أن يصل قطار الزواج متأخرا، خيرا من أن يأخذنا للمحطة الخطأ!

الزواج هو ذلك الرابط السحري الذي من المفترض أن يجمع بين روح واحدة في جسدين، و أن يكون نواة لمجتمع صغير تسهم في تقوية هذا المجتمع الكبير ولكن ما نراه من كثير من الناس هو لا مبالاة في بعض الأحيان، و غياب الحس بالمسؤولية في أحيان اخرى، و المجاملات في أحيان كثيرة، مما سبب فجوة كبيرة بين المفهوم الحقيقي للزواج و بين المفهوم الحالي للزواج، فهو زواج لأجل اكمال شيء من المفترض أن يكون في الحياة، وكان الأجدر أن يكون الزواج لأجل غرض واحد هو التأسيس الحقيقي للحياة الزوجية بكل مسؤولياتها و جمالياتها و تحدياتها.

ولكن لكي نصل الى هذه المرحلة كان لا بد أن نمر بالمرحلة الأصعب في الزواج، مرحلة سوف تحدد وجه باقي المراحل في هذا الزواج، مرحل سوف تحدد لنا طبيعة و مستقبل الحياة الزوجية التي سوف نعيشها، لانه بكل بساطة، قرار مصيري، قرار سوف يرسم ملامح حياة الفرد القادمة بشكل حاسم لا جدال فيه. و هذه المرحلة هي مرحلة اختيار شريك أو شريكة الحياة الزوجية، مواصفاته و صفاته، خلقه ( بضم الخاء ) و خلقه ( بفتح الخاء )، طبيعته و طريقة تفكيره، طموحاته و أفكاره، ايجابياته و سلبياته.

فالزواج ليست (( بالنسبة لي )) مغامرة غير محسوبة العواقب، و انما قرار متكامل ياتي بعد تفكير طويل، و وضع لأولويات تحدد ماهية الشخص الذي سوف يرافقك طوال عمرك فهل هذا الشخص تكن له الحب فقط، أو الحب و الاحترام، أو الحب و الاحترام و الرحمة، ربما تكون مصطلحات عادية و هامشية عند البعض

ولكن سوف تمضي الحياة لنعرف ان الحب لربما انتهى يوم ما، و سيبقى الاحترام يضيء شمعة الحب في سنين العمر في متوسط العمر، و الرحمة سوف تضي شموع الحب في خريف عمر الزوجين.

ولكن كل هذا يرجعنا للأساس، و كلما كان الأساس قويا، صار البناء قويا و ثابتا و صامدا في وجه العواصف التي تعصف بحياتنا في كثير من مراحلها، و الأساس هنا هو الاختيار اختيار شريك الحياة بشكل صارم و عن قناعة. فالبعض يخاف ان يفوته قطارالزواج، و البعض لا يكلف نفسه حتى التفكير في شريك الحياة، و البعض يعتبره قرار يتخذه اهله لينفذه هو.

الحالتين الثانية و الثالثة انما هما حالتنا تعبران عن عدم وجود حس بالمسؤولية و لا أعلم لماذا الزواج ان كان قرار الزواج هو قرار يتخذه غيرك و ليس انت. و لكن الحالة الأولى و هي الخوف من فوات قطار الزواج، استغرب من وجود هذه الحالة رغم اني مقدر للحالة النفسية التي يعيشها الفرد من جراء التفكير بهذه الفكرة، ولكن أيهما أشد قسوة في حياتنا، أن يفوتنا القطار في هذا
الوقت، او ان نركب قطارا يقودنا الى الوجهة الخطأ، الى الوجهة التي سوف نندم عليها طوال حياتنا.

عذرا ولكني أحب أن أعلم أين ستكون وجهة قطار زواجي، و أين بالتحديد سوف تكون، بشكل دقيقة، لا يهم ان كان يفوتني القطار في هذه المرحلة من حياتي، ولكنني قررت ألا اصعد الى قطار أعلم ان وجهته ستكون وجهة لا أريدها في حياتي، ليس من اجلى فقط، ولكن من اجل من سترافقني طوال حياتي.أليس ظلما أن نحمل الطرف الاخر مسؤولية قراراتنا الخاطئة، و نتهمة بأنه سبب صعودنا الى القطار الخطأ ؟؟؟؟
اذن سأنتظر ذلك القطار، لانني الان أعد ملفاتي، و أرى خياراتي، لأعرف وجهتي أين ستكون، وان شاء الله ستكون الى وجهة أعلم بأنها ستكون أفضل محطات حياتي، الى شريكة الروح و الحياة
فالى ان اعلم بالتحديد تلك المحطة،

أقول لكم

احسنوا اختيار محطات حياتكم ، لان الاختيار، سيقودكم الى طريق من طريقين، سعادة و فرح و حياة رائعة ، أو ندم و تعاسة و حياة كئيبة
فليسحن كل منا ذلك الاختيار و لا يتعجل به

لكم كل الود

فخر الشمال

زر الذهاب إلى الأعلى