أفضل القصائد الحزينة في شعر الرثاء

الرثاء من أغراض الشعر عند العرب ، فالشعر عند العرب له أغراض عديدة منها المدح و الرثاء و الفخر و الغزل و غيرها من الأغراض ، و قد أجاد الشاعر العربي في شعر الرثاء و الحزن على الفقيد ، و أنشد القصائد في ذكر خصال الميت و محاسنه .

افضل قصائد حزينة في شعر الرثاء
افضل قصائد حزينة في شعر الرثاء

قصائد حزينة في شعر الرثاء

شعر حسان بن ثابت في رثاء الرسول صلى الله عليه وسلم

قال حسان بن ثابت رضي الله عنه :

بطيبة رسـم للرسـول ومعهـد
منير وقد تعفو الرسـوم وتهمـد
ولا تمتحي الآيات من دار حرمـة
بها منبر الهادي الذي كان يصعـد
وواضـح آثـار وباقـي معالـم
وربع له فيه مصلـى ومسجـد
بها حجرات كان ينزل وسطهـا
من الله نـور يستضـاء ويوقـد
معارف لم تطمس على العهد آيها
أتاها البلى فـالآي منهـا تجـدد
عرفت بها رسم الرسول وعهـده
وقبرا بها واراه في الترب ملحـد
ظللت بها أبكي الرسول فأسعدت
عيون ومثلاها من الجفن تسعـد
يذكرن آلاء الرسول ومـا أرى
لها محصيا نفسي فنفسـي تبلـد
مفجعة قد شفهـا فقـد أحمـد
فظلـت لآلاء الرسـول تعـدد
وما بلغت من كل أمـر عشيـره
ولكن لنفسي بعد ما قد توجـد
أطالت وقوفا تذرف العين جهدها
على طلـل الـذي فيـه أحمـد
فبوركت يا قبر الرسول وبوركت
بلاد ثوى فيها الرشيـد المسـدد

افضل قصائد حزينة في شعر الرثاء .
افضل قصائد حزينة في شعر الرثاء .

 

قصيدة الخنساء في رثاء أخيها صخر

يا عَينِ بَكّي على صَخْرٍ لأشْجانِ        وهاجِسٍ في ضَميرِ القَلْبِ خَزّانِ

إنّي ذكرتُ ندى صخرٍ فهيّجني ذكرُ      الحبيبِ على سقمٍ وأحزانِ

فأبكي أخاكِ لأيْتامٍ أضَرّ بِهِمْ           رَيْبُ الزّمانِ، وكلُّ الضَّرّ يِغشاني

وأبكي المعمَّمَ زينَ القائدينَ إذا          كانَ الرّماحُ لديهمْ خلجَ أشطانِ

وابنَ الشّريدِ فلمْ تُبْلَغْ أرومَتُهُ         عندَ الفَخارِ لَقَرْمٌ غيرُ مِهْجانِ

لوْ كانَ للدَّهرِ مالٌ عندَ متلدهِ         لكانَ للدَّهرِ صخرٌ مالُ فتيانِ

آبي الهضيمة آتٍ بالعظيمة متلافُ     م الكريمة لا نكسٌ ولا وانِ

حامي الحقيقَة بسّالُ الوَديقة          مِعتاقُ الوسيقة جلدٌ غيرُ ثنيانِ

طَلاّعُ مَرْقَبَة مَنّاعُ مَغْلَقَة           وَرّادُ مَشْرَبَة قَطّاعُ أقْرَانِ

شَهّادُ أنْدِيَة حَمّالُ ألْوِيَة ٍ           قطَّاعُ أودية سرحانُ قيعانِ

يَحْمي الصِّحابَ إذا جَدَّ          الضِّرابُ القائلينَ إذا ما كيَّلَ الهاني

ويَتْرُكُ القِرْنَ مُصْفَرّاً أنامِلُهُ        كَأنّ في رَيْطَتَيْهِ نَضْحَ أُرْقانِ

