أكد مدير مركز الشرق الأوسط للدراسات الإستراتيجية الجنرال السعودي السابق أنور عشقي، أن الحديث عن تحركات الشيخ عبد الله آل ثاني بشأن إحداث أي تغييرات في الحكم داخل قطر ليس واضحاً خلال الفترة الأخيرة، وذلك بعد المبادرة التي قادها من أجل دخول الحجاج القطريين للسعودية. وقال أنور عشقي في حوار خاص لـ24، إن المملكة السعودية استجابت عندما تدخل صوت العقل  عبد الله آل ثاني في أزمة الحجاج القطريين التي افتعلتها قطر، وهذه إشارة لقطر بأن أي صوت عقل يأتي فهو مرحب به في السعودية أو أي دولة من دول المقاطعة وإلى نص الحوار:

في البداية هل تتوقع أن تُحل الأزمة مع قطر قريباً؟
– أعتقد أن حل الأزمة بين بين قطر والدول الأربع المقاطعة لها يعود للقطريين أنفسهم، حيث قدمت الدول المقاطعة لقطر (الإمارات ومصر والسعودية والبحرين) المطالب الـ13 التي تم الإعلان عنها مسبقاً، ووضعت تلك الدول مبادئها لحل الأزمة وطلبت من قطر أن تستجيب لهذه المطالب، ولكن إذا وافقت قطر أصبحت في موقف الإدانة وإذا لم توافق ستصبح في موقف الاتهام، فهم لا يريدون أن يصبحوا في موقف الإدانة، ولذلك أعطى اجتماع المنامة فرصة للحوار حتى تخرج قطر من هذا الموقف الحرج الذي تعرضت له، ولكن في النهاية المطالب المقدمة من دول المقاطعة ستنفذ بأي طريقة كانت مع وجود ضمانات لها.

البعض يقول أن دعوة اجتماع المنامة للحوار مع قطر ربما أعطى انطباعاً بالتراجع.. ما رأيك ؟
– أعتقد أن اجتماع المنامة الاخير سعى لوضع خطوات فى سبيل الحل، ومن بين هذه الخطوات فتح باب الحوار مع قطر التى أبدت استعداداً لهذا الحوار حينما تحدث أمير قطر تميم بن حمد وقال إنهم مستعدون للحوار، إذن الأمر أصبح قريباً من الحل، لكن هذه الدول تريد التزاماً ولاتريد كلاماً، ولكن اجتماع المنامة أصر على ضرورة تلبية المطالب المقدمة لقطر دون أي تراجع عنها وأنه لا تنازل عن تلك المطالب مهما حدث.

لماذا لم تلجأ الدول الأربع المقاطعة لقطر إلى التصعيد مجدداً، وبالتحديد عقب اجتماع المنامة وعدم تلبية قطر المطالب؟
– إن الدول الأربعة المقاطعة للدوحة لا تريد التصعيد، ولكنها من وقت لآخر تبين لقطر أنه لا طريق إلا الانصياع للمطالب والطرق التي يسلكها القطريون للهروب من هذه المطالب لن تجدي ولن يمكنهم الهروب من تنفيذ تلك المطالب، سواء من خلال تغيير السياسات للنظام الحالي أو تغيير في الداخل يؤدي إلى التعامل إيجابياً مع تلك المطالب المحددة، وأعتقد أن الضغوط السياسية والاقتصادية على قطر ستجبرها على الدخول فى الحوار، وبموجب هذا الحوار ربما تعيد حساباتها، فإما أن تُغير قطر أو تتغير، أي تغير فى سياساتها أو ستتغير، لأن التغيير سوف يأتى من الشعب القطري، وقد خشيت الدوحة من ذلك فاستعانت بالأتراك لحماية القيادة، ونحن دائماً نفرق بين قطر الشعب وقطر الحكومة، والأزمة الآن مع الحكومة وليس الشعب.

بمناسبة التحركات ..هل تتوقع أن يكون هناك تغيير نابع من تحركات الشيخ عبد الله آل ثاني؟
– إن الشيخ عبد الله بن ثاني حين جاء للمملكة العربية السعودية لتقديم مبادرة الحجاج القطريين، لم يأت بصفة سياسية وإنما جاء بصفة إنسانية وأخوية وهي صفة موجودة بين القبائل وبادر بهذه المبادرة التي أسفرت عن موافقة العاهل السعودي على دخول الحجاج القطريين للمملكة وعلى نفقته الخاصة، ولكن الشيخ عبد الله لم ينتقد قطر أو يهاجم نظام الحكم الحالي وكان همه الشعب القطري وأن يمارس حقه في الحج بعيداً عن السياسة، والمملكة استجابت مع صوت العقل وهذه إشارة لقطر بأن أي صوت عقل يأتي فهو مرحب به في السعودية أو أي دولة من دول المقاطعة.

لماذا لم تنجح الوساطة مع قطر من قبل الدول التي سعت لذلك، ولاسيما الكويت وواشنطن؟
– إن الوساطات التي قامت بها بعض الدول ومن بينها الوساطة الكويتية سعت إلى فتح حوار بين قطر والدول المقاطعة لها، ولكن لم تتجاوب معها الدوحة وتمسكت بموقفها السلبي، وكان هناك بعض وساطات غير محايدة مثل وساطة تركيا التي أيدت قطر فى البداية فخسرت فضيلة الحياد وأرسلت إليها الدول الأربع برسائل مفادها أنها لم تعد مؤهلة للوساطة، فضلا عن الوساطة الأمريكية التي اتخذت موقفاً مخالفاً للدول الأربع.

وما تعليقك على توقيع قطر مذكرة تفاهم مع الولايات المتحدة بشأن مواجهة الإرهاب؟
– أعتقد أن هذه الخطوة ذكية وتؤكد على توزيع الأدوار داخل واشنطن، حيث يؤكد الرئيس الأمريكي على ما ذكره بأن قطر داعمة للإرهاب، ولكن هناك بعض الدوائر السياسية الأخرى التي تتخذ موقفاَ قريباً من قطر مثل وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيرلسون.

شاركها.