقع في مقدمة الرقبة تحت الذقن وفوق الغضروف الدرقي يسمى أيضاً بالعظم الحذوي، لأنه يشبه حدوة الحصان. كما قلنا هو عظم عائم وهو الوحيد المنفصل عن الهيكل العظمي، تتصل به عدة عضلات منها اللسان وقاعدة الجمجمة والغضروف ولسان المزمار. 

دوره هام جداً في النطق، فبسبب موقعه هو يعمل بتناغم تام مع الحنجرة واللسان، وبالتالي يمكن البشر من إخراج مجموعة من الأصوات المختلفة.  

زر الذهاب إلى الأعلى