يعطيكَ ما لاتكادُ الَّنفسُ تسلمهُ        منْ التَّلادِ وهوبٌ غيرُ منَّانِ

قصيدة احمد شوقي في رثاء صديقه

يقولون رشدي مات قلت صدقتم

ومات صوابي يوم ذام وآمالي

وركني الذي للنائبات أعدّه

وذخرَي في الماضي وعوني على الحال

وسعدي الذي خان الزمان وطالعي

وفخري إذا ألقى الرجال وإجلالي

أرشدي لقد عشت الذي عشت سيدا

ولم تك عبد الجاه والأمر والمال

ولم تأل كتب العلم درسا ومطلبا

ولم تك عنها في الثمانين بالسالي

وكنت تحل الفضل أسمى محلة

وتنزل أهل الفضل في المنزل العالي

ولم تتخير ألف خل وصاحب

ولكن من تختاره الواحد الغالي

حبيتك والدنيا تحبك كلها

وزدتك حبا عندما كثر القالي

وقست بك الأعيان حيا وميتاً

فوالله ما جاء القياس بأمثال

ولو أن إنسانا من الموت يفتدى

فديتك بالنفس النفيسة والآل

قصيدة جبلة بن الحارث

يا عيْنُ بُكِّي لمسعودِ بن شدّادِ

بكاءَ ذي عبَراتٍ شَجْوهُ بادي

منْ لا يذابُ له شحمُ السَّديفِ ولا

يجفو الضيوفَ إذا ما ضُنَّ بالزادِ

ولا يحلُّ إذا ما حلَ منتبذاً

خوفَ الرَّزيَّة بين الحضْرِ والبادي

قَوّالُ مُحْكَمةٍ نقَّاضُ مُبْرَمَةٍ

فتَّاحُ مُبْهمَةٍ حبَّاسُ أورادِ

حلاَّلُ مُمْرعةٍ فَرَّاجُ مطْعَنَة

حمَّالُ مُضْلِعةٍ طلاَّع أَنْجادِ

قتَّالُ طاغيةٍ رَبَّاءُ مَرْقَبةٍ

منَّاع مَغْلبَةٍ فكَّاكُ أقْيادِ

حمّالُ ألويةٍ شدادُ أنْجيةٍ

سدّاد أَوْهيَةٍ فتّاحُ أسدادِ

جمّاع كل خصالِ الخيرِ قد عَلِمُوا

زَيْنُ القرِين ونِكْلُ الظالمِ العادي

أبا زُرارةَ لا تبعُدْ فَكُلُّ فتىً

يوماً رهينُ صَفيحاتٍ وأعوادِ

هلاّ سقَيتمْ بني جَرْم أسيركمُ

نفسي فداؤُكَ من ذي كُرْبةٍ صادي

نعمَ الفتى ويمينُ اللهِ قد علموا

يخلو به الحيُّ أو يغدو به الغادي

هو الفتى يحمدُ الجيرانُ مشهدَه

عند الشتاءِ وقد همّوا بإخمادِ

افضل قصائد حزينة في شعر الرثاء .
افضل قصائد حزينة في شعر الرثاء .

