إلى أي حد يمكنك تصديق أن شهر ميلادك يمكنه أن يرسم مشوار حياتك. فبالرغم من كون هذه المسألة لم يتم حسمها علمياً فعلاً، ولكن هناك بعض الشواهد النفسية والفلكية التي تجعل هناك تقاطعات وحوادث وطباعاً متشابهة تحدث لنفس البشر من مواليد نفس الشهر.

وفي إحدى الدراسات الطبية تربط ما بين الشهر الذي ولدت فيه وبين  مخطط حياتك الصحية فيما بعد، وبالرغم من صعوبة إثبات ذلك، لكن هناك اعتقاداً علمياً، يرجح أن ميلاد الإنسان في موسم معين يتسم بصفات مناخية معينة، يؤثر على صحته، ويشكل خطاً متوازياً مع مسار حياته والأمراض التي قد يتعرض لها، وعلى الأغلب يلعب فيتامين” د” دوراً كبيراً في ذلك.

لذا تابع ما الذي تعنيه ولادتك في شهر معين وإلى أي حد يؤثر ذلك على مسارك الصحي، لكن لا تفزع إذا وجدت أن شهر ميلادك يخبرك أنك في منطقة خطرة صحياً، ولكن عليك اتخاذ بعض المحاذير في الحسبان.

مواليد الخريف: الحساسية

(سبتمبر- أكتوبر- نوفمبر)

في دراسة تم نشرها في العام 2012 وجدوا أن 30- 90% من مواليد أشهر الخريف قابلون للإصابة بالحساسية، البيض، زبدة الفول السوداني أكثر من الأطفال المولودين في المواسم الأخرى.

أيضاً، بينت هذه الدراسة أن الأطفال المولودين في هذه الفترة يعانون من نقص في فيتامين د، والذي مع الوقت قد يؤثر على جهازهم المناعي، ويجعلهم عرضة لأنواع متعددة من الحساسية، وتحديداً للحساسية الجلدية.

أيضاً، وجدت دراسة تايوانية صدرت عام 2013 أن 13% من مواليد الخريف معرضون أكثر لحساسية الصدر والربو من أولئك المولودين في الربيع، وتعتقد هذه الدراسة بأن التعرض للطقس البارد خلال الأشهر الأولى للولادة يعزز من احتمالية الإصابة بأمراض الحساسية التي تؤدي للربو.

مواليد الشتاء: مشاكل اجتماعية، نفسية واقتصادية

(ديسمبر- يناير- فبراير)

ترجح دراسة صدرت عن جامعة نوترودام، أن الأطفال المولودين في فصل الشتاء هم من أكثر المواليد سيئي الحظ، حيث وبعد تحليل للبيانات وجد أن هؤلاء الأطفال غالباً يولدون لأمهات مصابات بالاكتئاب نتيجة الأجواء الباردة، أو ولدوا في ظروف قاهرة؛ حيث تنعدم وسائل الرفاهية بشكل أكبر في الشتاء من أي موسم آخر.

أيضاً في دراسة ألمانية، وجد أن مولود الفترة ما بين نوفمبر ويناير تزيد احتمالية أن يكون أعسر من الآخرين، الذين ولدوا في بقية أشهر السنة، حيث يزداد في هذه الفترة من السنة تأثير هرمون التستوستيرون على دماغ الجنين في رحم الأم، مما يؤخر تطور الفص الأيسر من الجسم، الأمر الذي يسمح للفص الأيمن من الدماغ لأن يتطور بشكل أكبر، وهو المتحكم في الجهة اليسرى من الجسم.

مواليد الربيع: أمراض مناعية

(مارس – أبريل – مايو)

كشفت دراسة نشرت في الجورنال الدولي للسرطان، أن باحثين وجدوا أن 25% من مواليد الربيع لديهم قابلية لتكون الأورام الليمفاوية أكثر من غيرهم، وتحديداً أولئك المولودين في بقية أشهر السنة، وأن نسبة لا بأس بها من مواليد شهر أبريل تحديداً معرضون لسرطان كرات الدم البيضاء.

ويعتقد هؤلاء الباحثون أن السبب يعود في ذلك، لتأخر جهازهم المناعي عن التقاط الأمراض المعدية في هذا الفصل من السنة، مما يقوي جهازهم المناعي، وبالتالي فإن ذلك يؤدي لضعف جهازهم المناعي، واستجابته أكثر من غيره لأمراض الغدد الليمفاوية وأمراض الدم.

وعلى الأغلب قد يتسبب ضعف مناعة المواليد في هذه الفترة من السنة، في الإصابة بأمراض المناعة الذاتية، مثل التصلب المتعدد، التهاب المفاصل الروماتويدي، التهاب القولون التقرحي، لكن لا تفزع، حيث إن نسبة 5% فقط من مواليد هذه الفترة من السنة يصابون بهذه الأمراض.

وبشكل عام فإن فيتامين “د” ونقصه في الربع الثالث من الحمل في هذه الفترة من الزمن، قد يكون سبباً في ذلك، وقد يؤدي للأمراض المناعية التي تصيب هؤلاء المواليد، أما إذا كانت أم المولود تتمتع بقدر جيد من فيتامين “د” فلا ينبغي أن يكون هناك قلق.

مواليد الصيف: الأكثر عرضة للاكتئاب والانتحار

(يونيو – يوليو – أغسطس)

وجدت دراسة مجرية صدرت عام 2010 أن الأشخاص الذين ولدوا أواخر الربيع وبدايات الصيف أكثر عرضة من غيرهم للانتحار من أولئك الذين ولدوا خلال الأشهر الأخرى، كما وجد أن 14% من المراهقين الذين قاموا بالانتحار هم من مواليد شهر يوليو.

ولا توجد تبريرات مؤكدة من قبل هؤلاء الباحثين حول أسباب ذلك، باستثناء أن هناك تفاعلاً معقداً بين موسم الولادة وعمل الناقلات العصبية، التي يمكن أن تشكل السلوك الانتحاري الناجم عن الاكتئاب.

أيضاً، ترتفع نسبة انتشار قصر النظر بين مواليد الصيف بنسبة 17% أكثر من مواليد المواسم الأخرى، وذلك ليس بسبب الشمس، وإنما بسبب حرارة الجو، كما وجدت دراسة بريطانية أن مواليد الصيف يعانون من اضطرابات الوزن عندما يكبرون، بجانب الاضطرابات المزاجية التي يصاب بها مواليد هذا الموسم من الابتهاج المفاجئ والحزن المفاجئ والعصبية الزائدة.

شاركها.