يقول الشاعر السعودي عبد الرحمن العشماوي في رثاء خاله

خالي العزيز رحلتَ عن دنيان   وتركتنا فيها نجرُّ خُطانا

كُنَّا نؤمِّلُ أن نراكَ وإنْ نأى       بكَ منزلٌ عنَّا وأنتَ ترانا

حتى إذا كتب الإله قضاءهُ        فارقتنا فتعذَّرتْ لُقيانا

ما عاد لي أملٌ بلُقيا راحلٍ         عشنا الطفولة عنده وصبانا

سبعونَ عاما في الحياة وسبعة      صارتْ لعُمرك عندنا عنوانا

أفنتكَ أم أنتَ الذي أفنيته           لا فرق مادام التفرُّق كانا ؟

أَطَويْتَ عمركَ ، أم طواك ، كلاهم    يتساويانِ وقد نأيتَ مكانا ؟

تمضي بنا الأعوامُ ، يطوي بعضه      بعضاً ، ويطوي طيُّها الإنسانا

خالي العزيز ، رحلت رِحلة فارسٍ     ركب المصاعبَ في الحياة حصانا

عرفتكَ أوقاتُ الصلاةِ مُبادر            صوتَ الأذانِ ، تُرتِّل القرآنا

ورآكَ شهرُ الصَّومِ عاشق صومِهِ        وأخا قيامٍ ينشدُ الرَّيَّانا

مرَّ الزَّمان كأنَّما هو لحظة             جمعتْ ثوانيها لنا الأزمانا

وكأنَّما هو طَيْفُ حلمٍ عابرٍ              لمَّا تعلَّقنا به جافانا

سبقاكَ ، جدِّي ، والحبيبةُ جدَّتي         سبقاً أثار شجوننَا وأسانا

وتقدَّمتْ أمِّي التي من أجلن           كانت بِصدقِ عطائها تتفانى

رحلت عن الدنيا بِنبضِ قلوبنا        معها ، وأبقتْ عطفها وحنانا

ما زلتُ أذكرها تحوِّل كفَّه              حقلا بخير ثمارهِ غذَّانا

وتحوِّلُ الأهداب ظلاَّ كلَّم             هبَّتْ رياحُ همومنا غطَّانا

رحلوا عن الدُّنيا فصار بكاؤن       لغةً تصوِّرُ قَدْرَ منْ أَبكانا

وَرَحلتَ أنتَ الآن مِثلَ رحيلهم         فكأنَّما الماضي يعودُ الآنا

هل تلتقي الأرواح ، ذلك علمهُ         عند المهيمنِ خالقاً منَّانا ؟

خالي العزيز يكادُ يلجمُ أحرفي         ألم الرَّحيل ، و يُلجمُ الأوزانا

وأكادُ أشعرُ أنَّ كلَّ إشارةٍ             للذكرياتِ تؤجِّجُ النيرانا

ماذا سأذكرُ من حياةٍ كلُّه           ذكرى ، وذكرى تبعثُ الأشجانا

هل أذكر البيت القديم من الحص       و الطِّينِ شيَّد أهلهُ البنيانا ؟

هل أذكر (السَّنُّوتَ ) في أحواضهِ    و ( بعيثَران ) الدَّارِ و ( الرَّيحانا ) ؟

هل أذكر الجبل الأشمَّ وحولهُ          شجرٌ يمدُّ غصونَهُ خِيطانا ؟

أم أذكر ( الشِّعبَ الخصيب ) ولوزَهُ       و التينَ والزَّيتونَ والرُّمَّانا

أم أذكر (الكُرَّ) الصغير و(قفَّهُ)        و ( الغَرْبَ ) يصعدُ مفعما ملآنا

أم أذكر (المَحَّالَ) و ( الدَّرَّاج ) في       نغميْهِما صوتُ المَدَى نادانا

يتسابقان و( للمقاطِ ) و ( للرِّشا )          أثرٌ عميق فيهما قدْ بانا

تلك السَّواني تنزح الماء الذي          في الكُرِّ حتَّى تُنعشَ الأغصانا

هل أذكر المطرَ الغزير إذا هَم           سحًّا وأذكر بعدها الغُدْرَانا

ماذا سأذكر أيُّها الغالي الذي          هجر الطريقَ وفارقَ الميدانا

قالت : أراكَ حزِنتَ ، قلت لها : نعم       إنَّ الفراقَ يؤجِّجُ الأحزانا

قالت : وأين الصبرُ ، قلت لها : معي    فأنا أخوض بِصبريَ الطُّوفَانا

فالصبرُ عند الصدمة الأولى إذ          حمَّ القضاء ، يُهدِّئُ الوجدانا

ورضا النفوس بما يقدر ربُّه          شرفٌ تنالُ بنيلِهِ الإحسانا

ويظلُّ في لغةِ الأسى بابٌ لن         حتَّى نعبِّرَ فيهِ عن شكْوانا

لا بأس من حزنٍ ودمعٍ ، دونم        جزَعٍ ، تفجَّرُ نارُهُ بركانا

لا تسألي ، يا من سألتِ فإنَّ لي       في كلِّ ما سطَّرتُهُ برْهَانا

الخالُ في نظَر الشريعةِ والدٌ         فبهِ الرسول المصطفى وصَّانا

يا قلبُ ، خفِّف من أنينكَ راجع          للهِ ، واجعلْ ذِكرهُ اطمئنانا

لا تجعل الحزن المُهَيمنَ صاحب        يعطيكَ من حسراتِه ألوانا

إنَّ الحزينَ إذا تعاظمَ حزنُهُ           حسبَ الخلائقَ كلَّهنَّ حَزَانى

خالي العزيز ، فمُ القصيدةِ لم يزلْ       متلعثما ، وفؤادُها حيرانا

عجزتْ وربِّكَ أنْ تصوِّر لوعتي       أنَّى تصوِّرُ جمرةً ودُخانا ؟!

لكنني أطفأتها بتصبُّري             وجعلتُ طاعة خالقي ميزانا .

زر الذهاب إلى الأعلى